وورلد برس عربي logo

مدد مائدتك لنجدة عائلات غزة المحتاجة

يستمر الصراع من أجل الحياة في غزة رغم وقف إطلاق النار. مبادرة "مدد مائدتك" تقدم دعماً حيوياً للأسر المتضررة، معززةً التضامن والتعاطف. انضم إلى هذه الحركة لدعم الكرامة وإعادة بناء الحياة. كل مساهمة تصنع فرقًا.

عائلات فلسطينية نازحة تسير معًا، تحمل حقائب صغيرة، معبرة عن الصمود وسط أزمة إنسانية حادة في غزة.
تتنقل عائلة نازحة على ظهر مركبة تحمل أمتعتها أثناء عبورها ممر نتساريم من جنوب قطاع غزة إلى شماله في 27 يناير 2025 (إياد بابا/أ ف ب)
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

معاناة غزة: خلفية تاريخية وأسباب الأزمة

لقد جلب وقف إطلاق النار الأخير في غزة شعوراً هشاً بالارتياح في المنطقة التي عانت معاناة لا يمكن تصورها.

ولكن بالنسبة للعائلات الفلسطينية التي نجت من القصف والدمار الذي لا هوادة فيه، فإن المعركة لم تنته بعد.

فهم لا يزالون يواجهون الفقر المدقع والجوع والنزوح واليأس. فالمنازل في حالة خراب، والمستشفيات قد دمرت اغلبها، والأطفال يكبرون في بيئة لا تزال فيها الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والتعليم بعيدة المنال.

شاهد ايضاً: محكمة بريطانية ترفض الإفراج بكفالة عن ناشط في حركة فلسطين لرعاية والدته المريضة

وبصفتي بريطاني-فلسطيني والمدير التنفيذي لمنظمة العمل من أجل الإنسانية، فقد شهدت عن كثب قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود. ولكن الصمود وحده لا يكفي لإعادة بناء الحياة.

إن مسؤوليتنا الجماعية هي أن نتدخل ونمد أيدينا وقلوبنا ونجعل عائلات غزة تعرف أنها ليست وحدها.

الأزمة الإنسانية في غزة: أرقام وحقائق

لهذا السبب أطلقنا في منظمة العمل من أجل الإنسانية مبادرة "مدّ يدك: توأمة عائلات غزة" مبادرة - وهو برنامج متجذر في التضامن والتعاطف والقيم الخالدة لإنسانيتنا المشتركة.

شاهد ايضاً: الأردن يعيد تفعيل الخدمة العسكرية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية

إن الاحتياجات الإنسانية في غزة مذهلة.

وحتى قبل الحرب، كان أكثر من 80 في المائة من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. ومنذ ذلك الحين، تصاعد انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تكافح العائلات من أجل توفير أبسط الوجبات الغذائية.

كما أن أنظمة الرعاية الصحية، التي استنزفت بالفعل إلى أقصى حدودها، أصبحت الآن على حافة الانهيار. وتحولت المدارس إلى أنقاض، ولا يزال الحصول على المياه النظيفة يمثل تحديًا يوميًا للكثيرين.

شاهد ايضاً: سموتريتش الإسرائيلي يوافق على خطة استيطان E1 التي "تدفن الدولة الفلسطينية"

في هذا السياق، فإن مبادرة "مدد مائدتك" هي أكثر من مجرد شريان حياة؛ إنها منارة أمل.

مبادرة "مدد مائدتك": كيف يمكن أن تحدث فرقًا؟

فبمقابل تبرع شهري محدد، يمكن للعائلات في جميع أنحاء العالم أن "تتوأمة" مع عائلة في غزة، مما يوفر الدعم الضروري لتلبية احتياجاتهم اليومية.

لا تتعلق هذه التوأمة بالمساعدة المالية فقط؛ بل تتعلق باستعادة الكرامة وإعادة بناء الحياة وتعزيز الشعور بالتضامن العالمي.

شاهد ايضاً: تجميد فرنسا لعمليات إجلاء الفلسطينيين من غزة يسبق حادثة مزعومة تتعلق بمعاداة السامية

إن مفهوم مدّ المائدة متجذر بعمق في التقاليد الإسلامية.

ففي عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استقبل (المهاجرون) في المدينة المنورة (الأنصار) في مشهد استثنائي من الأخوة والكرم.

شارك الأنصار بيوتهم وطعامهم وحياتهم مع أولئك الذين فروا من الاضطهاد في مكة.

شاهد ايضاً: إسرائيل قد قامت بتبسيط تقنيات الحرب الاستعمارية الغربية، لكنها تفشل في قمع المقاومة

لم تكن هذه الرابطة مجرد عمل خيري؛ بل كانت تجسيدًا عميقًا للوحدة والإيمان.

واليوم، تسعى مبادرة "مدّ مائدتك" إلى إحياء روح الأخوة هذه. فمن خلال التوأمة مع إحدى العائلات في غزة، يعمل الداعمون على صياغة رابطة من التعاطف والتضامن تتجاوز الحدود.

إنهم يقولون لعائلة في غزة "نحن نراكم. نحن نسمعكم. نحن نقف إلى جانبكم".

شاهد ايضاً: دول الخليج تنظر للاستفادة من خسائر إسرائيل وإيران دون أن تتأثر بالحرب

من خلال هذه المبادرة، نستخدم إحدى الطرق المعترف بها في مجتمع المساعدات والتنمية - المساعدات النقدية والقسائم - لدعم الأسر المتأثرة بالأزمات.

الدعم النقدي: أهمية المساعدات المالية

يعمل هذا النهج على تمكين العائلات من تلبية احتياجاتها الخاصة، كما يمكن أن يساهم في إعادة بناء المنازل، حيث فقدت العديد من العائلات في غزة مساكنها بسبب الغارات الجوية العشوائية التي لا هوادة فيها.

في ظل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، تعاني الأسر في غزة من أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد.

شاهد ايضاً: إيران تطلق صواريخ نحو القواعد الأمريكية في قطر والعراق

ستساعد هذه المبادرة في التخفيف من هذه الكارثة من خلال تزويد العائلات بالوجبات المغذية والمياه النظيفة.

وعلاوة على ذلك، فإن نظام الرعاية الصحية في غزة مثقل بالأعباء، حيث تعرض عدد لا يحصى من الأشخاص للتشويه والإصابات بسبب الحرب الوحشية، مما جعل العديد من العائلات غير قادرة على تحمل تكاليف العلاج الطبي.

يمكن لحملة "مدد مائدتك" أن تساعد هذه العائلات في تغطية النفقات الحرجة.

شاهد ايضاً: هل سيتخلى ترامب عن "أمريكا أولاً" للانضمام إلى حرب إسرائيل على إيران؟

لكن الأثر يمتد إلى ما هو أبعد من دعم العائلات في مبادرة التوأمة.

فمن خلال تزويد الأسر بالمساعدات النقدية، فإننا نمكّنهم من الإنفاق محلياً، مما يساعد على تنشيط الأعمال التجارية وتعزيز الانتعاش الاقتصادي ومكافحة الفقر الناجم عن الحرب.

ومن الطرق الأخرى التي يمكن أن تساعد بها هذه المبادرة تغطية تكاليف التعليم. التعليم هو المفتاح لكسر حلقة الفقر، ويمكن لهذا البرنامج أن يساعد الأطفال في غزة في الحصول على التعليم المدرسي وتحقيق تطلعاتهم لمستقبل أكثر إشراقاً.

دعوة للعمل: كيف يمكنك المساهمة؟

شاهد ايضاً: ترامب وعد بعدم الذهاب إلى الحرب. مؤيدوه الأكثر حماسًا يريدون منه الوفاء بكلمته

مبادرة "مدد مائدتك" ليست مجرد برنامج، بل هي حركة ودعوة للعمل.

إنها دعوة للأفراد والعائلات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم للتضامن مع غزة.

لطالما تغاضى العالم عن معاناة الفلسطينيين، ولكن علينا ألا نفعل ذلك. نحن، الجماهير، لدينا القدرة على إحداث فرق، واستعادة الأمل، وإعادة بناء حياة محطمة.

شاهد ايضاً: قافلة غزة: مدلين تبرز لنا العالم كما يمكن أن يكون

وبصفتي بريطاني-فلسطيني، أحمل معي قصص شعبي: كفاحهم وصمودهم وأملهم الثابت في الإنسانية.

هذه المبادرة هي وسيلة لتكريم تلك القصص والتأكد من أن عائلات غزة تعرف أنها لم تُنسى.

أخبار ذات صلة

Loading...
أشخاص يركضون نحو مظلات مساعدات تسقط من الجو في منطقة قريبة من المنازل المدمرة في غزة، وسط مشهد من الفوضى والذعر.

حزمة مساعدات تم إسقاطها من الجو تقتل رجلًا فلسطينيًا

في مشهد مأساوي يختصر معاناة الشعب الفلسطيني، استشهد صابر الزاملي (75 عامًا) جراء سقوط طائرة مساعدات عليه في غزة، ليؤكد أن التوزيع الجوي للمساعدات ليس إلا قسوة جديدة. تعالوا لتكتشفوا كيف تعمق هذه الفوضى معاناة المدنيين وتعرض حياتهم للخطر.
الشرق الأوسط
Loading...
ازدحام مروري كثيف في شوارع طهران نتيجة الهجمات الإسرائيلية، حيث عانت العائلات من ساعات طويلة في الانتظار للخروج من المدينة.

الإيرانيون يكافحون للفرار من طهران وسط الضربات الإسرائيلية، والزحام المروري، ونقص الوقود

في خضم أهوال الحرب، يسترجع محمد ذكرياته المؤلمة وهو يشاهد عائلته تغادر طهران تحت قصف عنيف. مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية، يواجه الإيرانيون صعوبات هائلة في الهروب، بينما تزداد زحمة الطرق وتقل الموارد. تعرف على تفاصيل هذه الرحلة المأساوية وشاركنا آراءك.
الشرق الأوسط
Loading...
طفلة صغيرة تعاني من سوء التغذية ترقد على سرير في المستشفى، بينما تضع والدتها يدها على بطنها.

موت جيل: معاناة أطفال غزة من المجاعة تحت حصار إسرائيلي متزايد

تعيش غزة في أزمة إنسانية خانقة، حيث تعاني الطفلة سوار عاشور من سوء التغذية بسبب الحصار المستمر. قصتها تعكس معاناة الأمهات وأطفالهن في ظل ظروف مأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة. انضم إلينا لتكتشف كيف يمكن أن نحدث فرقًا في حياة هؤلاء الأطفال.
Loading...
رجل إطفاء يرتدي زيًا واقيًا، يتجول بين حطام السيارات المحترقة، وسط دخان كثيف، في موقع دمار جراء القصف الإسرائيلي في لبنان.

حرب إسرائيل تدمر جميع جوانب الحياة المدنية في لبنان

تعيش لبنان في كابوس مستمر، حيث تزداد أعداد القتلى والنزوح في ظل الحرب الإسرائيلية. مع تدهور الوضع الاقتصادي، تتجاوز الخسائر 20 مليار دولار، مما يهدد مستقبل البلاد. تابعوا معنا لتكتشفوا كيف تؤثر هذه الأزمات على حياة اللبنانيين اليومية.
الشرق الأوسط
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمعلومصحةتسلية