جون بريسكوت ودعمه المستمر لفلسطين

كان لجون بريسكوت، نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي توفي عن عمر يناهز 86 عامًا، تاريخ طويل في التضامن مع الشعب الفلسطيني.

كان النقابي والبحار التجاري السابق عضوًا في البرلمان عن مدينة هال لمدة 40 عامًا وأطول نواب رئيس الوزراء خدمة في تاريخ بريطانيا. وقالت عائلته إنه كان يعاني من مرض الزهايمر في سنواته الأخيرة.

وبعد أن خدم في حكومات الظل العمالية خلال الثمانينيات وأوائل التسعينيات، أصبح بريسكوت نائبًا لرئيس الوزراء في حكومة توني بلير طوال السنوات العشر التي قضاها بلير في الحكومة، من عام 1997 إلى عام 2007.

وخلال فترة حياته، أشار بريسكوت إلى غزة على أنها "معسكر اعتقال"، وقال إن إسرائيل أجبرت الفلسطينيين على الفقر، وقال إن إسرائيل تحظى بمعاملة خاصة من قبل القوى الغربية.

وفي يوم الخميس، أشاد رئيس الوزراء كير ستارمر ببريسكوت ووصفه بأنه "عملاق حقيقي لحركة حزب العمال".

ولكن بعد مغادرته الحكومة، أثار بريسكوت الجدل مرارًا وتكرارًا بسبب إداناته النارية للحكومة الإسرائيلية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب - مع سلسلة من التصريحات التي تبدو في غير محلها بشكل كبير في حزب العمال اليوم.

في عام 2018، كان بريسكوت في ذلك الوقت زميلًا في مجلس اللوردات ومؤيدًا قويًا لزعيم حزب العمال آنذاك جيريمي كوربين، ادعى أن "دونالد ترامب يحمل دماء عشرات الفلسطينيين على يديه الصغيرتين المكتنزتين"، بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين العزل من غزة خلال مسيرة العودة الكبرى.

وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك شك في أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ساهم في المذبحة الإسرائيلية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الرجال والنساء والأطفال العزل".

واتهم عضو حزب العمال الجديد ذو الوزن الثقيل سابقًا ترامب بعرقلة تحقيق الأمم المتحدة في المجزرة، "بدافع إرضاء أنصاره من المسيحيين الإنجيليين واليهود الإنجيليين الذين يحتاجهم لإعادة انتخابه".

وانتقد بريسكوت كذلك مجلس نواب اليهود البريطانيين لتحميله حماس مسؤولية المجزرة: "إذا كان مجلس النواب يرغب حقًا في الدفاع عن العدالة الاجتماعية، فعليه الانضمام إلى حزب العمال وبقية العالم في إدانة هذا العمل البغيض علنًا ودعم إجراء تحقيق مستقل".

حزب العمال ومعاداة السامية

في العام نفسه فند بريسكوت مزاعم نواب حزب العمال المناهضين لكوربين بأن حزب العمال، الذي كان تحت قيادة كوربين آنذاك، معادٍ للسامية بشكل مؤسسي، قائلاً "لقد حان الوقت لأن يجتمع كوربين وحزب العمال والناشطون اليهود معًا ويتفقوا على طريق للمضي قدمًا."

النواب العماليون المنتقدون لقيادة كوربين انتقدوا تعليقاته.

ثم في عام 2019، أثار بريسكوت مزيدًا من الغضب بعد أن قال حسبما ورد إن أزمة معاداة السامية المزعومة في حزب العمال "تتعلق بإسرائيل". واتُهم بسؤاله لصحفي يهودي "هل هناك أي شيء يمكنك القيام به حيال إسرائيل وسلوكها؟

وقبل أربع سنوات، خلال القصف الإسرائيلي على غزة في عام 2014، وصف بريسكوت غزة بـ "معسكر اعتقال" وقال إن على الإسرائيليين أن يتعلموا من الهولوكوست.

وقال بريسكوت عن حماس إن "إسرائيل تصفهم بالإرهابيين، لكنها تتصرف كقاضٍ وهيئة محلفين وجلاد في معسكر الاعتقال الذي هو غزة.

"ما حدث للشعب اليهودي على يد النازيين أمر مروع. لكنك قد تعتقد أن تلك الفظائع ستمنح الإسرائيليين إحساسًا فريدًا من نوعه وتعاطفًا مع ضحايا الغيتو".

وقد وصف مجلس نواب اليهود البريطانيين ورئيس مجلس القيادة اليهودية https://www.dailymail.co.uk/news/article-2711447/John-Prescott-accused-trivialising-Holocaust-comparing-Gaza-strip-concentration-camp.html تصريحاته بأنها "مهينة للغاية"، متهمًا بريسكوت بأنه "استهان بالمحرقة النازية، وهي الذكرى الأكثر إيلامًا في التاريخ اليهودي".

وقال بريسكوت في تعليقاته إن المجتمع الدولي كان منافقًا بسبب ما وصفه بفشله في انتقاد إسرائيل.

وقال إن أي دولة أخرى تقتل مئات الأطفال كما فعلت إسرائيل في عام 2014 في غزة "ستوصف بأنها دولة منبوذة، وستُدان من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وستكون الدعوات لتغيير النظام تصم الآذان.

"ولكن صرخات الاحتجاج هذه خافتة. وخفتت الإدانة. فهذه هي إسرائيل".

وأوضح أن الفلسطينيين في غزة "محتجزون كالسجناء خلف الجدران والأسوار، غير قادرين على الهروب من القصف، والحصار الاقتصادي الإسرائيلي أجبر الفلسطينيين على الفقر".

لم يستخدم رئيس بريسكوت القديم بلير ولا حكومة حزب العمال الحالية مثل هذه الكلمات القوية لانتقاد إسرائيل، التي تصر على أنها حليف مقرب - حتى بعد فرض حظر جزئي على الأسلحة في سبتمبر/أيلول واعترافها في المحكمة هذا الأسبوع بأن إسرائيل لا تمتثل للقانون الإنساني الدولي.

يوم الثلاثاء، قال سفير بريطانيا لدى إسرائيل قال إن المملكة المتحدة "مستعدة لوضع طائراتها وأفرادها في طريق الأذى للدفاع عن إسرائيل" ضد أي هجوم إيراني.

غزو العراق

كان بريسكوت نائباً لرئيس الوزراء عندما انضمت بريطانيا إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، وهي خطوة أيدها.

ولكن بعد مغادرته للحكومة، أحدث رجل حزب العمال صدمة في وستمنستر بقوله إن الحرب كانت غير قانونية.

وفي عام 2013، قال لـبي بي سي إن الغزو "لا يمكن تبريره" وادعى أنه دعمه لأنه كان يعتقد أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن سيحل الصراع بين إسرائيل وفلسطين.

"قال بريسكوت: "كما تعلمون كان بوش مستعدًا تمامًا لوضع خطة لإسرائيل والمشكلة برمتها فيما يتعلق بفلسطين وقد وعد بذلك. "وبالتالي، كانت تلك الخطة شيئًا ما."

وفي أعقاب نشر تقرير تشيلكوت حول الغزو في عام 2016، قال بريسكوت إن بريطانيا قد خرقت القانون الدولي.

"في عام 2004، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إنه بما أن تغيير النظام كان الهدف الرئيسي لحرب العراق، فقد كانت الحرب غير قانونية. وبحزن وغضب شديدين، أعتقد الآن أنه كان على حق.

وأضاف: "سأتعايش مع قرار الذهاب إلى الحرب وعواقبها الكارثية لبقية حياتي"، مؤيداً قرار زعيم حزب العمال آنذاك كوربين بالاعتذار عن الحرب نيابة عن الحزب.

قدم كوربين، وهو الآن نائب مستقل، إشادة إلى بريسكوت يوم الخميس.

"وقال: "لقد كان جون شخصية عظيمة، منذ أيامه في العمل النقابي البحري إلى أعلى المناصب في الحكومة.

"سأكون ممتنًا إلى الأبد لدعمه الشخصي والسياسي في انتخابات 2017 و2019. لقد أحببت دفءه اللامتناهي وخفة دمه الأيقونية في حملته الانتخابية."