مأساة إنسانية في غزة تحت وطأة الهجمات المتواصلة
قتلت إسرائيل أكثر من 45 شخصًا في غزة، نصفهم أثناء انتظار المساعدات. الوضع الإنساني يتدهور مع تفاقم المجاعة والنزوح، بينما تتعرض المستشفيات لضغوط هائلة. تعرف على تفاصيل الأزمة المتصاعدة وتأثيرها على المدنيين.

قتلت إسرائيل أكثر من 45 شخصًا في سلسلة من الهجمات على قطاع غزة منذ صباح يوم الأحد، نصفهم تم استهدافهم أثناء انتظارهم للمساعدات في نقاط التوزيع الأمريكية الإسرائيلية.
وذكرت وكالة الدفاع المدني في غزة أن ما لا يقل عن 23 فلسطينياً استشهدوا بالقرب من نقاط التوزيع والشاحنات، بما في ذلك بالقرب من ممر نتساريم في وسط غزة، وفي رفح في الجنوب وبالقرب من طريق دخول المساعدات في منطقة السودانية في الشمال الغربي.
وقال المسؤول في الوكالة محمد المغير لوكالة الصحافة الفرنسية إن مستشفى العودة في وسط غزة استقبل ثماني جثث و125 جريحاً بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية بطائرات بدون طيار أشخاصاً تجمعوا بالقرب من مركز توزيع المساعدات قرب ممر نتساريم.
في أواخر شهر مايو، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة للسماح بدخول مساعدات محدودة إلى غزة وتسليم جهود التوزيع إلى مؤسسة غزة الإنسانية التي تديرها الولايات المتحدة.
وقد قال خبراء الأمم المتحدة إن الخطة تتماشى مع هدف إسرائيل المتمثل في التهجير القسري للفلسطينيين، بالإضافة إلى تقليص دور الأمم المتحدة في غزة، إن لم يكن القضاء عليه.
وعلى عكس النظام الذي تديره الأمم المتحدة الذي صُمم ليحل محلها، تنسق مؤسسة غزة الإنسانية عملياتها بشكل وثيق مع الحكومة الإسرائيلية.
ومنذ أن بدأت عملياتها، استشهد ما لا يقل عن 300 فلسطيني وأصيب مئات آخرون بجروح أثناء سعيهم للحصول على الغذاء في مواقع التوزيع، التي يحرسها متعاقدون عسكريون أمريكيون من القطاع الخاص وتشرف عليها القوات الإسرائيلية.
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر والقصف الإسرائيلي المتواصل، فإن مبادرة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لم تؤد إلا إلى تفاقم المعاناة في القطاع.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، وصف جيمس إيلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الوضع في غزة بأنه "كئيب ومروع وميؤوس منه"، مشيراً إلى أن النزوح والمجاعة منتشران بين المدنيين في القطاع المحاصر.
وقال: "يعيش سكان غزة ليالٍ قاسية تحت القصف، ويقضون أيامهم هاربين من الجوع والانفجارات"، مضيفاً أن "كل ما كنا نعرفه عن قدرة الناس على الصمود قد تحطم تماماً".
وأضاف: "يبدو أن العالم منشغل فقط برؤية الجرحى والحديث عن المساعدات، متجاهلاً العبء النفسي الهائل الذي يعاني منه السكان، والواقع القاسي للعائلات التي أجبرت على الفرار مراراً وتكراراً بعد أن فقدت كل شيء."
وانتقد الشيخ أيضاً مؤسسة غزة الإنسانية واصفاً إياها بأنها "ذات طبيعة عسكرية"، خاصة مع محدودية نقاط توزيعها في جنوب غزة.
شاهد ايضاً: الفلسطينيون يتبنون أطفال غزة الذين فقدوا آباءهم
وقال: "يؤدي هذا النظام إلى سقوط ضحايا يومياً، حيث يُقتل الأطفال لمجرد أنهم كانوا يحاولون الحصول على صندوق من الطعام".
وأوضح إيلدر أن نظام توصيل وتوزيع المساعدات الإسرائيلية-الأمريكية الجديد مصمم بشكل متعمد, لدفع السكان من شمال القطاع إلى جنوبه، مما يهدد بتقويض أنظمة توزيع الإغاثة التي كانت قائمة في السابق.
"قد لا تصل المساعدات الإنسانية إلا إلى 10 في المئة مما يحتاجه الناس بالفعل. فالقنابل والصواريخ التي تدخل غزة أكثر بكثير من المواد الغذائية".
الهجمات والنزوح في المرافق الصحية
في نفس المقابلة، سلط إيلدر الضوء على النقص الحاد الذي تواجهه المستشفيات في غزة والظروف الصعبة للغاية التي تعمل في ظلها الطواقم الطبية.
وحذّر المتحدث باسم اليونيسف من أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد معرضون بشكل خاص للخطر "واحتمال وفاتهم لأسباب بسيطة يبلغ 10 أضعاف". وأضاف أن الوصول إلى المستشفيات في غزة لم يعد آمناً للأطفال المرضى أو الذين يعانون من سوء التغذية.
"هذه هي الحلقة المميتة التي تقتل الأطفال: سوء التغذية، وتلوث المياه، ونقص الرعاية الصحية الأساسية".
لقد تم تقويض الرعاية الصحية في غزة بشكل كبير نتيجة للحرب الإسرائيلية على غزة.
فوفقاً لآخر بيان صحفي صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن المرافق الصحية القليلة المتبقية العاملة في القطاع المحاصر تتعرض لتهديدات خطيرة بسبب نقص الإمدادات الطبية واستمرار أوامر الطرد القسري والقصف المستمر.
وقالت الوزارة: "إن التهديدات المتكررة بالإخلاء والقصف المتكرر للمناطق المحيطة بالمستشفيات يعطل عمل الطواقم الطبية ويهدد بخروج ما تبقى من المستشفيات عن الخدمة".
كما أشار البيان إلى أن الطواقم الطبية والمرضى والجرحى يفتقرون إلى طرق آمنة للوصول إلى المستشفيات في ظل استمرار أوامر التهجير التي يصدرها الجيش الإسرائيلي والقصف.
وقالت الوزارة: "لا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك لتنفيذ تدخلات مؤقتة لا تفي بالحد الأدنى من متطلبات توفير الرعاية الصحية الطارئة والروتينية".
"تحذر وزارة الصحة من عدم تجاوب الاحتلال الإسرائيلي مع جهود المنظمات الدولية لزيادة الإمدادات الطبية وحماية المستشفيات وضمان الوصول الآمن للمرضى والجرحى والطواقم الصحية إلى مواقع تقديم الخدمات".
شاهد ايضاً: ناقش المسؤولون الأمريكيون فوائد إلغاء مكافأة الـ 10 ملايين دولار على زعيم هيئة تحرير الشام
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر لأكثر من 600 يوم عن استشهاد أكثر من 55,297 شخصًا وإصابة 128,426 آخرين.
أخبار ذات صلة

'لحم في كل مكان': قصف إسرائيلي لمأوى في غزة يترك الأطفال مشويين

ارتكبت إسرائيل جرائم حرب خلال احتلال المستشفيات في غزة

طائرات الشاهين: السلاح الجديد للمعارضة في سماء سوريا
