رقابة الأمم المتحدة على انتقادات السعودية
حذفت الأمم المتحدة انتقادات للحكومة السعودية من محضر مؤتمر حوكمة الإنترنت، مما أثار قلق هيومن رايتس ووتش. المنظمة تصف الحادثة بأنها مثال على الرقابة والترهيب ضد المدافعين عن حقوق الإنسان. تفاصيل مثيرة!

الأمم المتحدة والرقابة على الانتقادات الموجهة للسعودية
حذفت الأمم المتحدة الانتقادات الموجهة للحكومة السعودية من المحضر الرسمي لمؤتمر رئيسي للأمم المتحدة وهددت بطرد باحث سعودي من الاجتماع الذي عقد في الرياض في ديسمبر/كانون الأول، حسبما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش : (https://www.hrw.org/news/2025/02/06/un-censors-criticism-saudi-arabia-internet-conference).
تداعيات منتدى الأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت
ووصفت المنظمة تداعيات منتدى الأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت بأنه "أحدث مثال" على استضافة حكومة قمعية لمؤتمر رئيسي للأمم المتحدة شهد فرض رقابة على ممثلي المجتمع المدني وترهيبهم.
دعوات لإنهاء مناخ الترهيب والرقابة
وقالت ديبورا براون، نائبة مدير قسم التكنولوجيا والحقوق والتحقيقات : "يجب على الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها وضع حد لمناخ الترهيب والرقابة تجاه الدبلوماسيين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من ممثلي المجتمع المدني في مؤتمرات الأمم المتحدة."
وأضافت: "إن تقييد قدرة المشاركين على التحدث بحرية عن قضايا سياسة الإنترنت، بما في ذلك القضايا ذات الصلة في البلد المضيف، يقوض الغرض من منتدى حوكمة الإنترنت".
لم يرد منتدى حوكمة الإنترنت التابع للأمم المتحدة على الفور على طلب التعليق.
حلقة النقاش في منتدى حوكمة الإنترنت
في ديسمبر/كانون الأول، إلى جانب منظمة القسط لحقوق الإنسان ومقرها المملكة المتحدة، حلقة نقاش في منتدى حوكمة الإنترنت التابع للأمم المتحدة، وهو حدث سنوي رئيسي حول سياسات الإنترنت.
معاهدة الأمم المتحدة الجديدة بشأن الجرائم الإلكترونية
وركزت الحلقة النقاشية على معاهدة الأمم المتحدة الجديدة بشأن الجرائم الإلكترونية وتأثيرها المحتمل على القمع العابر للحدود، وضمت الحلقة الناشطة السعودية لينا الهذلول، وهي واحدة من قادة المجتمع المدني السعودي القلائل، إن وجدت، الذين تحدثوا في المؤتمر الذي عقد بجوار فندق ريتز كارلتون حيث تم احتجاز وتعذيب أفراد العائلة المالكة والمسؤولين ورجال الأعمال السعوديين في عام 2017.
تجربة الناشطة لينا الهذلول
قالت الهذلول، رئيسة قسم المناصرة في منظمة القسط، التي تحدثت عن بعد بسبب مخاوف على سلامتها، إن المملكة العربية السعودية كانت "قصة تحذيرية" أظهرت كيف يمكن أن تُستخدم معاهدة الأمم المتحدة للجرائم الإلكترونية كسلاح "في أيدي الحكومات التي تستخدم بالفعل قوانين الجرائم الإلكترونية لقمع المعارضة".
وأشارت إلى وجود قائمة مراقبة أمنية سعودية تدعى "المراقبة عند العودة"، والتي قالت إنها تراقب حسابات السعوديين في الخارج من أجل استهدافهم عند عودتهم إلى الوطن.
دقيقة صمت للمدافعين عن حقوق الإنسان
وقد تم الوقوف دقيقة صمت خلال الجلسة على أرواح المدافعين عن حقوق الإنسان في المنطقة الذين عوقبوا بسبب تعبيرهم عن أنفسهم على الإنترنت، بمن فيهم أسعد ومحمد الغامدي ونورة القحطاني المحتجزين في السجون السعودية بأحكام بالسجن لعقود من الزمن بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
الحذف والإزالة في منتدى حوكمة الإنترنت
بعد يوم واحد من فعالية 18 ديسمبر/كانون الأول، تمت إزالة مقطع فيديو ونسخة من الجلسة، والتي كان الهذلول وآخرون قد نشروا روابطها على نطاق واسع على الإنترنت. وبعد ساعات، تم تحميل مقطع فيديو جديد للفعالية.
استجابة الأمم المتحدة لعمليات الحذف
في 20 ديسمبر، عندما سُئل متحدث باسم منتدى حوكمة الإنترنت التابع للأمم المتحدة عما إذا كان أي شخص قد طلب إزالة الفيديو والنص وعلى أي أساس تم حذفهما، قال متحدث أنه قد يكون هناك "عدة أسباب" لعدم نشرهما على الموقع الإلكتروني أو الإبلاغ عنهما.
وقال المتحدث في ذلك الوقت: "ستقوم الأمانة العامة خلال الأسبوع القادم أو نحو ذلك (بغض النظر عن العطلات) بتبويب/ تصحيح أخطاء النسخ، ووضع عناوين صحيحة لمقاطع الفيديو وتشذيبها لإزالة المساحات الميتة وما إلى ذلك لجعلها أكثر تنظيماً وسهولة البحث فيها".
مدونة قواعد السلوك وتأثيرها على المشاركين
لكن منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إنه في 22 ديسمبر/كانون الأول، ورداً على طلب المنظمة للحصول على معلومات حول عمليات الحذف، استشهد مسؤولو الأمم المتحدة بجزء من مدونة قواعد السلوك الخاصة بالمنتدى الحكومي الدولي التي تشير إلى تركيز المشاركين على الملاحظات حول القضايا بدلاً من التركيز على جهات فاعلة معينة، بما في ذلك الأفراد أو الجماعات أو المنظمات أو الحكومات، والامتناع عن الهجمات الشخصية أو الهجوم الشخصي أو الإعلاني.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش: "قالت الأمانة العامة إن القرار "غير قابل للطعن" ولم ترد على أسئلة محددة بشأن كيفية تفسير هذه السياسة وسببها".
التعليقات المحررة وتأثيرها على حقوق الإنسان
بعد ذلك، في 13 كانون الثاني/يناير، قالت هيومن رايتس ووتش إن المنتدى الحكومي الدولي نشر نسخة منقحة من اللجنة على موقع يوتيوب حُذفت منها أجزاء كبيرة من تعليقات الهذلول مع ملاحظة تشير إلى نفس مدونة قواعد السلوك الخاصة بالمنتدى الحكومي الدولي المذكورة في رسالة 22 كانون الأول/ديسمبر.
ركزت تعليقات الهذلول المحررة الآن على قضايا المدافعين السعوديين المسجونين عن حقوق الإنسان واستخدام قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب في المملكة لاستهداف النشاط السلمي والخطاب عبر الإنترنت.
كما استبدلت أسماء وقضايا المدافعين عن حقوق الإنسان من لحظة الصمت بنفس الملاحظة. كما تم حذف المحتوى الذي تمت إزالته من الفيديو من النسخة الإلكترونية. ولم تُحذف دراسات الحالة من أمريكا اللاتينية المذكورة إلى جانب تلك الواردة من المملكة العربية السعودية.
التحديات التي تواجه المنظمات الحقوقية
يوم الخميس، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أن مسؤولي الأمم المتحدة أخبروا جوي شيا، الباحثة في المنظمة في المملكة العربية السعودية التي أدارت الجلسة، أن الحكومة السعودية قد اشتكت وطلبت من الأمم المتحدة سحب شارة اعتمادها لحضور المؤتمر.
شكوى الحكومة السعودية وتأثيرها على الأنشطة الحقوقية
ووفقًا للمنظمة، أشار المسؤولون إلى مقطع فيديو للمنظمة، مستشهدين بقضية محمد الغامدي "كأساس لشكوى الدولة المضيفة"، وقالوا أيضًا إن تسمية شيا لمدافعين محددين عن حقوق الإنسان خلال الجلسة ربما يشكل انتهاكًا لقواعد السلوك.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن مسؤولي الأمم المتحدة أخبروا شيا أنهم سيناقشون مع مقر الأمم المتحدة في نيويورك ما إذا كان سيتم سحب شارتها. ولم يتم سحب شارتها في نهاية المطاف.
وتؤكد هيومان رايتس ووتش أن ذكر شيا لنشطاء حقوق الإنسان المحتجزين لم يكن بمثابة "هجوم شخصي أو هجوم شخصي" وأنها لم تذكر الحكومات التي سجنت النشطاء.
تجارب أخرى لمنظمات حقوق الإنسان في المؤتمر
لم تكن هيومان رايتس ووتش ومنظمة القسط هما المنظمتان الحقوقيتان الوحيدتان اللتان أبلغتا عن الصعوبات التي واجهتهما في هذا الحدث في ديسمبر.
إذ قالت هيومن رايتس ووتش إن موظفي الأمم المتحدة صادروا منشورات عن قضيتي مناهل العتيبي، مدربة اللياقة البدنية السعودية، ونيث نهارة، وهي مغنية أنغولية وأم لطفلين، سُجنتا بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، من جناح منظمة العفو الدولية في المعرض.
كما علم موقع ميدل إيست آي أن جلسة أخرى شاركت فيها منظمة "أكسس ناو" غير الحكومية المعنية بالحقوق الرقمية ومقرها الولايات المتحدة ومبادرة بارادايم وهي منظمة غير حكومية نيجيرية معنية بالحقوق الرقمية، تم "قصفها بالتكبير" ببث مواد إباحية عدة مرات، بما في ذلك بعد ذكر جمال خاشقجي، الصحفي السعودي المقتول.
دعوات لتعزيز حرية التعبير في مؤتمرات الأمم المتحدة
وقال براون "يجب على الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها أن تعمل على الدفاع عن حرية التعبير وتسهيل مشاركة المجتمع المدني النابض بالحياة في جميع مؤتمراتها، وليس المشاركة في الانتهاكات التي ترتكبها الحكومات المضيفة".
أهمية مشاركة المجتمع المدني في المنتديات المقبلة
وأضافت: "مع اقتراب موعد تجديد تفويض المنتدى الحكومي الدولي في وقت لاحق من هذا العام، من الأهمية بمكان أن تضمن الأمم المتحدة مشاركة المجتمع المدني بأمان في المنتديات السنوية المقبلة والتخلي عن استخدام مدونة قواعد السلوك التعسفية".
أخبار ذات صلة

المغرب: ناشطون مؤيدون لفلسطين يدينون تزايد قمع الدولة

تسجيل أعلى معدل للتنفيذ في عقد من الزمن، مع الغالبية في الشرق الأوسط

أستاذ في كولومبيا يقول إن الحملة ضد نشطاء دعم فلسطين تنم عن مكارثية
