دعوة لرفع عقوبات قيصر بعد سقوط الأسد
كشف الملازم أول فريد المُذهان، الذي وثق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، عن نفسه ودعا لرفع العقوبات بعد سقوط الأسد. يروي كيف هرب بأدلة تدين النظام، ويؤكد ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم. العدالة مستمرة في سوريا.
فريد المُذهان: المُخبر السوري "قيصر" يكشف عن هويته في مقابلة تلفزيونية
كشف المبلّغ السوري المعروف باسم "قيصر"، الذي وثق حالات لا حصر لها من انتهاكات حقوق الإنسان في عهد حكومة الرئيس السابق بشار الأسد، عن نفسه باسم الملازم أول فريد المُذهان، في مقابلة مع قناة الجزيرة يوم الخميس.
وقال المُذهان، الذي ينحدر من مدينة درعا الجنوبية، إنه كان رئيس قسم الأدلة الجنائية في الشرطة العسكرية في دمشق قبل أن يفر من بلاده حاملاً معه أكثر من 54 ألف صورة لضحايا التعذيب والتجويع والقتل وجرائم أخرى في معتقلات الحكومة السورية في عام 2024.
وقال: "إن الأوامر بتصوير وتوثيق جرائم نظام بشار الأسد جاءت من أعلى مستويات السلطة لضمان تنفيذ الإعدامات".
ووفقًا له، في بداية الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا في عام 2011، كان يتم إحضار ما بين 10 إلى 15 جثة إلى الفروع الأمنية التي كان يعمل فيها كل يوم. وبحلول عام 2013، ارتفع هذا العدد إلى 50 جثة يوميًا.
وكانت معظم هذه الحالات تُدرج "السكتة القلبية" كسبب للوفاة، وهو ما عُرف فيما بعد بأنه كناية عن الموت تحت التعذيب.
وفي معرض شرحه لكيفية تهريبه للصور، قال المُذهان إنه كان يستخدم "بطاقات ذاكرة مخبأة داخل ملابسه وأرغفة الخبز لتجنب اكتشافه".
وقال إنه استخدم "هوية عسكرية رسمية وهوية مدنية مزورة للتنقل بين مكان عمله في دمشق ومنزله في التل".
وأضاف أن "عملية التهريب كانت تتم بشكل شبه يومي لمدة ثلاث سنوات"، موضحاً الاحتياطات التي كان عليه اتخاذها حيث كان يتم تفتيشه في كثير من الأحيان من قبل القوات الحكومية وقوات المعارضة على حد سواء عند نقاط التفتيش.
"ارفعوا عقوبات قيصر"
اكتسبت الصور التي نشرها مُذهان شهرة دولية واستخدمت كدليل حاسم على الانتهاكات التي ارتكبت في سوريا تحت حكم الأسد.
وتم عرض العديد من الصور في متحف الهولوكوست الأمريكي وفي الأمم المتحدة.
واستخدمت الولايات المتحدة أدلته بعد ذلك لتنفيذ "قانون قيصر"، الذي سُمي على اسمه المستعار ووقعه الرئيس دونالد ترامب في عام 2019.
وعندما دخل هذا القانون حيز التنفيذ في يونيو 2020، فرض القانون عقوبات شديدة على حكومة الأسد التي أطيح بها الآن.
وبعد سقوط الأسد في 8 ديسمبر 2024، يقول مُذهان إنه يجب الآن رفع العقوبات من أجل مساعدة الشعب السوري على إعادة البناء.
وقال: "بعد انتصار الثورة السورية المباركة، وبعد سقوط نظام الطاغية الأسد، ندعو الحكومة الأمريكية إلى رفع عقوبات قيصر لأن سبب هذه العقوبات قد زال بزوال نظام الأسد المجرم".
وتأتي دعوته بعد عدة مناشدات من السلطات السورية الجديدة لرفع العقوبات الدولية.
وكانت الولايات المتحدة قد خففت عقوباتها بإعفاء لمدة ستة أشهر على بعض القطاعات الإنسانية، في حين اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مؤخراً على خارطة طريق لتخفيف عقوباتهم الخاصة.
وبالإضافة إلى ذلك، أعرب مُذهان عن أمله في أن يفتح الحكام الجدد في دمشق "محاكم وطنية لملاحقة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب".
وقال: "كما ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، هناك أكثر من 16,000 مجرم من نظام الأسد البائد متهمون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وقد شهد سقوط الأسد، الذي أنهى حكم عائلته الذي استمر خمسة عقود، فتح المقاتلين لعدد لا يحصى من السجون، حيث تم احتجاز آلاف السجناء السياسيين لسنوات.
وقد تم التعرف على مقابر جماعية حيث يُزعم أن عشرات الآلاف من ضحايا الأسد قد دفنوا فيها.
تستمر الدعوات المطالبة بالعدالة والمساءلة، حيث يواصل العديد من السوريين بحثهم عن أقاربهم المفقودين.