انتقادات أمريكية لمؤتمر الأمم المتحدة حول فلسطين
انتقدت الولايات المتحدة مؤتمر الأمم المتحدة لحل الدولتين، واصفة إياه بأنه "غير مثمر". في ظل أزمة إنسانية متصاعدة في غزة، تتزايد الضغوط على ترامب للتدخل. هل سيتجه نحو السلام أم سيستمر في دعم إسرائيل؟ تابع التفاصيل.

انتقدت الولايات المتحدة يوم الاثنين مؤتمر الأمم المتحدة الذي يروج لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني والذي استضافته حليفتاها المقربتان فرنسا والمملكة العربية السعودية.
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الحدث الذي استمر ثلاثة أيام بأنه "غير مثمر وسيئ التوقيت"، فضلاً عن كونه "حيلة دعائية" من شأنها أن تجعل التوصل إلى السلام أكثر صعوبة.
وجاء في البيان أن هذا التحرك الدبلوماسي هو "مكافأة للإرهاب".
شاهد ايضاً: في اعتراف صريح بنية الإبادة الجماعية يقول وزير التراث الإسرائيلي: إسرائيل "تسابق الزمن من أجل محو غزة"
واستخدمت الولايات المتحدة كلمات أكثر قسوة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووصفت قراره بالاعتراف بالدولة الفلسطينية الأسبوع الماضي بأنه "يأتي بنتائج عكسية"، قائلة إن قرار حليفها في الناتو "يقوض جهودنا الدبلوماسية".
وتأمل فرنسا أن تحذو المملكة المتحدة حذوها.
وقد أعرب أكثر من 200 عضو برلماني بريطاني عن دعمهم للفكرة يوم الجمعة، لكن رئيس الوزراء كير ستارمر قاوم ذلك. وكشف أن الولايات المتحدة ضغطت على كل من المملكة المتحدة وفرنسا ضد الاعتراف بفلسطين في وقت سابق من هذا العام.
شاهد ايضاً: المملكة المتحدة: استجابة الشرطة المنقسمة لاحتجاجات حركة فلسطين أكشن تكشف عن "فوضى" الحظر
وانطلق المؤتمر يوم الاثنين في مدينة نيويورك، حيث أكد المشاركون في المؤتمر على أنه "لا يوجد بديل" للصراع سوى حل الدولتين. وتسلط قيادة فرنسا والسعودية للمؤتمر الضوء على أن دعم الولايات المتحدة غير المحدود للحرب الإسرائيلية على غزة يضع دبلوماسيتها في خلاف مع شركائها الرئيسيين.
"إن الحل السياسي القائم على وجود دولتين هو وحده الكفيل بالاستجابة للتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش في سلام وأمن. لا يوجد بديل"، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في بداية الاجتماع الذي استمر ثلاثة أيام.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الاجتماع إن "حل الدولتين أبعد من أي وقت مضى"، منددًا بـ"الضم الزاحف" الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة و"التدمير الشامل لغزة".
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تنحدر فيه غزة إلى مجاعة نتيجة الحصار الإسرائيلي للقطاع. وقد استشهد المئات من الفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً وهم يحاولون الحصول على الطعام مما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقد ارتفعت حالات الوفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية في الأيام الأخيرة.
وقد سُئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن المجاعة يوم الاثنين ولم يجادل في ذلك.
قال ترامب: "هذه مجاعة حقيقية". "أنا أراها، لا يمكنك تزييف ذلك."
وأضاف: "هؤلاء الأطفال يبدون جائعين للغاية". "علينا أن نطعم الأطفال."
لكن ترامب استمر في إلقاء اللوم على حماس في هذه الأزمة، مدعياً أن الحركة تسرق المساعدات على الرغم من تقييم الحكومة الأمريكية الذي يناقض هذا الاتهام.
وقد اتهمها أكثر من عشرين من حلفاء الولايات المتحدة_ بما في ذلك الدول المقربة تقليدياً من إسرائيل_ بـ"إطعام" المساعدات إلى غزة.
وقد اشتبكت إدارة ترامب مع إسرائيل في عدة قضايا_ بما في ذلك التوصل إلى وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن وإدانة الضربات الإسرائيلية على سوريا_ لكنها منحت دعمها الكامل لإسرائيل لشن حرب على غزة.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من محادثات وقف إطلاق النار. مدعيا ان اللوم على حماس في هذا المأزق، وهي خطوة يقول المحللون إنها تتماشى مع أكثر من عامين من الرسائل الأمريكية لتوفير غطاء لإسرائيل لأعمال الإبادة الجماعية في غزة، وفقًا لما ذكرته جماعتان إسرائيليتان كبيرتان لحقوق الإنسان وعشرات المنظمات الغربية.
وقال مايكل حنا، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، في وقت سابق: "من المفهوم على نطاق واسع أنه لا توجد أهداف استراتيجية حقيقية يمكن تحقيقها عسكرياً ما لم يكن الهدف النهائي هو التهجير". "في غضون ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة مستعدة للوقوف موقف المتفرج بينما تتعمق المجاعة في جميع أنحاء غزة."
وحتى في الوقت الذي انتقدت فيه الولايات المتحدة قمة الأمم المتحدة، حاول كبار المشاركين فيها إغراء ترامب بالعودة إلى المحادثات. وقال وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود إن ترامب يمكن أن يكون "حافزاً" لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق حل الدولتين.
وقد قال ترامب بانتظام إنه يريد إبرام اتفاق تطبيع مع السعودية وإسرائيل، بناءً على اتفاقات أبراهام لعام 2020، والتي يعتبرها إنجازًا مميزًا في السياسة الخارجية.
وتقول الرياض إنه لتحقيق هذا الهدف، ستحتاج إسرائيل إلى اتخاذ خطوات لا رجعة فيها نحو إقامة دولة فلسطينية، على أن يكون وقف إطلاق النار في غزة هو الشرط المسبق الأول.
وقد قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان علناً إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وبالإضافة إلى تسهيل شروط الاعتراف بالدولة الفلسطينية، سيركز الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام على ثلاث قضايا أخرى، بما في ذلك إصلاح السلطة الفلسطينية، ونزع سلاح حماس، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل من قبل الدول العربية كجزء من حل الدولتين.
أخبار ذات صلة

حرب إسرائيل على الفلسطينيين لن تنتهي حتى يتم تفكيك نظام الفصل العنصري

خطة ترامب لاستعمار غزة تعيد إلى الأذهان بعثات أمريكية فاشلة في القرن التاسع عشر

فلسطينيون في غزة يردون على خطة ترامب لـ 'تطهير المنطقة': إنه مريض بالوهم
