جهود ترامب للسلام في أوكرانيا تواجه عقبات كبيرة

وصف كبير الدبلوماسيين الألمان يوم الثلاثاء جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتأمين هدنة في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا بأنها وصلت إلى طريق مسدود، بينما قال وزير خارجية الصين إنه من المشجع أن المحادثات بين واشنطن وموسكو بشأن إيجاد تسوية مستمرة.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، آنالينا بايربوك، التي وصلت إلى كييف في زيارة غير معلنة، إنه "بسبب الطريق المسدود" بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن استمرار دعم الحلفاء الأوروبيين لأوكرانيا في الحرب "أمر بالغ الأهمية".

ووبخ ترامب يوم الأحد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معربًا عن إحباطه من استمرار القتال في الحرب التي تعهد بوقفها سريعًا.

وأصرّ ترامب على إحراز تقدم في المفاوضات، لكنه قال إنه سينظر في فرض المزيد من العقوبات للضغط على موسكو، واتهم زيلينسكي بمحاولة التراجع عن اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الوصول إلى الموارد المعدنية في أوكرانيا.

قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها يوم الثلاثاء إن أوكرانيا أجرت جولة أولى من المشاورات مع الولايات المتحدة بشأن ما قال إنه أحدث نسخة من صفقة المعادن.

وقد رفض بوتين فعليًا اقتراحًا أمريكيًا بوقف فوري وكامل للقتال لمدة 30 يومًا، على الرغم من إلحاح ترامب. كما أن وقف إطلاق النار الجزئي في البحر الأسود الذي يمكن أن يسمح بشحنات أكثر أمانًا قد سقط بسبب الشروط التي فرضها مفاوضو الكرملين.

ووفقًا لتقييم صدر في وقت متأخر من يوم الاثنين عن معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، فإن روسيا تتمسك باتفاق البحر الأسود من أجل "تعطيل الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار العام وانتزاع تنازلات إضافية من الغرب".

كان زيلينسكي صريحًا في تحليله للتطورات في خطاب ألقاه في وقت متأخر من يوم الأحد.

وقال: "تستهزئ موسكو بشكل صارخ بجهود شركائنا لدفع أجندة السلام".

وكان بوتين قد استبعد في السابق وقفًا مؤقتًا للأعمال العدائية، قائلًا إن ذلك لن يفيد أوكرانيا وحلفاءها الغربيين إلا بالسماح لهم بتجديد ترساناتهم. وأصر على أن موسكو تريد اتفاقاً شاملاً يضمن تسوية دائمة.

وقد أشار ترامب إلى أنه قد يفكر في فرض عقوبات نفطية جديدة على روسيا. لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أشار يوم الثلاثاء إلى أن حدوث انفراجة في المفاوضات ليس وشيكًا.

وقال بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: "القضايا التي نناقشها فيما يتعلق بالتسوية الأوكرانية معقدة للغاية وتتطلب الكثير من الجهود الإضافية".

في غضون ذلك، استمرت الهجمات المميتة التي تشنها كل من روسيا وأوكرانيا، وتستعدان لحملات الربيع في حرب الاستنزاف التي تخوضانها على طول خط الجبهة الممتد على طول 1000 كيلومتر (620 ميل) تقريبًا.

وخلال الليل، لم تطلق روسيا أي طائرة بدون طيار من طراز "شاهد" على أوكرانيا للمرة الأولى منذ أكثر من خمسة أشهر، وفقًا للسلطات.

لكن أندري كوفالينكو، رئيس فرع مكافحة التضليل الإعلامي في مجلس الأمن الأوكراني، لم يرصد أي تغيير في الاستراتيجية الروسية.

وقال على تلغرام: "في الوقت الحالي، هذا لا يعني شيئًا".

اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بشن هجمات جديدة بطائرات بدون طيار على منشآت الطاقة في منطقة بيلغورود الروسية وفي الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من منطقة زابوريجيزيا الأوكرانية.

ويقول الداعمون الأوروبيون لأوكرانيا إنهم سيواصلون دعم جهود كييف لهزيمة الغزو الروسي. ويحصل بوتين على مساعدة عسكرية من كوريا الشمالية وإيران.

وقدمت الصين أيضًا دعمًا دبلوماسيًا لروسيا وقدمت مساعدة اقتصادية من خلال التجارة في الطاقة والسلع الاستهلاكية.

ونُقل عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي كان في زيارة إلى موسكو، قوله يوم الثلاثاء إن "نتائج معينة قد تحققت" في محاولة واشنطن لوقف الحرب مع تحسن العلاقات الأمريكية الروسية في عهد ترامب.

وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية الرسمية ريا نوفوستي إن بكين تدعم هدف "اتفاق سلام عادل وطويل الأمد وملزم ومقبول من جميع الأطراف المعنية".

وكان من المقرر أن يجتمع وانغ يوم الثلاثاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال بيسكوف إنه من المتوقع أيضًا أن يلتقي في وقت لاحق من يوم الثلاثاء مع بوتين.