مجزرة عائلة الكحلوت في بيت حانون تثير الغضب
غارة جوية إسرائيلية تدمر عائلة الكحلوت في بيت حانون، مخلّفة 25 قتيلاً. الوضع في غزة مأساوي مع تزايد الضحايا ونقص الموارد. انضموا إلينا لمتابعة تفاصيل هذه المأساة الإنسانية المستمرة.
غارة جوية إسرائيلية تقتل 25 فردًا من عائلة واحدة في شمال غزة
قضت غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا في بيت حانون، شمال قطاع غزة، مساء الاثنين، على عائلتين كاملتين من عائلة الكحلوت التي تضم 25 فردًا.
وقد أسفرت هذه الغارة وغارات أخرى في وقت مبكر من يوم الثلاثاء عن استشهاد ما لا يقل عن 34 فلسطينيًا وإصابة العديد من الفلسطينيين، بحسب ما أعلنت سلطات غزة.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني لموقع ميدل إيست آي إن الهجوم في بيت حانون وقع في حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الاثنين.
وقال بصل: "استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً متعدد الطوابق في بيت حانون، وهذا المنزل يعود لعائلة كحلوت".
"حتى الآن تم التعرف على 16 شخصًا وتم انتشالهم من تحت الأنقاض. أما البقية فلا يزالون تحت الأنقاض"، وأضاف بصل أنه "حتى الآن يحاول المدنيون إخراجهم. نحن نتحدث عن خمسة أطفال وخمس نساء على الأقل".
وأفاد الدفاع المدني أن معظم الضحايا من عائلة واحدة. وأظهرت الصور التي نُشرت على الإنترنت، والتي لم تتمكن رويترز من التحقق منها بشكل مستقل، الجثث وهي تدفن في مقبرة جماعية واحدة في البلدة.
وقال بصل: "يعاني شمال غزة، بما في ذلك بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون، من دمار غير مسبوق بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، والتي خلفت مئات القتلى وعدداً لا يحصى من القتلى والعالقين تحت الأنقاض".
وأضاف: "ومع انقطاع الاتصالات، فإن القليل من المعلومات تصل من هذه المناطق، ولا يزال حجم الدمار الكامل غير معروف إلى حد كبير".
وحذر بصل من أن العديد من الحوادث لا يتم الإبلاغ عنها، خاصة في الجزء الشمالي من غزة، حيث تندر الرسائل والإنترنت وأجهزة التصوير.
"عائلة الكحلوت ليست غريبة عن هذه المجازر. فقد سبق أن شهدت المنطقة العديد من الهجمات التي أودت بحياة الآلاف من الأشخاص".
"وفقًا للتقارير، لقي أكثر من 3,700 شخص حتفهم، ودُفن العديد منهم تحت الأنقاض أو تُركوا في الشوارع. ولا يزال البعض في عداد المفقودين، ولا يزال مصير العديد من الآخرين مجهولاً".
"إن الهجمات المتواصلة على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك النظام الصحي، هي جزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع نطاقًا لاستنزاف ما تبقى من خدمات في غزة.
وقال بصل لموقع ميدل إيست آي: "لقد أصبح الوضع مزريًا، مع ندرة المواد الغذائية والطبية ومواجهة السكان للنزوح المنهجي والمجاعة".
"إلى جانب المجازر هناك التجويع والتهجير المنهجي المستمر للسكان بطريقة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ولهذا السبب، نحن أمام مجزرة واضحة وجلية ارتكبها الاحتلال بحق عائلة الكحلوت."
الغارات الإسرائيلية على ما تبقى من قطاع غزة
استهدفت غارة جوية أخرى منزلًا في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح، وفقًا لما ذكره مسعفون. وفي الوقت نفسه، استشهد شخصان آخران في غارة جوية على رفح في جنوب القطاع.
وفي دير البلح، بالقرب من ساحل غزة، أفادت التقارير أن القوات البحرية الإسرائيلية احتجزت ستة فلسطينيين من قارب صيد أثناء محاولتهم التوجه إلى مياه البحر المتوسط في وقت سابق من يوم الثلاثاء، حسبما أفاد سكان محليون.
وحذر مسؤولو الصحة من الآثار الوخيمة لنقص الكهرباء والموارد الناجم عن الحصار الإسرائيلي المفروض على شمال غزة والذي تجاوز الشهرين.
ويواجه مستشفى كمال عدوان في شمال غزة تحديات تهدد حياة المرضى البالغ عددهم 112 مريضًا.
فقد أفاد مدير المستشفى حسام أبو صفية بأن الكهرباء والمياه وإمدادات الأكسجين مقطوعة عن المستشفى، كما ألحق القصف أضرارًا هيكلية في المبنى. ومن بين المرضى ستة مرضى في حالة حرجة، في حين أن هناك 14 طفلًا.
وفي حادثة أخرى، قُتل محمد خليفة، وهو لاعب كرة قدم شاب من نادي الهلال في غزة، خلال الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات، وفقًا لتقارير محلية.
أكثر الأعوام دموية بالنسبة للصحفيين
في هذه الأثناء، أصدر الاتحاد الدولي للصحفيين تقريرًا يوم الثلاثاء وصف فيه عام 2024 بأنه "عام دموي بشكل خاص" حيث استشهد 104 صحفيين في جميع أنحاء العالم، أكثر من نصفهم في قطاع غزة.
شاهد ايضاً: تشعر الولايات المتحدة بوجود دماء روسية وإيرانية في سوريا، لكن الهجوم الثوري يشكل تحديات للحليف الكردي
وكان الاتحاد قد أفاد في وقت سابق باستشهاد 129 صحفيًا في عام 2023.
ووصف الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر عام 2024 بأنه "أحد أسوأ الأعوام" بالنسبة للإعلاميين. وأدان "المذبحة التي تحدث في فلسطين أمام أعين العالم أجمع".
وذكرت وزارة الخارجية القطرية يوم الثلاثاء أن المناقشات بشأن وقف إطلاق النار المحتمل في غزة مستمرة، لكنها أكدت أنه من السابق لأوانه الإعلان عن أي تقدم.
وفي الوقت نفسه، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها في شمال غزة.
لقطات تم التقاطها من مسافة بعيدة تُظهر عشرات الرجال، وقد جردوا من ملابسهم حتى ملابسهم الداخلية، مصطفين بالقرب من مدرسة عوني الحرثاني التابعة للأمم المتحدة، حيث قيل إنهم كانوا يحتمون بها قبل أن تعتقلهم قوات الاحتلال في إطار عملية التطهير العرقي الجارية في بيت لاهيا.