تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران بعد وقف النار

استمرت إسرائيل وإيران في إطلاق النار على بعضهما البعض حتى صباح يوم الثلاثاء، في الوقت الذي بدا فيه أن وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن قبل ذلك بساعات أن الطرفين المتحاربين قد اتفقا على وقف إطلاق النار "الكامل والتام". وقال إنه من المقرر أن تنهي إيران الأعمال العدائية في الساعة 5 صباحًا بتوقيت غرينتش، وإسرائيل في الساعة 11 صباحًا بتوقيت غرينتش.

ومنذ ذلك الحين قال ترامب إن كلاً من إسرائيل وإيران انتهكتا وقف إطلاق النار هذا.

وقال إسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن طهران انتهكت جانبها من الاتفاق وأطلقت صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال مسؤول عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم اعتراض صاروخين أطلقا من إيران.

وقال كاتس إن إسرائيل "سترد بقوة" على أي انتهاك، وأصدر تعليمات للجيش بمواصلة هجماته على طهران.

ونفت إيران التقارير التي أفادت بأنها خرقت وقف إطلاق النار، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، قُتل خمسة أشخاص وأصيب ما لا يقل عن 20 آخرين في مدينة برشيبا جنوب إسرائيل، إثر سقوط صاروخين باليستيين إيرانيين على المنطقة.

وأسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية أحد الصاروخين بينما أصاب الآخر مبنى سكني.

وفي الوقت نفسه، أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق سكنية في مقاطعة جيلان شمال إيران عن مقتل تسعة أشخاص في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، وفقًا لمسؤول محلي.

وقال نائب محافظ جيلان إن الهجمات أصابت المنازل، مما تسبب في سقوط العديد من القتلى.

كما أكد مسؤول قضائي إيراني يوم الثلاثاء أن الغارات الإسرائيلية التي وقعت في اليوم السابق على سجن إيفين في طهران أدت إلى إصابة موظفين ونزلاء وأفراد من أسر الزائرين.

بدأت إسرائيل بمهاجمة إيران في 13 يونيو، واستهدفت مرارًا وتكرارًا المنشآت العسكرية والنووية في البلاد، بالإضافة إلى اغتيال قادة أمنيين واستخباراتيين وعسكريين رفيعي المستوى، وكذلك علماء.

وردًا على ذلك، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ باتجاه حيفا وتل أبيب ومدن إسرائيلية رئيسية أخرى، وأصابت عدة مناطق حساسة.

وقُتل أكثر من 439 إيرانيًا على يد القوات الإسرائيلية منذ أن بدأت إسرائيل هجومها المفاجئ. وقُتل ما لا يقل عن 28 شخصًا على الأقل في إسرائيل جراء الغارات الإيرانية خلال الفترة نفسها.

كلا الجانبين يدعي الانتصار

أكدت كل من إيران وإسرائيل يوم الثلاثاء أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وأعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن بلاده حققت "جميع الأهداف" في حملتها العسكرية ضد إيران قبل الموافقة على وقف إطلاق النار.

وقد عقد رئيس الوزراء اجتماعًا في وقت متأخر من الليل مع حكومته ووزير الدفاع ورئيس الموساد، حيث أفاد بأن "عملية الأسد الصاعد" قد حققت أكثر من الأهداف المرجوة منها.

وجاء في البيان: "لقد أزالت إسرائيل تهديدًا وجوديًا فوريًا مزدوجًا ومباشرًا, في المجال النووي ومجال الصواريخ الباليستية".

وادعى نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي "حقق سيطرة جوية كاملة على سماء طهران، وألحق أضرارًا جسيمة بالقيادة العسكرية، ودمر عشرات الأهداف الحكومية الإيرانية المركزية".

وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه مسرور بالإنجازات التي حققتها إسرائيل في إيران "والآن، وبكل قوتنا إلى غزة لإكمال المهمة".

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد: "والآن غزة. هذه هي اللحظة المناسبة لإغلاقها هناك أيضًا. لإعادة الرهائن، لإنهاء الحرب. على إسرائيل أن تبدأ في إعادة البناء."

ليس من الواضح تمامًا مستوى الضرر الذي ألحقته الضربات الإسرائيلية، ولاحقًا الأمريكية، بالبرنامج النووي الإيراني.

وقد أكد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وقف النزاع، وأصدر تحذيرًا صارمًا من أي عدوان آخر.

وتعهدت أعلى هيئة أمنية في البلاد بأن "أي عدوان آخر سيواجه برد حاسم وحازم وفي الوقت المناسب من قبل إيران".

وأثنى المجلس على "وعي الشعب الإيراني وصموده ووحدته"، وعزا "هزيمة العدو" إلى "عزمه الراسخ وصبره الاستراتيجي ورفضه قبول الإذلال أو التسوية من جانب واحد".

وقال الرئيس النووي الإيراني، محمد إسلامي، إنه يتم إجراء تقييم لتحديد مدى الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية في البلاد، في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأمريكية المشتركة.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، هاجمت الولايات المتحدة الأراضي الإيرانية للمرة الأولى، مستهدفةً مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية.

وفي يوم الاثنين، أطلقت إيران عدة صواريخ في إطار ضربة انتقامية مدروسة ضد قاعدة العديد الأمريكية في قطر. وشكر ترامب طهران على ما وصفه بـ"الرد الضعيف للغاية"، وقال إنه سيجدد الجهود للتفاوض على سلام بين إسرائيل وإيران.