مآسي غزة تتفاقم مع تزايد المجازر والتهجير
ارتكب الجيش الإسرائيلي أكثر من 26 مجزرة في 48 ساعة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. النقص الحاد في أماكن الدفن والمواد اللازمة يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. تفاصيل مأساوية في وورلد برس عربي.

قال المكتب الإعلامي الحكومي المحلي يوم الخميس إن الجيش الإسرائيلي ارتكب أكثر من 26 مجزرة في أقل من 48 ساعة، حيث قتل أكثر من 300 فلسطيني في جميع أنحاء قطاع غزة.
ووفقًا للمكتب، استهدفت الهجمات الأخيرة المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك مراكز الإيواء ومراكز النزوح وأماكن الترفيه والمنازل والأسواق والمستشفيات ونقاط توزيع المساعدات.
وقال المكتب إن "غالبية الشهداء هم من النساء والأطفال وجميعهم من المدنيين العزل مما يعكس استهداف الاحتلال المتعمد للفئات الأكثر ضعفاً".
ومنذ فجر يوم الخميس وحده، استشهد ما لا يقل عن 73 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية في أنحاء القطاع المحاصر، 33 منهم كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية، وفقًا لما ذكرته المصادر.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 118 شخصًا يوم الأربعاء و 142 شخصًا في اليوم السابق.
وفي الوقت نفسه، حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية يوم الأربعاء من أن الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من 600 يوم أدت إلى نقص حاد في أماكن الدفن.
وقالت الوزارة في بيان لها إن "الأزمة تتفاقم بسبب حصار الاحتلال على إدخال المواد الغذائية والأدوية والأكفان ومواد البناء وغيرها من المستلزمات اللازمة لتجهيز القبور".
وأضافت: "وهذا يحول دون تكريم الشهداء ودفنهم وفقاً للشريعة الإسلامية."
وتفيد التقارير أن الجيش الإسرائيلي قد دمر أكثر من 40 مقبرة بشكل كلي أو جزئي في جميع أنحاء القطاع المحاصر، مما ساهم في تقلص مساحة الدفن المتاحة واستنزاف المقابر الموجودة.
ووصفت الوزارة "النقص الحاد" في عدد المقابر لكل من الشهداء والمتوفين الآخرين.
كما أدت أوامر التهجير القسري إلى تقليص الأراضي المتوفرة للمقابر الجديدة، مما أدى إلى تخزين الجثامين التي تنتظر الدفن الطارئ بشكل مؤقت في المستشفيات وساحات المدارس وحتى المنازل.
كما كان هناك أيضًا نقص كبير في مواد الدفن، وخاصة الأكفان المستخدمة في طقوس الجنازة الإسلامية.
شاهد ايضاً: حصري: مصادر تقول إن الأردن حقق أرباحًا تصل إلى 400,000 دولار من كل عملية إسقاط مساعدات إلى غزة
وقد ارتفعت أسعار هذه المواد، حيث تقدر تكلفة تجهيز القبر الواحد الآن بما يتراوح بين 700 و 1,000 شيكل (حوالي 208 إلى 297 دولار أمريكي).
وقد أصدرت الوزارة نداءً عاجلاً إلى الدول العربية والإسلامية ومنظمات الإغاثة الدولية والمبادرات المحلية للمساعدة في توفير مستلزمات الدفن الأساسية، بما في ذلك الأكفان ومواد البناء وغيرها من المعدات.
حراس أمريكيون يطلقون النار على طالبي الإغاثة
كان العشرات من الذين استشهدوا في الأيام الأخيرة من طالبي الإغاثة، وفقًا لمسؤولي الصحة.
منذ أواخر مايو/أيار، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 600 فلسطيني على الأقل كانوا يقفون في طوابير للحصول على أغذية محدودة توزعها مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
يوم الأربعاء، كشفت مصادر أن المتعاقدين الأمريكيين استخدموا أيضًا الذخيرة الحية والقنابل الصوتية على الفلسطينيين الجائعين الذين يحاولون تأمين المساعدات من هذه المراكز.
وقال اثنان من المتعاقدين الأمريكيين، في حديثهما، إن الموظفين المستأجرين عادة ما يكونون "غير مؤهلين وغير مدققين ومدججين بالسلاح ويبدو أن لديهم ترخيصًا مفتوحًا لفعل ما يشاؤون".
"هناك أشخاص أبرياء يتعرضون للأذى. بشكل سيء. بلا داعٍ"، قال أحد المتعاقدين الذين يحرسون توزيع المساعدات.
وبالإضافة إلى الظروف المميتة في نقاط التوزيع والنقص العام في الإمدادات الإنسانية التي تدخل إلى غزة، أفاد الفلسطينيون بالعثور على حبوب مخدرة مخبأة في طرود المساعدات.
وقد نشر المكتب الإعلامي الحكومي صوراً فوتوغرافية تظهر إحدى هذه الحوادث، حيث تم اكتشاف حبوب مخدرة داخل كيس دقيق في دير البلح.
قنبلة بوزن 500 رطل سقطت على مقهى
وفي مكان آخر، كشفت صحيفة الغارديان أن قنبلة تزن 500 رطل (230 كجم) ألقتها مقاتلات إسرائيلية على مقهى على شاطئ مدينة غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما أسفر عن استشهاد 33 فلسطينيًا على الأقل.
وتظهر الشظايا التي حددها خبراء الذخائر بالإضافة إلى الحفرة الضخمة التي خلفتها الغارة أن الأجزاء التي تم التعرف عليها هي أجزاء من قنبلة MK-82 أمريكية الصنع للأغراض العامة بوزن 230 كجم.
ويقول الخبراء إن استخدام مثل هذه الذخيرة على المدنيين قد يشكل جريمة حرب، بحسب التقرير.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، تحدثت مها حسيني مع محمد البقعة، أحد مالكي المقهى، الذي وصف الآثار المروعة التي خلفها.
وقال: "لقد جمعنا كيساً كبيراً مليئاً باللحم البشري"، مؤكداً على الأثر المدمر للغارة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان له أن المصور الصحفي الفلسطيني إسماعيل أبو حطب كان من بين الشهداء. وكان أبو حطب قد عمل مع العديد من وسائل الإعلام وقام بتنسيق العديد من معارض التصوير الفوتوغرافي عن غزة في الخارج.
كما استشهد في الهجوم الفنان التشكيلي فرانس السالمي كما ورد.
أخبار ذات صلة

إسرائيل قتلت عائلتي ودمرت منزلي. والعالم استمر في التمرير

"الموت هنا وهناك": الفلسطينيون يتعرضون للتشريد مرة أخرى مع استئناف القصف الإسرائيلي

مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية تشير إلى أن إسرائيل تسرع في التحول إلى "دولة منبوذة"
