حصار غزة يهدد حياة الملايين والمساعدات تتلاشى
اتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل بتقليص المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة أن الوضع الصحي كارثي. مع تزايد الهجمات على المدنيين، تظل الحاجة ماسة لفتح الأبواب أمام الإغاثة الحقيقية. غزة تستغيث!

اتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل بالسماح بإدخال كمية محدودة فقط من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة كـ"ستار دخاني للتظاهر بأن الحصار قد انتهى".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها يوم الثلاثاء: "مع استمرار حاجة الناس الماسة للرعاية الطبية والمساعدات الطبية، يجب على السلطات الإسرائيلية وقف الخنق المتعمد لغزة وإبادة نظام الرعاية الصحية فيها، والذي يدعم حملتها للتطهير العرقي" (https://doctorswithoutborders-apac.org/en/gaza-aid-instrumentalised-health-system-under-fire).
وفي حين زعمت السلطات الإسرائيلية أن 100 شاحنة مساعدات دخلت القطاع المحاصر يوم الأربعاء، ذُكر أن مسؤولي الإغاثة ومصادر محلية قالوا إن الإمدادات لم تصل إلى مطابخ الحساء والمخابز والأسواق والمستشفيات في غزة.
وقال أنطوان رينارد، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي: "لم يصل أي من هذه المساعدات وهو عدد محدود للغاية من الشاحنات إلى سكان غزة".
وأضاف رينارد أن آلاف الأطنان من المواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية تنتظر حالياً بالقرب من نقاط العبور إلى غزة. ومع ذلك، وبدون التوزيع المناسب، فإن ما يقرب من ربع السكان لا يزالون معرضين لخطر المجاعة.
وقالت باسكال كويسار، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في خان يونس، إن قرار السماح بإدخال هذه الكميات القليلة من المساعدات بعد أشهر من الحصار التام يشير إلى أن إسرائيل "تريد تجنب الاتهامات بتجويع الناس في غزة، بينما في الواقع تبقيهم على قيد الحياة بالكاد".
وأضافت كويسار: "هذه الخطة هي وسيلة لاستغلال المساعدات وتحويلها إلى أداة لتعزيز الأهداف العسكرية الإسرائيلية".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن التأخير يعود إلى المتطلبات الإسرائيلية التي تعيق دخول العدد المحدود من شاحنات المساعدات. وتتضمن العملية تفريغ الإمدادات على الجانب الفلسطيني وإعادة تحميلها بشكل منفصل بمجرد تأمين وصول الأمم المتحدة إلى داخل غزة.
ويعاني الفلسطينيون في جميع أنحاء قطاع غزة من تدهور الأوضاع، ويقولون إن الوعود بالمساعدات ليست سوى أوهام إعلامية.
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً للبدء في معالجة الأزمة الإنسانية الحادة في غزة.
وقال دوجاريك إنه على الرغم من أن وصول المساعدات كان علامة إيجابية، إلا أنها "قطرة في محيط" مقارنة بما هو مطلوب.
'إبادة غزة'
في ظل النقص الحاد في المساعدات، كثف الجيش الإسرائيلي من هجماته على المدنيين ونقاط توزيع المساعدات والمرافق الصحية والملاجئ.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة عن استشهاد 53,762 شخصًا منذ 7 أكتوبر 2023، من بينهم أكثر من 16,500 طفل.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أنه في الساعة السادسة من صباح يوم 19 مايو/أيار وحده، سمعت فرقها في خان يونس غارة جوية واحدة كل دقيقة، بما في ذلك غارة أصابت أرض مستشفى ناصر.
وقالت المنظمة الطبية الإنسانية الطبية: "تستمر أوامر الإجلاء في اقتلاع السكان، بينما تواصل القوات الإسرائيلية هجماتها المكثفة على المرافق الصحية".
شاهد ايضاً: إيران: ظريف يقول إن هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل "دمر" المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة
وتشير تقديرات المجموعة العالمية لتنسيق وإدارة المخيمات إلى أن أكثر من 138,900 شخص قد تم تهجيرهم قسراً خلال خمسة أيام فقط، بين 15 و20 أيار/مايو.
وقالت مجموعة التنسيق العالمي وإدارة المخيمات في آخر تحديث لها: "يمثل هذا تصعيدًا إضافيًا منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025".
وحذرت المنظمة من أن العمليات العسكرية الموسعة وأوامر الطرد جعلت من الصعب على سكان غزة الوصول إلى الرعاية الطبية بشكل متزايد.
وأضافت المنظمة أن الهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية للرعاية الصحية شلت قدرتها على الاستجابة بشكل كبير. كما أن الإمدادات الطبية منخفضة للغاية بسبب الحصار والقصف المستمر.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود: "يجب أن تتوقف الهجمات على المدنيين والرعاية الصحية فوراً، ويجب السماح بدخول المساعدات إلى غزة بكميات كافية وبطريقة تضمن وصولها إلى المحتاجين".
وأضافت: "يجب على حلفاء إسرائيل ممارسة كل الضغوطات الممكنة لتحقيق ذلك على وجه السرعة. فكل يوم يمر يزيد من تواطئهم في إبادة شعب غزة".
أخبار ذات صلة

بينما يتخلى حزب العمال الكردستاني عن السلاح، تعزز تركيا قوتها ضد إيران وإسرائيل

السودان يرفع دعوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية بتهمة "التواطؤ في الإبادة الجماعية"

القائمة الكاملة لـ 124 دولة ملزمة باعتقال نتنياهو وفقًا للمحكمة الجنائية الدولية
