مأساة غزة تشتد مع ارتفاع عدد الشهداء
قتلت الغارات الإسرائيلية أكثر من 100 فلسطيني في يوم واحد، بما في ذلك صحفيون وأطفال، وسط تصاعد العنف وأوامر الطرد الواسعة. الوضع في غزة يتدهور مع تدمير المستشفيات وارتفاع عدد الضحايا. تابعوا التفاصيل.

قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية أكثر من 100 فلسطيني في جميع أنحاء قطاع غزة يوم الخميس، في واحد من أكثر الأيام دموية في الأسابيع الأخيرة.
واستهدفت الهجمات صحفيين ومصلى ومنازل سكنية وغيرها.
وقد بدأت موجة الغارات بقصف مكثف على خان يونس في جنوب قطاع غزة خلال الليل، حيث استشهد أكثر من 60 شخصًا، وفقًا لمنظمة البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني الفلسطيني.
وكان من بين الضحايا الصحفي حسن سمور الذي استشهد مع 11 فردًا من أفراد عائلته عندما قُصف منزلهم. وكان سمور يعمل في شبكة تلفزيون العربي القطرية وإذاعة صوت الأقصى المحلية.
كما استشهد صحفي آخر يدعى أحمد الحلو في غارة منفصلة، وفقًا لتقارير إعلامية محلية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن مقتل سمور والحلو يرفع العدد الإجمالي للصحفيين الذين استشهدوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 217 صحفيًا وهي حصيلة وصفتها جماعات الرصد بأنها "أسوأ نزاع على الإطلاق" بالنسبة للصحفيين.
وفي شمال قطاع غزة، أصابت الغارات الإسرائيلية مجمع الطوبة في جباليا، والذي يضم مصلى وعيادة طبية.
أسفر الهجوم عن استشهاد 15 شخصًا، من بينهم 11 طفلًا وامرأة.
وأظهرت لقطات مزعجة من مكان الحادث أطفالاً من بين الشهداء، بينما كان أقاربهم المحمومون يبحثون عن ناجين.
شاهد ايضاً: حصري: مصادر تقول إن الأردن حقق أرباحًا تصل إلى 400,000 دولار من كل عملية إسقاط مساعدات إلى غزة
وتعد هذه الموجة من الهجمات واحدة من أعنف الهجمات في يوم واحد منذ أن تراجعت إسرائيل عن اتفاق وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني واستأنفت قصف غزة قبل نحو شهرين.
وقد قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 53,000 فلسطيني في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 15,000 طفل على الأقل.
وهناك ما لا يقل عن 10,000 شخص آخر في عداد المفقودين ويفترض أنهم قتلوا، بينما أصيب نحو 120,000 شخص بجروح.
عمليات الطرد الكاسحة
في خضم تكثيف الغارات، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر طرد واسعة النطاق في وقت متأخر من يوم الأربعاء، شملت مناطق رئيسية ومكتظة بالسكان في شمال غزة، بما في ذلك محيط مستشفى الشفاء وحي الرمال.
وفي الوقت نفسه، خرج المستشفى الأوروبي في جنوب غزة المرفق الصحي الوحيد الذي لا يزال يقدم علاج السرطان عن الخدمة يوم الخميس بعد أن ألحقت الضربات الإسرائيلية المتكررة أضرارًا بالبنية التحتية الحيوية والطرق المحيطة به، وفقًا لوزارة الصحة.
وكان المستشفى يقدم خدمات متخصصة، بما في ذلك رعاية مرضى القلب والسرطان.
شاهد ايضاً: بينما يتصادم نتنياهو مع رئيس الشاباك، يواجه الفلسطينيون انتهاكات من قبل الاستخبارات الإسرائيلية
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قصفت القوات الإسرائيلية المنشأة مرتين، مما أسفر عن استشهاد العديد من الأشخاص.
وزعم الجيش أنه كان يستهدف مركز قيادة تابع لحماس يُزعم أنه يعمل تحت المستشفى. ونفت الحركة الفلسطينية هذا الاتهام.
وتم نقل المئات من المرضى إلى مراكز طبية أخرى، بما في ذلك مستشفى ناصر في خان يونس الذي تعرض للقصف أيضاً يوم الثلاثاء. وكان من بين الشهداء الصحفي الفلسطيني حسن اصليح الذي كان يتعافى هناك في ذلك الوقت.
ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وثّقت منظمة الصحة العالمية 686 هجومًا على القطاع الصحي في غزة في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و 7 مايو 2025، مما أثر على 122 منشأة و 180 سيارة إسعاف.
ومنذ استئناف القصف في آذار/مارس، تضرر أو دُمر العديد من المستشفيات الرئيسية، بما فيها مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني والمستشفى الأهلي العربي.
'السيطرة' على غزة
يأتي هذا القصف العنيف وتجديد أوامر الطرد في الوقت الذي أفادت فيه تقارير بأن الوسطاء يدفعون باتجاه التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطر.
شاهد ايضاً: المحررون من غزة يحتفلون رغم التعذيب والفقدان
وفي الوقت نفسه، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقوم حاليًا بجولة إقليمية يتوقف فيها في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، يوم الخميس أن "تستولي" الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحوله إلى "منطقة حرية".
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستشرف على جهود إعادة الإعمار، بما في ذلك إزالة الذخائر غير المنفجرة وإعادة بناء البنية التحتية، لكنه أصر على عدم نشر قوات أمريكية على الأرض.
ويأتي هذا الاقتراح الأخير في أعقاب تصريحات أدلى بها في شباط/فبراير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث اقترح أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة وتحولها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
في ذلك الوقت، حدد ترامب رؤية لإعادة تطوير القطاع المدمر إلى منتجع سياحي، مقترحاً إعادة توطين الفلسطينيين في الدول المجاورة ودعوة "شعوب العالم" للسكن في المنطقة.
وقد أثارت هذه المقترحات انتقادات واسعة النطاق من القادة العرب والمراقبين الدوليين، الذين يرون أنها تقوض حق الفلسطينيين في تقرير المصير وتخاطر بتأجيج التوترات الإقليمية.
أخبار ذات صلة

لماذا تتحدث الجمعية الطبية البريطانية عن غزة

الهجوم الإسرائيلي على إيران يثير دعمًا واسعًا وقلقًا داخليًا

الإسرائيليون يرفضون خطة ترامب لـ "تطهير" الفلسطينيين من غزة
