يقول نشطاء البيئة إن أمر ترامب للطاقة سيقوض قانون الأنواع المهددة بالانقراض

ترى الجماعات البيئية القلقة بشأن فقدان الحماية للحيوانات الآخذة في الانقراض أن أحد الأوامر التنفيذية الأولى للرئيس دونالد ترامب هو وسيلة لتخريب قانون الأنواع المهددة بالانقراض باسم استخراج الوقود الأحفوري ومصالح الشركات.

وقد أعلن ترامب حالة طوارئ في مجال الطاقة عبر أمر تنفيذي في وقت سابق من هذا الأسبوع وسط وعد بـ "الحفر، يا عزيزي". وينص أحد أقسام الأمر التنفيذي على أنه لا يمكن السماح لقانون الأنواع المهددة بالانقراض القائم منذ فترة طويلة بأن يكون عائقًا أمام تطوير الطاقة.

وقالت جماعات الحفاظ على البيئة يوم الأربعاء إن هذه اللغة هي طريق للتراجع عن حماية كل شيء بدءًا من الطيور الصغيرة مثل طائر المغرد الذهبي الخدود إلى الثدييات البحرية الضخمة مثل حوت شمال الأطلسي الأيمن. وتعهد البعض بمحاربة الأمر في المحكمة.

وقال جيب بروجان، مدير الحملة في منظمة أوشيانا المعنية بالحفاظ على البيئة إن قانون الأنواع المهددة بالانقراض كان عقبة أمام تطوير الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة لعقود، وإن إضعاف القانون من شأنه أن يسرع من تراجع العديد من الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك الحيتان والسلاحف البحرية، واحتمال انقراضها.

وقال بروجان: "هذا الأمر التنفيذي، في كثير من النواحي، هو هدية لصناعة النفط والغاز ويجري بيعه كوسيلة للاستجابة لإعلان الرئيس ترامب حالة الطوارئ". "لا توجد حالة طوارئ. فالأنواع لا تزال تعاني. وهذا الأمر التنفيذي لن يؤدي إلا إلى تسريع تدهور الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة."

يُذكر أن قانون الأنواع المهددة بالانقراض موجود منذ أكثر من 50 عامًا ويُنسب إليه الفضل على نطاق واسع من قبل العلماء ودعاة حماية البيئة في المساعدة على إنقاذ الأنواع الأمريكية الشهيرة مثل النسر الأصلع من الانقراض. يوجه قسم رئيسي من القانون الوكالات الفيدرالية للعمل على الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض واستخدام سلطاتها لحمايتها.

وقد استهدف الأمر الذي أصدره ترامب يوم الإثنين بإعلان حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة بشكل مباشر السلطة التي ينص عليها قانون الأنواع المهددة بالانقراض. ويأمر الإدارات الفيدرالية بالتعامل مع إنتاج الطاقة كحالة طوارئ، مما قد يساعد في تسريع الموافقة على مشاريع الطاقة التي قد تتعطل لولا ذلك.

كما يدعو الأمر أيضًا إلى تشكيل لجنة "لتحديد العقبات التي تعترض البنية التحتية المحلية للطاقة المستمدة تحديدًا من تنفيذ قانون حماية الأنواع المهددة بالانقراض أو قانون حماية الثدييات البحرية"، وهو قانون تاريخي آخر للحفاظ على البيئة. وينص الأمر على أن اللجنة يمكن أن تنظر في الإصلاحات التنظيمية، بما في ذلك "إدراج الأنواع" كجزء من عملها.

لم تستجب إدارة ترامب لطلب التعليق على الأمر التنفيذي. يعرّف الأمر الطاقة في الغالب على أنها الوقود الأحفوري مثل النفط الخام والفحم ولا يشمل الطاقات المتجددة مثل طاقة الرياح. كما ينص الأمر التنفيذي على أن إنتاج الطاقة هو أمر طارئ لأن "الإمدادات المحلية من الطاقة بأسعار معقولة وموثوقة هي مطلب أساسي للأمن القومي والاقتصادي لأي دولة."

في حين أن دعاة حماية البيئة يشيدون بقانون الأنواع المهددة بالانقراض باعتباره قانونًا تاريخيًا، إلا أن المصالح المؤيدة للتنمية والسوق الحرة لطالما انتقدته بسبب إعاقته لبناء الطاقة والبنية التحتية والإسكان وغيرها من المشاريع. وقد أشاد البعض، بما في ذلك معهد هارتلاند النافذ، بإعلان ترامب حالة الطوارئ في مجال الطاقة هذا الأسبوع.

كما انتقد المحافظون أيضًا قانون الأنواع المهددة بالانقراض باعتباره غير فعال. قال كونور ميجيل، المحامي في مؤسسة تكساس للسياسة العامة، وهي مؤسسة أبحاث السوق الحرة، إن الأمر استغرق سنوات من هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية لمتابعة عملية احتمال شطب طائر المغرد الذهبي الخدين من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، وهو طائر صغير يتكاثر فقط في غابات وسط تكساس.

قال برينت بينيت، مدير سياسة الطاقة في مؤسسة تكساس للسياسة العامة، إن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب قد يساعد في وقف قانون الأنواع المهددة بالانقراض من أن يؤدي إلى عمليات تصاريح مطولة وتقاضي مطول.

وقال بينيت: "نأمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين بعض عمليات التصاريح وإزالة بعض هذه العوائق".

لكن دعاة حماية البيئة قالوا إن هذا القانون بالغ الأهمية للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. ويستشهدون بالحيتان مثل حوت شمال الأطلسي الأيمن، الذي يقل عدده عن 400 حوت وهو عرضة للاصطدام بالسفن والتشابك في معدات الصيد، كمثال على الحيوانات التي يجب حمايتها بموجب القانون. وقال دعاة حماية البيئة إن حوت رايس، الذي يقل عدده عن ذلك ويتعرض للاضطراب بسبب التنقيب عن النفط في خليج المكسيك، هو مثال رئيسي آخر.

وقال أندرو بومان، رئيس جماعة المدافعين عن الحياة البرية (Defenders of Wildlife) التي تدافع عن حماية الأنواع المهددة بالانقراض، إن النسر الأصلع الذي يعتبر رمز الأمة، هو مثال مثالي على أهمية وفعالية قانون الأنواع المهددة بالانقراض.

وقال بومان: "لم يأتِ انتخاب الرئيس ترامب لمنصبه بتفويض لحرمان الأمريكيين من بيئة نظيفة وصحية أو تدمير عقود من النجاحات في مجال الحفاظ على البيئة التي ضمنت بقاء بعض الأنواع الأكثر شهرة في أمريكا وتعافيها، بما في ذلك النسر الأصلع الذي سُمي حديثًا الطائر الوطني لبلدنا وهو موجود معنا اليوم فقط بفضل قانون الأنواع المهددة بالانقراض".