الجرب يهدد حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون
كشف تحقيق أن ربع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أصيبوا بالجرب، مما يثير قلقًا حول ظروف الاحتجاز والرعاية الصحية. تعاني الأسر من آثار نفسية وصحية، وتستمر المطالبات بتحسين الأوضاع في السجون. تابعوا التفاصيل على وورلد برس عربي.
السجناء الفلسطينيون يعانون من تفشي مرض الجرب وسط ظروف مزرية
كشف تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن ربع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أصيبوا بالجرب في الأشهر الأخيرة.
وجاءت النتائج الواردة في التقرير، الذي نقل عن مسؤولين في السجون، نتيجة التماس قدمته منظمات حقوق الإنسان.
ومن المقرر أن تناقش المحكمة العليا في إسرائيل ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين وسط اتهامات بأن إدارات السجون لا تقوم بما يكفي لمنع انتشار الأمراض، وتوفير الرعاية الصحية الكافية والتعامل مع الاكتظاظ.
شاهد ايضاً: "ليس قانونيًا" للمنظمات الخيرية البريطانية جمع التبرعات لصالح الجنود في الجيش الإسرائيلي
ويقول الفلسطينيون الذين تحتجزهم إسرائيل إن معاملتهم متعمدة وليست نتيجة إهمال.
ونقلت صحيفة هآرتس عن أحد السجناء قوله: "عندما طلبنا العلاج، قالوا لنا إننا إرهابيون ويجب أن نموت."
ومن بين المعتقلين في السجون الإسرائيلية أطفال مثل إياد إدعيس، الذي يبلغ من العمر 15 عامًا ويعاني من الجرب بالإضافة إلى تقرحات ودمامل تغطي جسده.
وينجم الجرب عن العث الذي يحفر تحت الجلد ويضع بيضه، مما يسبب الطفح الجلدي والتهيج والمزيد من المضاعفات لدى المصابين بالمرض.
وقال والد إياد، أشرف، إن ابنه اعتُقل في مارس الماضي وأُطلق سراحه في 14 أكتوبر.
"كان نحيفًا جدًا ومغطى ببثور دموية متقيحة. لم نتعرف عليه في البداية، ولكننا أدركنا بعد ذلك أنه عاد من الموت".
كان إياد محتجزًا في قسم الأطفال في سجن مجدو، حيث أصيب في شهر يونيو بالجرب الذي يعتقد أنه كان نتيجة للاكتظاظ وسوء الصرف الصحي.
أخبر المراهق أسرته أن التهيج الناتج عن الإصابة بالجرب كان شديدًا لدرجة أن بعض السجناء كانوا يكسرون البلاط لتخفيف آلامهم عن طريق الحك.
وحتى بعد مرور شهر على إطلاق سراحه، لا يزال إياد يعاني من آثار مرضه الذي أدى إلى مزيد من الصدمات النفسية.
قال والده: "كان ابني مبتهجًا ومحبًا للحياة، ولكنني أراه الآن مكتئبًا ومنعزلًا ولا يريد التحدث".
الانتشار المتعمد
وفقًا لصحيفة هآرتس، تم تأجيل العديد من الاجتماعات مع محامي الأسرى في سجني نفحة وريمون بسبب تفشي الجرب، كما تم تأجيل العديد من جلسات المحاكم.
وقالت إدارة السجون الإسرائيلية ردًا على الالتماس إن هناك حاليًا ما مجموعه 1704 سجناء مصابين بالجرب.
وقالت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الحقوقية إن الأسرى محرومون من غسالات الملابس في المعتقل، وأنهم لا يحصلون على ملابس كافية.
وقالت أمينة الطويل، الباحثة في المركز الفلسطيني لدراسات الأسرى، إن المؤسسات الحقوقية الفلسطينية دأبت على دق ناقوس الخطر بشأن الأمراض في السجون.
وقالت الطويل إن الاكتظاظ هو السبب الرئيسي لانتشار الأمراض، بالإضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية التي تقول إنها متعمدة لإلحاق المعاناة مثل عدم عزل السجناء بمجرد اكتشاف الإصابة وعدم تقديم العلاج.
وقالت الطويل: "هناك العديد من السجناء في غرفة واحدة يضطرون للنوم على الأرض بسبب الاكتظاظ".
وأضافت: "يعزل المصابون أنفسهم في نفس الغرفة في محاولة لاحتواء المرض، لكنه ينتشر على أي حال بسبب ضيق المكان".