محاكمة الأمير هاري تكشف أسرار الصحافة البريطانية

تأتي محاكمة الأمير هاري ضد ناشر صحيفة "ذا صن"، التي تبدأ يوم الثلاثاء، بعد عقدين من الدراما القانونية حول الممارسات السفاحة للصحافة البريطانية في الأيام التي كانت الصحف تبيع فيها ملايين النسخ وتشكل الحوار الشعبي.

وقد دمرت الفضيحة صحيفة مملوكة لروبرت مردوخ وكلفت مردوخ مئات الملايين من الدولارات لتسوية الدعاوى القضائية من المستهدفين من الصحف الصفراء. كما أنها غذت سعي هاري لترويض الصحافة البريطانية التي يلومها على تقسيم عائلته وإفساد حياته ومطاردة كل من والدته الراحلة الأميرة ديانا وزوجته ميغان ماركل.

فيما يلي أهم اللحظات في هذه الملحمة:

نوفمبر 2005

نشرت صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" التي يملكها مردوخ يوم الأحد تقريراً عن إصابة الأمير ويليام في ركبته. شكوى من قصر باكنغهام تستدعي تحقيقاً من الشرطة يكشف أن المعلومات الخاصة بالقصة جاءت من بريد صوتي تم اختراقه.

يناير 2007

حُكم على غلين مولكاير، وهو محقق خاص يعمل لدى صحيفة نيوز أوف ذا وورلد، بالسجن لمدة ستة أشهر وعلى محرر الصحيفة الملكي كلايف غودمان بالسجن لمدة أربعة أشهر بتهمة اختراق هواتف المساعدين الملكيين للاستماع إلى رسائل تركها ويليام وآخرون. واعترف غودمان لاحقاً باختراق هاتف ويليام 35 مرة وهاتف صديقته آنذاك كيت ميدلتون - أميرة ويلز حالياً - أكثر من 150 مرة.

وتؤكد شركة مردوخ في البداية أن هذا السلوك غير المشروع كان من عمل اثنين من الموظفين المارقين الذين يعملون دون علم المحررين.

يناير 2011

الشرطة البريطانية تعيد فتح التحقيق في قرصنة الهاتف في صحيفة التابلويد بعد أن قالت صحيفة نيوز أوف ذا وورلد إنها وجدت "معلومات جديدة مهمة".

أبريل 2011

تعترف صحيفة نيوز أوف ذا وورلد بمسؤوليتها عن القرصنة الهاتفية. وفي الشهر التالي، وافقت على دفع 100,000 جنيه استرليني للممثلة سيينا ميلر لتسوية دعوى القرصنة. منذ ذلك الحين، دفعت شركة نيوز كورب المملوكة لمردوخ لتسوية دعاوى عشرات المشاهير والسياسيين والرياضيين وغيرهم ضد كل من صحيفة نيوز أوف ذا وورلد وشقيقتها صحيفة ذا صن - على الرغم من أنها لم تقبل أبدًا المسؤولية عن القرصنة التي قامت بها صحيفة ذا صن.

يوليو 2011

ذكرت صحيفة الغارديان أن صحفيي صحيفة نيوز أوف ذا وورلد اخترقوا هاتف ميلي دولر، التلميذة المقتولة البالغة من العمر 13 عاماً، بينما كانت الشرطة تبحث عنها في عام 2002. تسبب هذا الكشف في غضب الرأي العام، ودفع مردوخ إلى إغلاق صحيفة نيوز أوف ذا وورلد التي يبلغ عمرها 168 عاماً.

نوفمبر 2012

خلص التحقيق الذي قاده قاضٍ في أخلاقيات وسائل الإعلام بأمر من رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون إلى أن السلوك "الشائن" الذي قام به البعض في الصحافة "ألحق الدمار بحياة الأبرياء الذين تم ازدراء حقوقهم وحرياتهم". وأوصى القاضي براين ليفيسون بإنشاء هيئة رقابة قوية على الصحافة، مدعومة بتنظيم حكومي. وقد تم تنفيذ النتائج التي توصل إليها جزئياً فقط.

أكتوبر 2013

محاكمة محرري صحيفة نيوز أوف ذا وورلد السابقين آندي كولسون وريبيكا بروكس إلى جانب عدد من المتهمين الآخرين في المحكمة الجنائية المركزية في لندن بتهمة القرصنة الهاتفية ودفع مبالغ مالية غير قانونية للمسؤولين. بعد محاكمة استمرت ثمانية أشهر، أدين كولسون وحُكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرًا. وتمت تبرئة بروكس. وهي الآن الرئيسة التنفيذية لشركة مردوخ البريطانية للصحف البريطانية.

ديسمبر 2015

يقول المدعي العام البريطاني إنه لن يكون هناك المزيد من القضايا الجنائية ضد شركة مردوخ البريطانية أو موظفيها في المملكة المتحدة، أو ضد 10 أشخاص قيد التحقيق من مجموعة صحف ميرور غروب المنافسة، بما في ذلك رئيس تحرير ديلي ميرور السابق بيرس مورغان. وتواصل الشركتان دفع الأموال لتسوية دعاوى القرصنة.

2019 فصاعدًا

أطلق الأمير هاري دعاوى قضائية ضد ثلاث مجموعات صحفية - مجموعة أخبار مردوخ، ومجموعة ميرور وصحف أسوشيتد نيوز. وهو يدعي أن قصصاً عن أيام دراسته ومغامراته في سن المراهقة وعلاقاته مع صديقاته تم الحصول عليها عن طريق القرصنة أو التنصت أو الخداع أو غير ذلك من أشكال التطفل غير القانوني.

فبراير 2021

ميغان زوجة هاري تفوز بدعوى انتهاك الخصوصية ضد ناشر صحيفة ديلي ميل أسوشيتد نيوز بسبب نشر رسالة كتبتها في عام 2018 إلى والدها المنفصل عنها.

يونيو 2023

هاري يدلي بشهادته في قضيته ضد مجموعة ميرور، ليصبح أول فرد من العائلة المالكة البريطانية منذ أكثر من قرن من الزمان يظهر في منصة الشهود.

ديسمبر 2023

فاز هاري في قضيته ضد مجموعة ميرور عندما حكم القاضي بأن صحف ميرور استأجرت محققين خاصين للتجسس للحصول على معلومات شخصية وتورطت في قرصنة هاتفية غير قانونية لأكثر من عقد من الزمان. وحُكم له بالتكاليف القانونية و140,000 جنيه استرليني كتعويض عن الأضرار.

فبراير 2024

وافقت مجموعة ميرور على دفع التكاليف القانونية لهاري وتعويضات غير معلنة لتسوية المطالبات المعلقة. يقول هاري إنه تم تبرئته ويتعهد: "مهمتنا مستمرة."

21 يناير 2025

من المقرر أن تبدأ المحاكمة في الدعاوى القضائية التي رفعها هاري والنائب السابق عن حزب العمال توم واتسون ضد صحيفة ذا صن. وهما الاثنان الوحيدان المتبقيان من بين عشرات المدعين بعد أن قبل الآخرون التسويات بدلاً من المخاطرة بفواتير قانونية قد تكون مدمرة. ومن المقرر أن يدلي الأمير بشهادته شخصيًا خلال المحاكمة التي تستمر 10 أسابيع.

ولا تزال قضية هاري للصحف التي تنشر صحيفة ديلي ميل مستمرة.