استقالة مفاجئة لرئيس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية

يغادر رئيس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الذي يثير الاستقطاب في الوكالة بعد فترة قصيرة من توليه المنصب أثارت حفيظة المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا الحيوية ومجموعات المرضى وحلفاء الرئيس دونالد ترامب المحافظين.

قال متحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن الدكتور فيناي براساد "لا يريد أن يكون مصدر إلهاء" وأنه سيتنحى عن منصبه كأكبر منظم للقاحات في إدارة الغذاء والدواء "لقضاء المزيد من الوقت مع عائلته".

وقال شخصان على دراية بالوضع إن براساد أُقيل من منصبه بعد عدة خلافات حدثت مؤخرًا. وقد تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة شؤون الموظفين الداخلية.

سيتولى مدير مركز الأدوية في إدارة الغذاء والدواء، الدكتور جورج تيدمارش، منصب براساد بالوكالة، وفقًا لرسالة بريد إلكتروني للوكالة بدأ "تيدمارش" عمله في إدارة الغذاء والدواء الأسبوع الماضي بعد مسيرة مهنية امتدت لعقود من الزمن كمسؤول تنفيذي في مجال الأدوية وأستاذ مساعد.

انضم براساد إلى إدارة الغذاء والدواء في مايو من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، حيث انتقد مرارًا نهج إدارة الغذاء والدواء في الموافقات على الأدوية ولقاحات كوفيد-19.

وبدا أن نهجه المتناقض يتطابق مع نهج رئيسه مفوض إدارة الغذاء والدواء مارتي ماكاري، الذي أشاد مرارًا بعمل براساد وفكره.

ولكن في الأسابيع الأخيرة أصبح براساد هدفًا للناشطين اليمينيين، بما في ذلك لورا لومر، التي أشارت إلى تصريحات براساد السابقة التي انتقد فيها ترامب وأشاد بالسيناتور الليبرالي المستقل بيرني ساندرز.

"كيف دخل بيرني برو الذي يكره ترامب إلى إدارة ترامب؟ " التي نشرتها لومر على موقع X الأسبوع الماضي.

وسبق لترامب أن أقال العديد من مسؤولي الأمن القومي بعد يوم واحد من إثارة لومر المخاوف بشأن ولائهم.

كما اجتذب براساد أيضًا التدقيق في تعامله مع قضية السلامة الأخيرة المتعلقة بالعلاج الجيني الوحيد المعتمد لعلاج ضمور دوشين العضلي.

وتحت إشرافه، توقفت شحنات العلاج لفترة وجيزة بعد سلسلة من وفيات المرضى، ثم استؤنفت في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد رفض عائلات الأولاد المصابين بالاضطراب القاتل الذي يؤدي إلى إضعاف العضلات.

لطالما كان براساد متشككًا في العلاج وغيره من أدوية ضمور العضلات التي تبيعها شركة ساريبتا ثيرابيوتيكس (Sarepta Therapeutics) المصنعة للأدوية. وبصفته أكاديميًا، اكتسب براساد شهرة من خلال مهاجمة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتساهلها الشديد في معاييرها للموافقة على أدوية السرطان والعلاجات الجديدة الأخرى.

يتعارض هذا النهج مع أنصار ترامب الجمهوريين، الذين يفضلون عمومًا الحصول على موافقات أسرع والوصول غير المقيد إلى العلاجات التجريبية. خلال الولاية الأولى لترامب وقّع على قانون "الحق في التجربة"، وهو تشريع رمزي إلى حد كبير حظي بدعم شعبي من المحافظين الذين يسعون إلى منح المرضى الذين في مرحلة الاحتضار إمكانية الوصول الموسع إلى الأدوية غير المثبتة.

وقد تعرض قرار براساد بإيقاف علاج ساريبتا للانتقاد الأسبوع الماضي من قبل كاتب عمود وهيئة تحرير صحيفة وول ستريت جورنال.

وبشكل منفصل، أصدر قسم براساد ثلاثة خطابات رفض هذا الشهر لشركات التكنولوجيا الحيوية الصغيرة التي تسعى للحصول على الموافقة على علاجات جينية جديدة.

وقد تم تبني هذه العقاقير بقوة من قبل العديد من الجماعات المناهضة للإجهاض في قاعدة ترامب لإمكانية معالجة الأمراض المستعصية التي تدفع الآباء والأمهات في بعض الأحيان إلى إنهاء الحمل.

وقد أشرف سلف براساد في إدارة الغذاء والدواء، الدكتور بيتر ماركس، على زيادة كبيرة في الموافقات على العلاجات الجينية الجديدة، والتي تهدف إلى علاج الأمراض أو الوقاية منها عن طريق استبدال أو تعديل جزء من الشفرة الوراثية للمرضى.

كان براساد ناقدًا صريحًا لقيادة ماركس في إدارة الغذاء والدواء، والتي تضمنت الإشراف على الموافقة على أول لقاحات وعلاجات كوفيد.