احتلال المنازل في الضفة الغربية يثير الفزع
استولى الجيش الإسرائيلي على منازل فلسطينية في الخليل وجنين ورام الله، محولًا إياها لثكنات عسكرية، مما زاد من معاناة السكان. الأوضاع تتدهور مع تزايد الاعتداءات والنهب، مما يثير قلق العائلات من الاحتلال الدائم.

أفادت مصادر فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي احتل عددًا كبيرًا من المنازل في الخليل وجنين ورام الله وقلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وحوّلها إلى ثكنات عسكرية بعد إخلاء أصحابها منها.
وتزامنت هذه الخطوة المفاجئة مع شن إسرائيل هجمات على إيران يوم الجمعة الماضي. وقال محللون وسكان إن الجيش الإسرائيلي يقوم بتمركز الجنود داخل منازل الفلسطينيين وأحيائهم لحمايتها من استهدافها بالصواريخ الإيرانية التي تستهدف المعسكرات العسكرية.
وفي بلدات رمانة وعانين وجلبون بالقرب من جنين، تم الاستيلاء على 17 منزلاً، في حين تم الاستيلاء على عدة منازل أخرى في المنطقة الجنوبية من الخليل وبلدة إذنا إلى الغرب. كما قام الجنود الإسرائيليون بتحويل مبنى مكون من ثلاثة طوابق إلى مقر قيادة في بلدة بيرزيت شمال رام الله.
وفي حديثه من الخليل، قال عبد الجبار إن الجيش الإسرائيلي اقتحم يوم الجمعة المبنى السكني الذي يعيش فيه هو وأشقاؤه وعدد من أقاربه الآخرين في حي تل الرميدة.
وقد قام الجنود بإجلاء أكثر من 50 شخصاً من سكان الحي، معظمهم من الأطفال، متذرعين بأسباب أمنية. وعندما طالبت العائلات باستعادة ممتلكاتهم الأساسية، اعتدى الجنود عليهم.
قال عبد الجبار: "ضربني الجنود أنا وإخوتي وأبناء عمومتي لمدة ساعة على الأقل. لقد تم نقلنا إلى المستشفى لأننا سألناهم عن مدة بقائهم في المبنى وطلبنا أخذ بعض الأغراض".
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، غادر الجنود المبنى وسمحوا للسكان بالعودة, ليجدوا شققهم قد تعرضت للنهب. لقد تم تخريب ممتلكاتهم وتخريب أثاثهم وإتلافه وإلحاق أضرار جسيمة بالديكور الداخلي.
وفي الساعة الثالثة من صباح يوم السبت، عاد الجنود إلى المبنى وطردوا السكان مرة أخرى، مما تسبب في حالة من الخوف بين الأطفال والضيق بين العائلات التي غادرت دون أن تحمل معها سوى الملابس التي ترتديها.
وقال شبانة: "لقد مكثوا في المبنى حتى مساء يوم الاثنين، وعندما عدنا وجدنا دمارًا أكبر". وأضاف: "لقد تركوا ملاحظة مكتوب عليها "شكرًا لكم، سنعود"، الأمر الذي جعلنا نعيش في خوف دائم من عودتهم ومن النزوح مرة أخرى في ظل هذا الإجراء الجديد".
خطوات نحو الضم
تعرضت بلدة رمانة غرب جنين, التي تم الاستيلاء على أرضها بسبب بناء جدار الفصل العنصري بسبب موقعها بين الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948, لسياسة الاحتلال العسكري المنزلي.
وقال رئيس بلدية البلدة، حسن صبيحات إن الجيش الإسرائيلي استولى على 12 منزلاً منذ 13 حزيران/يونيو، متذرعاً بمخاوف أمنية.
وقد قام الجنود بطرد 45 من السكان من منازلهم في منطقة جبل اللحف، ومنعهم من أخذ أي ملابس أو ممتلكات شخصية.
"وأضاف رئيس البلدية أن السكان لا يزالون يقيمون مع أقاربهم في البلدة، لكنهم يعيشون في ظروف صعبة للغاية، حيث لا يزالون بحاجة إلى استرداد الأغراض الأساسية من منازلهم، وخاصة ملابس النساء والأطفال".
وقد تقدمت البلدية بطلب تنسيق للسماح للسكان بالدخول إلى منازلهم، ولو لساعة واحدة فقط، لجلب بعض الحاجيات الضرورية، ولكن الطلب قوبل بالرفض. في هذه الأثناء، رفع الجنود الأعلام الإسرائيلية فوق المنازل، مما أثار استفزاز سكان البلدة.
قال رئيس البلدية: "منذ بدء الحرب مع إيران والجنود يعيثون فسادًا في البلدة بشكل يومي، ويطلقون النار على المحلات التجارية ويعتدون على أصحابها ويكسرون النوافذ وينشرون الفوضى والرعب. ويطلبون منا مراجعة الارتباط العسكري بخصوص المنازل المحتلة، لكن الارتباط لا يرد حتى على اتصالاتنا".
تُسمع أصوات تدمير المحتويات يوميًا داخل المنازل التي يحتلها الجنود مما يجعل أصحابها في حالة قلق دائم. كما أنهم يخشون من الاحتلال الدائم، لا سيما وأنهم يقعون في المنطقة (ج) التي تسعى إسرائيل إلى ضمها.
إن الأصوات اليومية للجنود وهم ينهبون ويدمرون الأغراض المنزلية داخل المنازل المحتلة جعلت أصحابها في حالة قلق دائم. كما يخشى الكثيرون أن يصبح الاحتلال دائمًا، خاصة وأن المنازل تقع في المنطقة (ج) التي تسعى إسرائيل إلى ضمها.
"في الآونة الأخيرة، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بأن الضفة الغربية هي يهودا والسامرة بالنسبة لهم. ما نشهده في جنين وطولكرم ونابلس كلها إجراءات جديدة لم تكن موجودة في السابق. هذه خطوات متسارعة نحو الضم وتشكل جرائم ضد الإنسانية." قال صبيحات.
الفلسطينيين كدروع بشرية
أفاد الفلسطينيون أنه في الأيام الأخيرة تمت مصادرة شاحنات من سكان القدس لاستخدامها كمكان نوم متنقل للجنود في جميع أنحاء إسرائيل، بما في ذلك غور الأردن والنقب، وكذلك لاستخدامها في النقل لتجنب لفت الانتباه إليها كآليات عسكرية.
وقال عيسى عمرو، منسق تجمع شباب ضد الاستيطان، إن إسرائيل أفرغت جميع معسكرات الجيش الإسرائيلي في الخليل ونقلتها إلى مبانٍ ومنازل في عمق الأراضي الفلسطينية ليختبئ فيها الجنود بعد طرد أصحابها.
ووفقًا للقانون الدولي، فإن الجنود هم أهداف مشروعة في الحرب، ويجوز استهداف معسكرات الجيش بشكل واضح. يحظر استخدام المدنيين. ووفقًا لعمرو، فإن وجود الجيش الإسرائيلي في المناطق والأحياء السكنية يشكل جريمة حرب.
شاهد ايضاً: غزة وطن فلسطيني، لا منتجع فاخر لترامب
وقال عمرو: "إن استخدام المدنيين كدروع بشرية هو نفس الاتهام الذي وجهته إسرائيل لحماس في غزة، بأن عناصرها يختبئون بين المدنيين".
وتابع:"هذا الاتهام نفسه توجهه إسرائيل بخطة واضحة بطرد السكان من منازلهم واحتلالها. وبعبارة أخرى، فإن الأولوية للجيش الإسرائيلي على حساب الأطفال والعائلات الفلسطينية."
أخبار ذات صلة

تقرير الأمم المتحدة يشير إلى "رحلات متعددة" من الإمارات إلى تشاد، قد تكون لنقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع السودانية

نائب إسرائيلي يقول إنه يريد "تنظيف" غزة من الفلسطينيين

المتحدثون: المملكة المتحدة تُراجع تراخيص الأسلحة لإسرائيل وطائرات F-35 المقاتلة
