خط ساخن بين تركيا وإسرائيل لتجنب التصعيد
أنشأت تركيا وإسرائيل خطًا ساخنًا لتجنب التصعيد في سوريا بعد محادثات مباشرة. تتناول المفاوضات كيفية التعامل مع التوترات العسكرية وتوزيع القوات، وسط قلق إسرائيلي من الانتشار التركي. اكتشف المزيد حول هذه التطورات المهمة.

قال مصدران مطلعان إن تركيا وإسرائيل أنشأتا خطًا ساخنًا لمنع أي تصعيد عسكري وسوء تفاهم محتمل في سوريا، وذلك في أعقاب المحادثات التي جرت بين البلدين في أبريل/نيسان.
ويجتمع مسؤولون أتراك وإسرائيليون في العاصمة الأذربيجانية باكو منذ شهر أبريل لإجراء محادثات مباشرة لحل خلافاتهم بشأن سوريا.
وفي حين برزت أنقرة كلاعب رئيسي في أعقاب الإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول، أعربت الحكومة الإسرائيلية عن قلقها العميق إزاء الوضع الجديد، وعارضت علناً أي انتشار عسكري تركي في البلاد.
شاهد ايضاً: أرسلت الإمارات أسلحة صينية إلى السودان رغم الحظر
وقد أشار العديد من الأفراد والمصادر الأمنية في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا إلى حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع على أنها "جهادية متطرفة"، وصرحت بأن إسرائيل لن تتسامح مع سيطرة تركيا على قواعد جوية بالقرب من تدمر، وهي موقع رئيسي في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ومع ذلك، فقد انخرط البلدان في محادثات في نيسان/أبريل، بوساطة أذربيجانية، للتوصل إلى آلية لفض النزاع لتجنب أي نزاع عسكري محتمل في المستقبل.
وفي حين أنه من المقرر إجراء المزيد من المحادثات، وهي الجولة الخامسة، في وقت لاحق من هذا الشهر حول اتفاق أوسع نطاقاً لتجنب النزاع، فقد تم إنشاء خط ساخن على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في نيسان/أبريل لحل أي توترات عسكرية عرضية بسرعة.
وقالت مصادر في وزارة الدفاع التركية، في حديثها، إنه ليس لديها ما تعلنه بعد.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأتراك صرحوا مرارًا وتكرارًا أنهم لن يسمحوا بـ "منطقة نفوذ" في سوريا تسمح لدول مثل إسرائيل بضرب مناطق كما تشاء، إلا أن المصادر قالت إن المناقشات تركز على إيجاد طريقة للمضي قدمًا يمكن أن ترضي مخاوف البلدين.
"خط تدمر"
وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الحكومة الإسرائيلية مرتاحة إلى حد كبير لنشر تركيا قوات برية، بما في ذلك الدبابات والمشاة في سوريا.
ومع ذلك، كان السؤال الرئيسي هو أين ستضع أنقرة أنظمة الدفاع الجوي والرادارات التي يمكن أن ترصد العمليات الجوية الإسرائيلية.
وقال المصدر: "تتقدم المحادثات بشكل إيجابي ويتركز النقاش حول ما يسمى بخط تدمر". "تمثل تلك القواعد منطقة رمادية؛ يمكن أن يكون الإسرائيليون قابلين لنشر تركيا في شمال تلك المنطقة".
وكانت أنقرة قد تحركت الشهر الماضي للسيطرة على قاعدة T4 الجوية بالقرب من تدمر لنشر طائرات مسلحة بدون طيار وطائرات مراقبة، بهدف مساعدة دمشق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية كجزء من تحالف إقليمي يضم العراق ولبنان والأردن. وقد أدت هذه الخطوة إلى حملة جوية إسرائيلية قصفت القاعدة عدة مرات قبل أن يتحرك المسؤولون الأتراك، مما أدى إلى تدمير مدرج المطار وتدمير الطائرات.
وقد وضع الجيش التركي خططاً لنشر منظومة دفاع جوي روسية الصنع من طراز S-400 مؤقتاً في القاعدة لحمايتها وردع الهجمات المحتملة. وقد أثار هذا الأمر قلق المسؤولين الإسرائيليين، الذين يعتبرونه محاولة لرصد عملياتهم الجوية واحتمال كشفها في الوقت الحقيقي.
وتقول أنقرة إنها بحاجة إلى هذه القواعد لتعقب مجموعات تنظيم الدولة الإسلامية العاملة بالقرب من تدمر في الصحراء وضربها بسهولة وسرعة. ومع ذلك، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مرارًا وتكرارًا إن أنقرة لن تتدخل إذا وجدت الحكومتان السورية والإسرائيلية طريقة للمضي قدمًا.
وتتمثل إحدى النقاط الشائكة الرئيسية بالنسبة لإسرائيل في الحفاظ على القدرة العملياتية على التحليق فوق سوريا دون أن ترصدها الرادارات التركية، إذا ما قررت إسرائيل ضرب الأصول النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة.
وفي سياق منفصل، تجري إسرائيل وسوريا محادثات خاصة بهما في باكو لحل خلافاتهما، حسبما أكد مصدران مطلعان على القضية.
وتركز المحادثات، التي تدعمها تركيا وأذربيجان، على تدابير بناء الثقة بين البلدين.
وكجزء من هذه الجهود، ذُكر هذا الأسبوع أن سوريا سلمت مجموعة من الوثائق والصور الخاصة بالعميل الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أُعدم شنقاً في ساحة وسط دمشق قبل ستة عقود بعد جمعه معلومات استخباراتية عن الخطط العسكرية السورية.
أخبار ذات صلة

من الذكاء الاصطناعي إلى الأسلحة، زيارة ترامب للخليج تهدف إلى استبدال السياسة بالأعمال

نقاد بريطانيون من البرلمان والثقافة ينتقدون قرار "لندن ميت" بحظر مسيرة احتجاجية لفلسطين من أمام هيئة الإذاعة البريطانية

القائمة الكاملة لـ 124 دولة ملزمة باعتقال نتنياهو وفقًا للمحكمة الجنائية الدولية
