ترامب يثير الجدل بعد مقتل روب راينر وزوجته

ألقى الرئيس دونالد ترامب يوم الاثنين باللوم على معارضة روب راينر الصريحة للرئيس في مقتل الممثل والمخرج، حيث قدم هذا الاتهام الذي لا أساس له من الصحة في منشور صادم بدا أنه عازم على شجب خصومه حتى في مواجهة المأساة.

كان هذا التصريح، حتى بالنسبة لترامب، تعليقًا صادمًا جاء في الوقت الذي كانت فيه الشرطة لا تزال تحقق في وفاة المخرج المحبوب وزوجته كجريمة قتل على ما يبدو. عُثر على الزوجين مقتولين في منزلهما يوم الأحد في لوس أنجلوس. ويعتقد المحققون أنهما تعرضا لجروح ناجمة عن طعنات، وكان نجل الزوجين نيك راينر محتجزاً لدى الشرطة في وقت مبكر من يوم الاثنين.

ولدى ترامب سجل حافل بالتصريحات التحريضية، لكن تعليقاته في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي كانت خروجًا جذريًا عن الدور الذي يلعبه الرؤساء عادةً في تقديم رسالة مواساة أو إشادة بوفاة شخصية عامة. وقد أثارت رسالته انتقادات حتى من المحافظين ومؤيديه وكشفت عن عدم رغبة ترامب في الترفع عن المظلومية السياسية في لحظات الأزمات.

وقال ترامب، في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة به، إن رينر وزوجته قُتلا "بسبب الغضب الذي تسبب به للآخرين من خلال إصابته بمرض عضال لا شفاء منه يعرف باسم "متلازمة ترامب DERANGEMENT SYNDROME".

وقال إن رينر "عُرف عنه أنه كان يدفع الناس إلى الجنون بسبب هوسه الشديد بالرئيس دونالد ج. ترامب، حيث بلغ جنون العظمة الواضح لديه مستويات جديدة مع تجاوز إدارة ترامب كل أهداف وتوقعات العظمة".

وانتقد النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي توماس ماسي، الذي خالف الكثير من مواقف حزبه المتفقة مع الرئيس، ترامب بسبب هذا التعليق.

وكتب ماسي في منشور على موقع إكس: "بغض النظر عن شعورك تجاه روب راينر، فإن هذا خطاب غير لائق وغير محترم حول رجل قُتل للتو بوحشية." وأضاف: "أعتقد أن زملائي المنتخبين من الحزب الجمهوري ونائب الرئيس وموظفي البيت الأبيض سيتجاهلون ذلك لأنهم خائفون؟ أتحدى أي شخص أن يدافع عن ذلك."

وردّت مارجوري تايلور غرين، وهي نائبة جمهورية من جورجيا وصفها ترامب بـ"الخائنة" لاختلافها معه، على رسالة ترامب بالقول: "هذه مأساة عائلية، لا تتعلق بالسياسة أو الأعداء السياسيين".

كان راينر واحدًا من أكثر الديمقراطيين نشاطًا في صناعة السينما، حيث كان يقوم بانتظام بحملات لصالح القضايا الليبرالية ويستضيف حفلات جمع التبرعات. وكان من أشد المنتقدين لترامب، ووصفه في مقابلة مع مجلة فاريتي عام 2017 بأنه "غير مؤهل عقليًا" ليكون رئيسًا و"أكثر إنسان غير مؤهل لتولي رئاسة الولايات المتحدة على الإطلاق".

ولم يرد البيت الأبيض، الذي قام بتضخيم منشور الرئيس، على رسالة حول الانتقادات التي يتلقاها والدعوات التي تطالب ترامب بحذفها.

وكانت هذه الرسالة غير المتعاطفة أحدث مثال على منظور ترامب الذي ينظر من خلاله إلى من يعتبرهم أعداءً له.

فقد جعل من الانتقام من الأعداء السياسيين محورًا رئيسيًا لحملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض العام الماضي. كما أنه استخف في الماضي بالعنف عندما وقع على من هم على الجانب الآخر من الممر السياسي.

عندما تعرض زوج نانسي بيلوسي، بول بيلوسي، لهجوم من قبل متسلل يبحث عن رئيسة مجلس النواب السابقة في منزل العائلة في سان فرانسيسكو في عام 2022 وضُرب على رأسه بمطرقة، سخر ترامب لاحقًا من الهجوم.

وذلك على الرغم من تعليقاته بعد اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك في وقت سابق من هذا العام. وقال ترامب إن مقتل كيرك كان "النتيجة المأساوية لشيطنة أولئك الذين تختلف معهم".

ثم سعت إدارته بعد ذلك إلى فرض عواقب على الأشخاص الذين انتقدوا كيرك أو حتى احتفلوا بمقتله.

وقد أشارت جينا إليس، التي كانت إحدى محاميات ترامب وعملت في جهوده في عام 2020 لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، إلى ازدواجية ترامب في المعايير ووصفت منشوره بأنه "ليس الرد المناسب".

"أدان اليمين بشكل موحد الردود السياسية والاحتفالية على وفاة تشارلي كيرك. هذا مثال فظيع من ترامب (ومثير للدهشة بالنظر إلى محاولتي اغتياله هو نفسه) ويجب أن يدينه كل من لديه أي حشمة." قالت إليس في منشور على موقع X.

عندما تحدث ترامب في حفل تأبين كيرك، استغل تصريحاته للتأكيد على الطريقة التي ينظر بها إلى خصومه.

وقال الرئيس: "أنا أكره خصمي".