تصعيد ضربات أمريكا على إيران وتأثيرها المحتمل

مثلت الضربات الأمريكية على إيران في وقت مبكر من يوم الأحد تصعيدًا كبيرًا في الحرب الإسرائيلية المستمرة على إيران.

ففي منتصف الليل بتوقيت غرينتش (الثامنة مساءً بتوقيت واشنطن)، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن القاذفات الأمريكية ضربت ثلاثة مواقع نووية إيرانية.

وزعم أن المواقع الثلاثة قد "دُمرت".

ومع ذلك، لا يزال حجم الأضرار والتأثير الدقيق للضربات غير واضح.

ما هي المنشآت التي تم استهدافها؟

استهدفت القوات الأمريكية ثلاث منشآت نووية رئيسية: فوردو ونطنز وأصفهان.

تضم أصفهان مركزًا بارزًا للأبحاث النووية، في حين أن فوردو ونطنز هما موقعان رئيسيان لتخصيب اليورانيوم.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قد قصفت نطنز في وقت سابق، مما أدى إلى قطع الطاقة عن قاعة الطرد المركزي، وربما ألحق الضرر بالمعدات.

وتقع فوردو، التي تعتبر واحدة من أكثر المنشآت الإيرانية تحصينًا، على عمق 80-90 مترًا تحت الأرض في منطقة جبلية.

وقد تجنبت إسرائيل ضرب منشأة فوردو في وقت سابق من الحرب، حيث كانت تفتقر إلى الذخائر القادرة على اختراق مثل هذه الأعماق.

ولم يكشف البيت الأبيض عن الذخائر التي تم استخدامها، رغم أن مسؤولًا أمريكيًا قال إن قاذفات ثقيلة من طراز B-2 شاركت في العملية.

ولا يزال حجم الأضرار غير معروف، ولم يتم تأكيد وقوع إصابات حتى الآن.

هل يمكن أن تكون هناك كارثة نووية؟

قلل المسؤولون الإيرانيون من تأثير الضربات الأمريكية على المواقع النووية، قائلين إنه لا يوجد أي تهديد للسكان القريبين من المواقع النووية، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية.

وقال المقر الرئيسي لإدارة الأزمات في محافظة قم، حيث تقع منشأة فوردو، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا): "لا يوجد خطر على سكان قم والمنطقة المحيطة بها".

كما نُقل عن مسؤول ادعى أن منشأة فوردو "تم إخلاؤها منذ فترة طويلة" ولم تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها.

وفي الوقت نفسه، قالت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية إنه لم يتم رصد أي آثار إشعاعية في دول الخليج.

كيف ردت إيران؟

أدانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الضربات واصفة إياها بـ"العمل الهمجي" وانتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وحذر وزير الخارجية عباس عراقتشي من أن الهجوم سيكون له "عواقب أبدية" وقال إن إيران "تحتفظ بجميع الخيارات" في ردها.

وكتب عراقتشي على موقع "إكس": "الأحداث التي وقعت هذا الصباح مشينة"، وأضاف: "يجب أن يشعر كل عضو في الأمم المتحدة بالقلق من هذا السلوك الخطير والخارج عن القانون والإجرامي".

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن إيران طلبت رسميًا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمنع المزيد من التصعيد.

كيف ردت إسرائيل؟

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترامب لإصداره الأمر بالضربات.

ووصفه بأنه عمل من أعمال "القوة الرائعة والصالحة" التي "ستغير التاريخ".

وقال نتنياهو في كلمة مصورة بالفيديو إن الولايات المتحدة "فعلت ما لم تستطع أي دولة أخرى على وجه الأرض أن تفعله".

وبدوره، أشاد ترامب بنتنياهو، قائلًا إن الزعيمين "عملا كفريق واحد كما لم يعمل أي فريق من قبل" واتخذا خطوة كبيرة نحو "محو هذا التهديد الرهيب لإسرائيل".