قصف عنيف يدمر غزة ويزيد معاناة المدنيين
شنت إسرائيل قصفًا عنيفًا على مخيم الشاطئ في غزة، مما أدى لتدمير منازل ومدرسة تؤوي نازحين. مع تزايد المجاعة وسوء التغذية، يواجه المدنيون أوضاعًا مأساوية مع استمرار الهجمات. الوضع الإنساني يتفاقم بشكل خطير.

شنت إسرائيل قصفًا عنيفًا على مخيم مكتظ بالسكان في مدينة غزة، مما أدى إلى تسوية العديد من المنازل بالأرض وتدمير مدرسة كانت تؤوي نازحين داخليًا.
وقد أصبح مخيم الشاطئ للاجئين، الذي يمتد على مساحة تزيد قليلاً عن نصف كيلومتر مربع، في الأيام الأخيرة ملجأً لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من الهجوم الإسرائيلي المتصاعد على أجزاء أخرى من المدينة.
وفي يوم الخميس، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على المخيم، مما أدى إلى تسوية 12 مبنى سكني على الأقل بالأرض وترك عشرات العائلات الأخرى دون مأوى.
وتظهر اللقطات التي تم تداولها على الإنترنت دمارًا واسع النطاق في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك أنقاض منازل العديد من العائلات الفلسطينية، حيث يفر المدنيون من القصف المستمر.
وتأتي الهجمات المتصاعدة على مدينة غزة خلال الشهر الماضي في أعقاب موافقة إسرائيل على خطة للسيطرة على المدينة تمهيدًا لاحتلال أوسع لقطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة بعضًا من أعنف عمليات القصف منذ بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية قبل عامين.
وذكرت السلطات الصحية في غزة أن ما لا يقل عن 50 فلسطينيًا استشهدوا في الغارات الإسرائيلية يوم الجمعة حتى الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي، من بينهم 37 في مدينة غزة وحدها.
وحذّر الدفاع المدني الفلسطيني يوم الخميس من أن الجيش الإسرائيلي يحاول "زعزعة استقرار الأحياء السكنية في مدينة غزة"، لا سيما تلك المكتظة بالسكان.
وجاء في البيان الصحفي أن "الجيش الإسرائيلي يتعمد قصف المنازل والمناطق السكنية داخل هذه الأحياء بهدف إجبار السكان على النزوح باتجاه وسط وجنوب قطاع غزة، متجاهلاً الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشونها".
وكان مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) قد حذر يوم الخميس من أن مليون شخص يقدر عددهم في مدينة غزة "يواجهون القصف اليومي ويكافحون من أجل الوصول إلى وسائل البقاء على قيد الحياة" بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر طرد جماعي شامل من المدينة بأكملها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال أوتشا: "مع اشتداد الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة المنكوبة بالمجاعة، يتعرض الناس مرة أخرى للنزوح دون أن يجدوا مكاناً آمناً يلجؤون إليه".
تفاقم المجاعة
يبدو أن الغارات الجوية الإسرائيلية المتجددة والمتصاعدة على مدينة غزة تهدف إلى إفراغ المدينة من سكانها.
ومع ذلك، فإن عدد الأشخاص الذين غادروا لا يزال منخفضًا، على الرغم من التكتيكات الإسرائيلية المختلفة التي تهدف إلى إجبار المدنيين على الخروج، بما في ذلك استخدام الروبوتات المحملة بالمتفجرات، والطائرات الرباعية المحملة بالمتفجرات، وهدم الأبراج السكنية الشاهقة، والإصدار المتكرر لأوامر الطرد الجماعي.
ووفقًا لأوتشا فقد تم تسجيل أكثر من 25,000 حالة نزوح بين يومي الأحد والأربعاء. وقد نزح ما مجموعه 73,000 شخص إلى جنوب قطاع غزة منذ 14 آب/أغسطس.
وقد تم الإعلان رسمياً عن المجاعة في مدينة غزة الشهر الماضي، مما أدى إلى تفاقم تأثير الهجوم الإسرائيلي الأخير وأوامر الطرد على المدنيين.
شاهد ايضاً: كيف دمرت إيران أسطورة القوة الإسرائيلية
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يوم الخميس من أن سوء تغذية الأطفال في جميع أنحاء قطاع غزة "لا يزال يتفاقم بمعدل ينذر بالخطر".
وتظهر أحدث الأرقام أن 13.5 في المائة من الأطفال الذين تم فحصهم في شهر آب/أغسطس وحده تم تحديدهم على أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ارتفاع كبير يزيد عن خمسة في المائة عن شهر تموز/يوليو.
وعلاوة على ذلك، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من نصف المستشفيات العاملة تقع في مدينة غزة، محذرة من أن القطاع المحاصر "لا يستطيع تحمل خسارة أي من هذه المرافق المتبقية".
ووفقًا لأوتشا فإن 12 موقعًا من أصل 49 موقعًا علاجيًا خارجيًا للتغذية قد توقفت خدماتها في مدينة غزة في ظل العنف الإسرائيلي المتصاعد.
كما توقف مطبخان مجتمعيان على الأقل في المنطقة عن العمل، في حين تم نقل ثلاثة مطابخ أخرى داخل المدينة.
أخبار ذات صلة

مستوطنون إسرائيليون يهاجمون صحفيين ألمان يغطون العنف في الضفة الغربية

الحرب على غزة: كيف تعيد إسرائيل تطبيق أساليب التجويع النازية

إسرائيل تقصف سوريا بعد ساعات من دعوة زعيم الدروز الإسرائيلي المثير للجدل لـ "التحرك"
