ترحيل المهاجرين من بنما وأثره على الهجرة

شاهد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو رحلة ترحيل على متنها 43 مهاجرًا قبل إقلاعها من بنما يوم الاثنين حيث تعطي إدارة الرئيس دونالد ترامب الأولوية لمنع الأشخاص من القيام برحلة إلى الولايات المتحدة.

في يومه الثاني والأخير في مدينة بنما سيتي في رحلة تشمل خمس دول في أمريكا الوسطى، حوّل روبيو تركيزه من قناة بنما والنفوذ الصيني إلى القضية التي دافع عنها الرئيس الجمهوري أكثر من غيرها: الهجرة.

كانت الرحلة تحمل 32 رجلاً و11 امرأة عائدين إلى كولومبيا بعد أن عبروا فجوة دارين وتم إيقافهم في بنما. صعد بعض المهاجرين إلى الطائرة قبل وصول روبيو. وقد شاهد الطائرة ثم غادر مدرج المطار للإدلاء بتعليقات في مبنى قريب. من غير المعتاد أن يشهد وزير الخارجية شخصيًا عملية إنفاذ القانون هذه، خاصة أمام الكاميرات.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن عمليات الترحيل هذه تبعث برسالة ردع قوية وأن الولايات المتحدة قدمت لبنما مساعدات مالية تصل قيمتها إلى حوالي 2.7 مليون دولار في شكل رحلات وتذاكر سفر.

"وقال روبيو: "الهجرة الجماعية هي إحدى المآسي الكبرى في العصر الحديث. "إنها تؤثر على البلدان في جميع أنحاء العالم. نحن ندرك أن العديد من الأشخاص الذين يسعون إلى الهجرة الجماعية غالباً ما يكونون ضحايا على طول الطريق، وهذا ليس في صالح أحد".

جاءت رحلة يوم الاثنين في الوقت الذي يهدد فيه ترامب باتخاذ إجراءات ضد الدول التي لن تقبل رحلات ترحيل مواطنيها من الولايات المتحدة، وقد فرض عقوبات على كولومبيا لفترة وجيزة الأسبوع الماضي لرفضها في البداية قبول رحلتين. وقد كانت بنما أكثر تعاوناً وسمحت لرحلات المرحلين من دول ثالثة بالهبوط وإعادة المهاجرين قبل وصولهم إلى الولايات المتحدة.

وأعاد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو التأكيد على هذا الموقف ووافق يوم الأحد على الانسحاب من مبادرة الصين "الحزام والطريق" للتنمية والبنية التحتية بعد أن حذره روبيو من تقليص دور الصين في عمليات القناة أو مواجهة الانتقام الأمريكي.

يقول مسؤولو الهجرة البنميون إنهم نفذوا 44 رحلة ترحيل جوية تحمل ما يقرب من 2000 مهاجر منذ توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة للحصول على دعم مالي عند دخول مولينو إلى منصبه في يوليو الماضي. وكان معظم الذين تم ترحيلهم جواً إلى بلادهم من الكولومبيين، يليهم الإكوادوريون.

وقالت بنما الشهر الماضي إن عدد المهاجرين الذين عبروا فجوة دارين من كولومبيا قد انخفض بنسبة تزيد عن 90% في يناير/كانون الثاني مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق. وتعزو إدارة مولينو هذا الانخفاض إلى الجهود المبذولة لتوجيه المهاجرين عبر نقاط دخول محدودة وزيادة الدوريات في داريين المكسوة بالأدغال.

وقال مولينو يوم الأحد إنه عرض على روبيو الوصول إلى مهبط للطائرات في دارين ليكون بمثابة جسر للولايات المتحدة لترحيل المهاجرين من دول أخرى.

لكن الفنزويليين كانوا إلى حد كبير غالبية المهاجرين الذين يعبرون داريين في السنوات الأخيرة، وفنزويلا لا تقبل رحلات جوية من بنما أيضًا.

وأكد روبيو على تعاون بنما يوم الاثنين، مشيرًا إلى أن أعداد المهاجرين قد انخفضت بشكل كبير.

وقال روبيو: "هذه طريقة فعالة لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية، والهجرة الجماعية، التي تعتبر مدمرة ومزعزعة للاستقرار". "وكان من المستحيل القيام بذلك لولا الشراكة القوية التي تجمعنا هنا مع أصدقائنا وحلفائنا في بنما. وسنواصل القيام بذلك."

كما ردد أيضًا شعورًا شائعًا في المنطقة ولكنه غير معتاد من مسؤول أمريكي: "نحن نفهم أيضًا من الولايات المتحدة أن معظم الأشخاص الذين يأتون إلى هنا هدفهم في نهاية المطاف هو الوصول إلى الولايات المتحدة. "لذا يمكنك القول، عند نقطة معينة، أن حدودنا لا تبدأ عند تكساس أو المكسيك. إنها تبدأ في مكان أبعد من ذلك بكثير."

بعد ذلك بوقت قصير، غادر روبيو إلى السلفادور، حيث ستكون الهجرة مرة أخرى على رأس جدول أعماله. كما سيتوجه إلى كوستاريكا وغواتيمالا وجمهورية الدومينيكان.

تأتي رحلة روبيو وسط تجميد شامل للمساعدات الخارجية الأمريكية وأوامر وقف العمل التي أوقفت البرامج الممولة من الولايات المتحدة التي تستهدف الهجرة غير الشرعية والجريمة في دول أمريكا الوسطى. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد إن روبيو وافق على إعفاءات لبعض البرامج الهامة في البلدان التي يزورها، ولكن لم تتوفر تفاصيل عن تلك البرامج على الفور.