دعم بريطاني تاريخي لمقترح المغرب للصحراء الغربية
أعلن وزير الخارجية البريطاني دعم المملكة المتحدة لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، مما يشير إلى تحول دبلوماسي قد يثير غضب الجزائر. اكتشف كيف يؤثر هذا الموقف على النزاع المستمر والاقتصاد في المنطقة.

أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي دعم المملكة المتحدة لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007 للصحراء الغربية، وهو ما يمثل تحولاً دبلوماسياً كبيراً من المرجح أن يغضب الجزائر.
وخلال زيارة قام بها إلى الرباط يوم الأحد، وصف لامي الاقتراح بأنه "الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق والبراغماتية" لحل النزاع المستمر منذ عقود حول المستعمرة الإسبانية السابقة، والتي كانت في قلب مواجهة طويلة الأمد بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وقال لامي في مؤتمر صحفي إلى جانب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة: "ستواصل المملكة المتحدة العمل على المستوى الثنائي، بما في ذلك على المستوى الاقتصادي والإقليمي والدولي بما يتماشى مع هذا الموقف لدعم حل النزاع".
وينسجم هذا الموقف مع موقف بريطانيا مع فرنسا والولايات المتحدة الأعضاء الغربيين الثلاثة الدائمين في مجلس الأمن الدولي في دعم مقترح المغرب الذي يقدم حكما ذاتيا محدودا تحت السيادة المغربية بدلا من الاستقلال التام للإقليم.
ورحب بوريطة بتأييد المملكة المتحدة، واصفًا إياه بالتطور "التاريخي" وجزءًا من مسعى دبلوماسي أوسع لحل النزاع. وأشار إلى أن الاستثمار البريطاني في الإقليم المتنازع عليه كان قيد الدراسة.
كما وقع الوزيران اتفاقيات تعاون تغطي الرعاية الصحية والابتكار والبنية التحتية للموانئ وإدارة المياه والمشتريات. وقال لامي إن الصفقات ستضمن استفادة الشركات البريطانية من حملة البنية التحتية في المغرب في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للمشاركة في استضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
منطقة متنازع عليها
لا تزال الصحراء الغربية، وهي إقليم غني بالفوسفات ومياه الصيد الثمينة، على قائمة الأمم المتحدة للأراضي غير المتمتعة بالحكم الذاتي. ويسيطر المغرب على نحو 80 في المئة من الأراضي، بينما تسيطر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى إقامة دولة صحراوية مستقلة على الباقي.
بدأ النزاع في عام 1975 بعد انسحاب إسبانيا من الإقليم. وانتهت الحرب بين القوات المغربية وجبهة البوليساريو في عام 1991 بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي وعد بإجراء استفتاء على تقرير المصير وهو تصويت لم يحدث قط.
منذ عام 2020، استؤنف القتال، مع ورود تقارير عن قصف بالمدفعية والطائرات بدون طيار على جانبي الجدار الرملي المحصن المعروف باسم الساتر الترابي الذي أقامه المغرب. وقد أعربت جماعات حقوق الإنسان مرارًا وتكرارًا عن مخاوفها بشأن حملة المغرب على الصحراويين المؤيدين للاستقلال في المناطق التي يسيطر عليها.
قطعت الجزائر، وهي مؤيد قوي لاستقلال الصحراويين، علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في عام 2021. وتستضيف قيادة البوليساريو وحوالي 176,000 لاجئ صحراوي في مخيمات بالقرب من تندوف.
وقد انتقدت الجزائر بشدة الدعم الغربي لخطة المغرب. وبعد أن أيدت فرنسا مبادرة الحكم الذاتي العام الماضي، اتهم مسؤولون جزائريون باريس بدعم "أمر واقع استعماري" وتقويض جهود الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار في المنطقة.