تأثير الحرب التجارية على واردات الشرق الأوسط من الصين
تتزايد المخاوف من تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الشرق الأوسط، حيث قد تغمر السلع الصينية الرخيصة الأسواق، مما يهدد الصناعات المحلية في دول مثل تركيا والسعودية. كيف ستتأثر هذه الدول؟

قد تؤدي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تحويل الشرق الأوسط إلى مكب للبضائع الرخيصة: تقرير
قد تؤدي الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين إلى إغراق الشرق الأوسط بالسلع الرخيصة من الصين، وفقًا لتحليل جديد أجرته وكالة بلومبرج.
وقد فرض ترامب بالفعل رسوماً جمركية بنسبة 20 في المائة على جميع السلع الصينية التي تدخل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسوم أخرى على المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الصلب والألمنيوم. وكتب يوم الأربعاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن يوم 2 أبريل سيكون "يوم التحرير في أمريكا"، حيث يستعد للكشف عن المزيد من الرسوم الجمركية.
ونتيجة لهذه التعريفات الجمركية سيبحث المصنعون الصينيون عن أسواق أخرى لبيع بضائعهم إليها، بما في ذلك العالم النامي وما يسمى بالجنوب العالمي.
شاهد ايضاً: الأسهم الآسيوية ترتفع بعد انتعاش وول ستريت في أفضل يوم لها منذ شهور، والصين تعلن عن بيانات قوية
إن شكوى ترامب من أن قطاع التصنيع الرخيص المدعوم في الصين قد دمر وظائف الطبقة الوسطى الأمريكية يمكن أن تتكرر قريباً في بلدان أخرى مثل تركيا والمملكة العربية السعودية، في محاولة لتطوير صناعاتها التحويلية.
ووفقًا لبلومبرج، فإن تركيا، التي تحاول أن تجعل من نفسها مركزًا صناعيًا لأوروبا، قد تواجه طوفانًا من الواردات الصينية الرخيصة. خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، فرض ترامب رسومًا جمركية على الصين، والتي أبقت عليها إدارة بايدن إلى حد كبير. من عام 2017 إلى عام 2023، ارتفعت قيمة الصادرات الصينية إلى تركيا من 23.8 مليار دولار إلى 45.1 مليار دولار، وفقًا لبلومبرج.
كما شهدت المملكة العربية السعودية، التي تحاول الاستفادة من أسعار الطاقة الرخيصة التي تتمتع بها لتجعل من نفسها مركزًا للتصنيع، ارتفاعًا كبيرًا في الواردات الصينية، وهو ما رجح كفة الصين بشكل كبير. فبين عامي 2017 و2023، ارتفعت الواردات الصينية إلى الدولة الخليجية الغنية بالنفط بنسبة 9.6% من الواردات من الدولة الخليجية الغنية بالنفط مقارنة بـ 4.3% فقط من الواردات من بقية دول العالم.
وفي حين أن المملكة العربية السعودية قد تكون قادرة على استيعاب طوفان جديد من المنتجات الصينية، إلا أن الدول العربية الأكثر فقراً قد لا تكون قادرة على ذلك. وقد وضع المغرب نفسه كمركز لتصنيع السيارات التي تباع في أوروبا. وقد تكون مصر الدولة الأكثر عرضة للخطر هي مصر، التي يعاني مصنعوها بالفعل من أزمة العملة.
وقد شهدت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا طفرة في واردات الآلات الصينية والواردات الكهربائية والإلكترونية. كما شهدت الدولتان الخليجيتان ارتفاعًا كبيرًا في واردات السيارات من الصين.
فقد أصبح السعوديون مشترين للسيارات الكهربائية الصينية، ووقعت الحكومة السعودية صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار مع شركة هيومان هورايزونز الصينية لصناعة السيارات للشراكة في الإنتاج.
إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تعني أن المملكة العربية السعودية ستراقب عن كثب لمعرفة توزيع السيارات الكهربائية المصنعة في المملكة مقابل تلك المستوردة من الصين. وقد دخلت المملكة العربية السعودية في شراكة مع شركة لوسيد الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية الفاخرة لتصنيع 300,000 سيارة سنوياً للتصدير، بما في ذلك إلى الصين.
وقد خطت تركيا خطوات كبيرة في مجال التصنيع، لكن أزمة العملة جعلت من الصعب على تركيا استيراد قطع غالية الثمن من المكونات والمواد الخام.
وفي حال إغراق الشرق الأوسط بموجة من السلع الصينية الأرخص ثمناً، فقد تضطر هذه الدول إلى أخذ صفحة من كتاب ترامب الحمائي لحماية أسواقها الوليدة.
شاهد ايضاً: سوق الأسهم اليوم: تداولات مختلطة للأسهم الآسيوية بعد تراجع أسهم الشركات الكبرى ونتائج مختلطة في وول ستريت
وقد قام جيران الصين الأكثر انكشافاً للصين بذلك بالفعل، وفقاً لبلومبرغ. فقد أضافت ماليزيا ضريبة مبيعات بنسبة 10% على المشتريات عبر الإنترنت للسلع منخفضة القيمة في عام 2024. وحظرت فيتنام موقع Temu، وهو الرد الصيني الأرخص من أمازون.
أما الهند، التي تحاول أن تضع نفسها كبديل للصين في مجال التصنيع عالي التقنية، فقد فتحت تحقيقات في إغراق الصين (تصدير منتجات رخيصة بما يكفي لتقليل السوق المحلية) بالخلايا الشمسية ورقائق الألومنيوم ومكونات الهواتف المحمولة.
أخبار ذات صلة

تراجع الأسهم الآسيوية بعد انسحاب وول ستريت بسبب المخاوف من تأثير رسوم ترامب على الاقتصاد الأمريكي

سوق الأسهم اليوم: تراجع الأسهم الآسيوية، مع انخفاض المؤشر الكوري بنسبة 2.5%، بعد تسجيل وول ستريت لأرقام قياسية

أعضاء الكونغرس يدعون الشركات للحفاظ على برامج التنوع والشمول أثناء استمرار القضايا القانونية
