هل ستؤدي عودة ترامب إلى موجة جديدة من الكتب الأكثر مبيعًا؟

في الوقت الذي تترقب فيه عودة عمها المنفصل عنها إلى البيت الأبيض، لا تتوقع ماري ترامب أن يحقق أي كتاب مستقبلي شهرة مثل كتاب "نار وغضب" لمايكل وولف الذي حقق مبيعات كبيرة أو كتابها الخاص "الكثير جداً ولا يكفي أبداً".

وتقول: "ما الذي يمكن تعلمه أيضًا"؟ "وبالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون، فقد كُتبت الكتب. لقد أصبح كل شيء مكشوفًا الآن."

بالنسبة للناشرين، كانت السنوات الرئاسية لدونالد ترامب فترة مبيعات غير عادية للكتب السياسية، وساعد على ذلك جزئياً تهديدات ترامب القانونية وتغريداته الغاضبة. وفقًا لـ"سيركانا"، التي تتعقب حوالي 85% من سوق الكتب ذات الغلاف الورقي، تضاعفت مبيعات هذا النوع من الكتب تقريبًا من عام 2015 إلى عام 2020، من حوالي 5 ملايين نسخة إلى حوالي 10 ملايين نسخة.

وإلى جانب كتب وولف وترامب، شملت الكتب الأخرى الأكثر مبيعًا كتاب "ولاء أعلى" لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي "A Higher Loyalty" وكتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون "The Room Where it Happened" وكتاب "الخوف" لبوب وودوارد. وفي الوقت نفسه، قفزت مبيعات الروايات الخيالية البائسة أيضًا، بقيادة رواية "حكاية خادمة" لمارغريت أتوود، والتي تم تحويلها إلى مسلسل حائز على جوائز على Hulu.

لكن الاهتمام تراجع إلى مستويات عام 2015 منذ أن ترك ترامب منصبه، وفقًا لسيركانا، ويشك الناشرون في أن يصل الاهتمام مرة أخرى إلى ذروته. لم يُظهر القراء اهتمامًا ضئيلًا بكتب الرئيس جو بايدن وعائلته أو عنها فحسب، بل بدوا أقل حماسًا للإصدارات المتعلقة بترامب. فقد حظي كتاب "من يستطيع أن يحبك" لماري ترامب وكتاب "الحرب" لوودوارد بشعبية كبيرة هذا الخريف، لكن لم يضاهي أي منهما مبيعات كتبهما التي كُتبت خلال إدارة ترامب الأولى.

يقول جوناثان بورنهام، ناشر هاربر كولينز عن مختلف الكتب التي تحكي عن ترامب: "لقد مررنا بذلك عدة مرات، مع كل تلك الكتب". وأضاف أنه لا يزال يرى سوقًا لبعض كتب ترامب على الأقل - ربما لتحليل الانتخابات الأخيرة - لأن "هناك جمهورًا ذكيًا وجادًا بشكل عام، غير منحاز سياسيًا بطريقة متشددة"، وهو جمهور سيرحب "بصوت ذكي".

يقول إيريك نيلسون، الناشر ونائب رئيس دار نشر برودسايد بوكس، وهي طبعة محافظة تابعة لشركة هاربر كولينز التي أصدرت كتبًا لجاريد كوشنر وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس ومرشحي ترامب للحقائب الوزارية بيت هيغسيث والسيناتور ماركو روبيو: "الأمر أشبه بإعادة تشغيل أي برنامج تلفزيوني ناجح". "أنت لا تأمل في الحصول على تقييمات مثل المرة السابقة، بل فقط تقييمات أفضل من البرنامج الممل الذي يحل محله."

في الأيام التي أعقبت فوز ترامب، عادت رواية "حكاية الخادمة" ورواية "1984" لجورج أورويل إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعًا، إلى جانب أعمال أكثر معاصرة مثل كتاب تيموثي سنايدر "عن الطغيان"، وهو الكتاب الأكثر مبيعًا لعام 2017 الذي توسع في منشور كتبه سنايدر على فيسبوك بعد فترة وجيزة من هزيمة ترامب لهيلاري كلينتون. كما ارتفعت الكتب التي تجذب القراء المؤيدين لترامب أيضًا، بما في ذلك تلك التي كتبها أشخاص اختارهم مجلس الوزراء - كتاب روبرت كينيدي الابن "أنتوني فوسي الحقيقي" وكتاب هيغسيث "الحرب على المحاربين" - وكتاب نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس "مرثية ريفية"، وهو كتاب مذكراته لعام 2016 الذي بيعت منه مئات الآلاف من النسخ منذ أن اختاره ترامب كنائب له.

وصدرت مذكرات السيدة الأولى ميلانيا ترامب "ميلانيا" في أكتوبر واحتلت أعلى قوائم أمازون دوت كوم لأكثر الكتب مبيعًا لأسابيع، حتى وإن وجد النقاد أنها لا تحتوي على معلومات جديدة تذكر. ووفقًا لسيركانا، فقد بيع منه أكثر من 200 ألف نسخة، وهو رقم لا يشمل الكتب التي بيعت مباشرة من خلال موقعها الإلكتروني.

يقول جيمس داونت الرئيس التنفيذي لشركة بارنز آند نوبل: "لقد حقق كتاب ميلانيا أداءً جيدًا بشكل غير عادي، أفضل مما كنا نتوقع". "بعد يوم الانتخابات، بعنا كل ما كان لدينا منه."

لقد بيعت كتب المحافظين بشكل مطرد على مر السنين، ولدى العديد من الناشرين - وآخرهم مجموعة هاشيت للكتاب - طبعات مخصصة لهؤلاء القراء. ويتوقع الناشرون أن تصل بعض الكتب الناقدة على الأقل إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعًا - ولو فقط بسبب تقاليد سوق النشر التي تفضل الحزب الخارج من السلطة. لكن طبيعة ما ستبدو عليه تلك الكتب غير مؤكدة. فربما يتشاجر أحد المطلعين على بواطن الأمور مع ترامب ويكتب مذكراته، مثل بولتون أو محامي ترامب السابق مايكل كوهين، أو ربما تؤدي بعض مبادراته المخطط لها، سواء كانت الترحيل الجماعي أو ملاحقة خصومه السياسيين، إلى أعمال استقصائية.

من المشكوك فيه أن يكون كتاب "نار وغضب" جديداً، والأصل أن يكون ذلك ممكناً فقط لأن وولف تمتع بوصول استثنائي إلى كل شيء، حيث قضى شهوراً حول ترامب وموظفيه في البيت الأبيض. وقد أصدر أعضاء فريق الرئيس المنتخب الحالي بيانًا بالفعل قالوا فيه إنهم رفضوا التحدث مع وولف، واصفين المؤلف بأنه "بائع متجول معروف بالأخبار الكاذبة التي دأب على تلفيق مواقف ومحادثات واستنتاجات لم تحدث أبدًا".

وقال وكيل دعاية وولف إنه يرفض التعليق.

قال وودوارد، الذي أجرى مقابلات مطولة مع ترامب في كتابه "الغضب" الأكثر مبيعًا لعام 2020، لوكالة أسوشيتد برس إنه كتب الكثير عن ترامب وغيره من الرؤساء لدرجة أنه لم يكن متأكدًا مما سيتناوله بعد ذلك. وهو لا يستبعد صدور كتاب آخر عن ترامب، لكن ذلك سيعتمد جزئيًا على الرئيس المنتخب، ومدى "خروجه عن السيطرة"، كما قال وودوارد، وإلى أي مدى يستطيع أن يصل.

وقال وودوارد: "إنه يريد أن يكون الرئيس الإمبراطوري، حيث يمكنه أن يقرر كل شيء ولن يقف أحد في طريقه". "لقد اصطدم ببعض العوائق في الماضي وقد يكون هناك المزيد من العوائق. لا أعرف ماذا سيحدث. سوف أراقب وأقوم ببعض التقارير، لكنني ما زلت متردداً."

5 من الكتب الأكثر مبيعاً المتعلقة بترامب، حسب سيركانا

1. "الكثير جدًا ولا يكفي أبدًا"، لماري ترامب: 1,248,212 نسخة

2. "النار والغضب"، لمايكل وولف: 936,116 نسخة

3. "الخوف"، لبوب وودوارد: 872,014 نسخة

4. "الغرفة حيث حدث الأمر"، تأليف جون بولتون: 676,010 نسخة

5. "الغضب"، لبوب وودوارد: 549,685 نسخة

تمثل هذه الأرقام إجمالي المبيعات التي قدمتها "سيركانا"، والتي ترصد حوالي 85% من سوق الكتب المطبوعة ولا تشمل مبيعات الكتب الإلكترونية أو الكتب المسموعة.