انسحاب هولندا وأيرلندا من يوروفيجن بسبب إسرائيل

أصبحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية الحكومية آخر من أعلن أنها لن تشارك في مسابقة الأغنية الأوروبية 2026 إذا شاركت إسرائيل أيضًا.

وقالت أفروتروس يوم الجمعة إن ذلك "لن يكون ممكناً" طالما بقيت إسرائيل ضمن المشاركة، مستشهدةً بـ "المعاناة الإنسانية المستمرة والشديدة في غزة".

وانضمت الهيئة إلى عدد من هيئات البث الوطنية التي تتشاور مع اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU)، الذي يشرف على يوروفيجن، حول إمكانية استبعاد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة.

وقالت هيئة البث في بيان لها: "إذا قرر اتحاد الإذاعات الأوروبية عدم قبول إسرائيل، فستكون أفروتروس سعيدة بالمشاركة العام المقبل".

وأضافت أنها تشعر بالقلق أيضًا من "التدخل الإسرائيلي المؤكد" خلال مسابقة 2025 في سويسرا، قائلةً إن الحدث استُخدم "كأداة سياسية" من قبل إسرائيل.

وقد أثار نجاح إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية في وقت سابق من هذا العام، حيث جاءت في المركز الثاني بعد النمسا في تصويت الجمهور، الشكوك حول عملية التصويت. وطلبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية العامة إجراء تدقيق في النتائج، في حين انتشرت إدانات واسعة النطاق على الإنترنت بشأن النتيجة.

ويأتي إعلان هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية بعد تعهد مماثل من هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية في أيرلندا يوم الخميس.

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية إنه سيكون من "غير المعقول" أن تشارك في المسابقة بينما تواصل إسرائيل قصفها وحصارها لقطاع غزة.

وأضافت: "إن موقف هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية هو أن أيرلندا لن تشارك في مسابقة الأغنية الأوروبية 2026، إذا ما استمرت مشاركة إسرائيل، وسيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن مشاركة أيرلندا بمجرد اتخاذ قرار اتحاد الإذاعات الأوروبية".

وتابعت: "كما تعرب هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية عن قلقها العميق إزاء القتل المستهدف للصحفيين في غزة، ومنع الصحفيين الدوليين من الوصول إلى القطاع، ومحنة الرهائن المتبقين".

أثارت مشاركة إسرائيل في يوروفيجن مظاهرات متكررة، بما في ذلك خلال مسابقتي 2024 و 2025.

وقد رحب نشطاء مؤيدون لفلسطين ببيان هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية، الذين طالما دعوا إلى استبعاد إسرائيل من يوروفيجن.

وقالت زوي لولر، مسؤولة الاتصال الثقافي ورئيسة حملة التضامن الإيرلندية الفلسطينية (IPSC)، إن هذه الخطوة "متأخرة جدًا" وكان ينبغي أن تأتي قبل سنوات.

وقالت: "هذا يعكس أخيرًا إرادة غالبية الناس في أيرلندا الذين يتضامنون بحزم مع الشعب الفلسطيني وضد الفصل العنصري والإبادة الجماعية الإسرائيلية".

وأضافت: "إنها أيضًا شهادة على الحملة الضخمة التي استمرت لسنوات في أيرلندا التي تدعو إلى مقاطعة يوروفيجن، في ظل فشل اتحاد الإذاعات الأوروبية في طرد إسرائيل".

دعوات للانسحاب

ستكون النسخة القادمة من المسابقة هي النسخة السبعين ومن المقرر أن تقام في فيينا، النمسا، في مايو 2026 بعد فوز المشارك النمساوي جيه جيه بأغنيته الحب الضائع.

ومع ذلك، لا يزال تنظيم المسابقة موضع شك إذا ما أجبر الغضب المتزايد بسبب عدد الشهداء في غزة، الذي وصل الآن إلى أكثر من 64,000 شهيد، عددًا كافيًا من الدول على الانسحاب.

وقالت الحكومة الإسبانية، التي وصفت الحرب في غزة بأنها إبادة جماعية، يوم الأربعاء إنها ستنسحب من المسابقة إذا شاركت إسرائيل.

وقال وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون: "لا أعتقد أنه يمكننا تطبيع مشاركة إسرائيل في الفعاليات الدولية وكأن شيئًا لم يحدث".

كما قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في أيار/مايو إنه لا ينبغي السماح لإسرائيل بالمشاركة، مشيرًا إلى أن روسيا قد استُبعدت بالفعل بسبب غزوها لأوكرانيا.

وجاءت تعليقات إسبانيا في أعقاب تحذير مماثل من هيئة الإذاعة الوطنية في سلوفينيا الأسبوع الماضي، في حين أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيسلندية RUV ألمحت أيضًا إلى أنها قد لا تشارك في المنافسة.

تم التواصل مع وزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية للحصول على تعليق، ولكنها قالت بأنها لن تعلق وأرجعت الأمر إلى هيئة الإذاعة البريطانية التي تشرف على مشاركة المملكة المتحدة في يوروفيجن.

وردًا على استفسار يوم الجمعة، قالت هيئة الإذاعة البريطانية أيضًا إنها لن تعلق.

وقالت لولر، من حملة التضامن مع أيرلندا وفلسطين، إنه يجب على المزيد من الدول أن تحذو حذو أيرلندا وهولندا.

وأضافت: "المقاطعة الثقافية لإسرائيل أداة فعّالة للتغلب على هذا التضليل الفني، وفي النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة لفلسطين. وتفخر الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل بأن تلعب دورنا في ذلك".

وتابعت: "لقد لعب الناشطون والفنانون والجمهور دورًا مهمًا في هذا التصدّي للظلم الإسرائيلي الفادح ضد الشعب الفلسطيني، ونأمل أن تحذو دول أخرى حذو أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا وأيسلندا".