إعادة الوشق إلى اسكتلندا بين الأمل والجدل

يريد النشطاء البيئيون الاسكتلنديون إعادة إدخال حيوان الوشق إلى غابات المرتفعات. ولكن ليس بهذه الطريقة.

تم رصد ما لا يقل عن اثنين من الوشق، وهو قط بري متوسط الحجم انقرض في اسكتلندا منذ مئات السنين، في المرتفعات يوم الأربعاء، مما أثار مخاوف من أن أحد المربين الخاصين قد أطلق الحيوانات المفترسة بشكل غير قانوني في البرية.

تم القبض على اثنين من القطط يوم الخميس، لكن السلطات تواصل بحثها بعد أن شوهد اثنان آخران في وقت مبكر من يوم الجمعة بالقرب من كيليهانتلي في متنزه كيرنجورمز الوطني. وقال ديفيد فيلد، الرئيس التنفيذي للجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، إن سلطات الحياة البرية تنصب الفخاخ في المنطقة حتى تتمكن من القبض على الوشق بطريقة إنسانية ونقلها إلى حديقة حيوان إدنبرة، حيث توجد القطط التي تم القبض عليها في الحجر الصحي.

وتسلط عملية الصيد الضوء على حملة يقوم بها بعض النشطاء لإعادة إدخال الوشق للمساعدة في السيطرة على أعداد الغزلان وترمز إلى التزام اسكتلندا بتنوع الحياة البرية. وبينما لا أحد يعرف من أطلق القطط، يتكهن خبراء الحياة البرية بأنه إما أن يكون شخصًا ما قد تولى زمام الأمور بنفسه لأنه كان محبطًا من بطء عملية تأمين موافقة الحكومة على المشروع، أو أنه معارض يريد خلق مشاكل من شأنها أن تعرقل جهود إعادة التوطين.

يقول داراغ هير، وهو زميل باحث في وحدة أبحاث الحفاظ على الحياة البرية في جامعة أكسفورد: "لدى اسكتلندا تاريخ من عمليات الإطلاق غير المشروعة لحيوانات القندس ودجاج الصنوبر". ولكن من المهم القيام بذلك بشكل صحيح، وبطريقة يمكن للجميع الإدلاء برأيهم.

وأضاف: "إذا كان سيتم إدخال الوشق إلى اسكتلندا أو أي مكان آخر، فإن عملية القيام بذلك بالطريقة الصحيحة، حتى لو استغرق الأمر وقتاً أطول، هي أهم شيء".

اختفى حيوان الوشق من اسكتلندا منذ ما بين 500 و1300 سنة مضت ربما بسبب الصيد وفقدان موطنه في الغابات.

كانت الجهود المبذولة لإعادة إدخال القطط إلى البرية جارية منذ عام 2021 على الأقل عندما كلفت مجموعة تطلق على نفسها اسم Lynx to Scotland بإجراء دراسة للمواقف العامة تجاه الاقتراح. لا تزال المجموعة تعمل على تأمين موافقة الحكومة على إعادة التوطين التجريبي في منطقة محددة بعدد محدود من الوشق.

وتقول المجموعة إن حيوان الوشق "صياد خجول ومراوغ في الغابات" ولا يشكل أي تهديد للبشر. وقد تمت إعادة توطينها بنجاح في بلدان أوروبية أخرى، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وسويسرا.

وقد أصدر مؤيدو إعادة التوطين يوم الخميس بياناً يستنكرون فيه إطلاق هذه القطط قبل الأوان وبشكل غير قانوني.

وقال بيتر كيرنز، المدير التنفيذي لمشروع "سكوتلاند: الصورة الكبيرة"، وهي مجموعة من المدافعين عن إعادة التوطين في اسكتلندا، وهي جزء من المشروع: "يعمل مشروع إعادة الوشق على تأمين عودته إلى المرتفعات الاسكتلندية، ولكن عمليات الإطلاق غير المسؤولة وغير القانونية مثل هذه تأتي بنتائج عكسية تمامًا".

تم عرض القضايا المحيطة بإعادة التوطين المحتمل للوشق خلال مناقشة البرلمان الاسكتلندي حول هذه القضية التي جرت في عام 2023.

في حين سلط المدافعون الضوء على فوائد الحد من أعداد الغزلان التي تضر بغابات اسكتلندا، ركز المعارضون على التهديد المحتمل للأغنام والطيور التي تعشش على الأرض.

قال إدوارد ماونتن، وهو مشرع من حزب المحافظين المعارض الذي يمثل المرتفعات: "لقد ابتعد الوشق عن هذا البلد منذ 500 عام، والآن ليس الوقت المناسب لإعادته".