تقرير يكشف زيف اتهامات حماس بسرقة المساعدات
قال ضباط إسرائيليون إنه لا دليل على سرقة حماس للمساعدات الإنسانية، مما يضعف المبررات الإسرائيلية لتقييد الإمدادات إلى غزة. التقرير يكشف حقائق جديدة تعزز ما أكدته الجماعات الإنسانية حول الوضع المأساوي للسكان.

قال اثنان من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي لصحيفة نيويورك تايمز إنه لا يوجد دليل على أن حماس نهبت المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة في غزة، مما يقوض المبرر الإسرائيلي الرئيسي لتقييد إيصال الغذاء إلى أكثر من مليوني شخص بشدة ودفع السكان نحو المجاعة.
واعترف الضابطان اللذان لم يُكشف عن اسميهما، إلى جانب مسؤولين إسرائيليين آخرين مشاركين في مراقبة المساعدات، بأن نظام توزيع المساعدات التابع للأمم المتحدة، الذي طالما استخفت به إسرائيل، كان في الواقع "فعالاً إلى حد كبير في توفير الغذاء لسكان غزة اليائسين والجائعين".
وذكرت نيويورك تايمز أنه "على مدى عامين تقريبًا، اتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات"، مشيرةً إلى أن هذه الادعاءات غير المثبتة استخدمت لتبرير السياسات التي دفعت سكان غزة نحو المجاعة من خلال منع الإمدادات الإنسانية.
وقال أحد المسؤولين للصحيفة: "لم يكن هناك أي دليل على أن حماس كانت تسرق بانتظام من الأمم المتحدة، التي قدمت الجزء الأكبر من المساعدات".
وقد أدان جورجيوس بتروبولوس، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الذي كان على اتصال مع السلطات الإسرائيلية خلال الحرب، حملة التشويه:
وقال: "لشهور، تم جرّنا ومنظمات أخرى في الوحل باتهامات بأن حماس تسرق منا".
يمثل تقرير صحيفة التايمز تحولاً كبيراً عن تغطيتها السابقة التي رددت إلى حد كبير نقاط الحديث الإسرائيلية التي صورت حماس على أنها تختطف المساعدات. ولطالما واجهت الصحيفة اتهامات بالتحيز المنهجي المؤيد لإسرائيل، حيث يرتبط ما يقرب من عشرين من كبار المحررين والمراسلين بجماعات مناصرة لإسرائيل.
ويعزز هذا الكشف الأخير ما أصر عليه النقاد والجماعات الإنسانية منذ أشهر: لم يكن هناك سرقة منظمة للمساعدات الدولية من قبل حماس.
لم يعثر التحقيق الأمريكي على أي دليل على تحويل حماس للمساعدات
في وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت وكالة رويترز أن مراجعة داخلية للحكومة الأمريكية، أجراها مكتب تابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لم تجد أي دليل على أن حماس حولت المساعدات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة في غزة بشكل منهجي.
وغطى التحقيق 156 تقريرًا عن سرقة أو فقدان المساعدات الأمريكية في الفترة من أكتوبر 2023 إلى مايو 2025، وخلص إلى أنه "لا توجد تقارير تزعم أن حماس" استفادت من المساعدات.
وبدلاً من ذلك، تم إلقاء اللوم في 44 حالة من هذه الحالات بشكل مباشر أو غير مباشر على القوات الإسرائيلية، بما في ذلك 11 حالة مرتبطة بالضربات الجوية وحالات أخرى مرتبطة بطرق التسليم التي فرضها الجيش والمعروفة بأنها عرضة للنهب.
وتزيد النتائج التي توصلت إليها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من مصداقية الادعاءات الإسرائيلية التي ساعدت في تبرير مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل، وهي آلية تدعمها كل من إسرائيل والولايات المتحدة ولكن ترفضها الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الدولية لانتهاكها مبادئ الحياد.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1000 فلسطيني استشهدوا على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم جمع المساعدات، ومعظمهم بالقرب من مناطق توزيع مؤسسة غزة الإنسانية التي تتسم بالعسكرة الشديدة.
منذ 2 مارس/آذار، منع الحصار الإسرائيلي وكالات الأمم المتحدة والوكالات الشريكة من إيصال الإمدادات الإنسانية إلى غزة، مما دفع السكان إلى حافة المجاعة. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن 115 شخصاً، من بينهم 80 طفلاً، لقوا حتفهم جوعاً منذ ذلك الحين، 15 منهم يوم الاثنين وحده.
أدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى استشهاد أكثر من 59,000 فلسطيني وجرح أكثر من 142,000 آخرين منذ أكتوبر 2023.
أخبار ذات صلة

الحكومة البريطانية تواجه تساؤلات جديدة بشأن قانونية صادرات F-35 إلى إسرائيل

قصف المستشفيات خط أحمر إلا إذا كانت إسرائيل هي من تقوم بذلك

تصاعد التوترات بين تركيا وإيران بسبب علاقات طهران مع الأكراد السوريين
