رئيسة المفوضية الأوروبية: الهند والاتحاد الأوروبي اتفقا على إنهاء اتفاقية التجارة الحرة هذا العام

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الجمعة إن الاتحاد الأوروبي والهند اتفقا على الدفع باتجاه إبرام اتفاقية تجارة حرة معلقة منذ فترة طويلة هذا العام، وأن الجانبين سيعززان شراكتهما في مجالات التجارة والتكنولوجيا والاتصال والدفاع.

"لقد حان الوقت لنكون واقعيين وطموحين. ولإعادة ترتيب أولوياتنا بما يتناسب مع حقائق اليوم"، قالت فون دير لاين في خطاب ألقته أمام مركز أبحاث في نيودلهي. وجاءت تصريحاتها قبل اجتماعها مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وقالت: "يمكنكم الاعتماد على التزامي الكامل بالتأكد من قدرتنا على تحقيق ذلك"، مضيفةً أن "اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والهند ستكون أكبر صفقة من هذا النوع في أي مكان في العالم".

وتتواجد رئيسة المفوضية الأوروبية في الهند في زيارة تستغرق يومين اعتبارًا من يوم الخميس ويرافقها كبار قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وقد استأنفت الهند والاتحاد الأوروبي المحادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة المعلقة منذ فترة طويلة في عام 2021، لكن قضايا مثل الوصول إلى الأسواق لمنتجات مثل السيارات والمشروبات الكحولية كانت من النقاط العالقة. ومن المقرر أن تُعقد الجولة التالية من المفاوضات في مارس.

وتتعاون الهند والاتحاد الأوروبي بشكل وثيق في قضايا تشمل السياسة الخارجية والأمن والتكنولوجيا. لكن بروكسل تكثف جهودها لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية التجارة الحرة مع نيودلهي في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يخطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع المصنوعة في الاتحاد الأوروبي.

ويُعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند، متقدمًا على الولايات المتحدة والصين. في السنة المالية 2023-24، بلغت قيمة الصادرات والواردات إلى الكتلة الأوروبية أكثر من 130 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة بنحو 90% خلال العقد الماضي. كما تتواجد أكثر من 6,000 شركة أوروبية في الهند.

وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي والهند لديهما القدرة على أن يكونا إحدى الشراكات المميزة لهذا القرن.

"أريد أن تكون هذه الزيارة بداية هذه الحقبة الجديدة. أنا ورئيس الوزراء مودي نتشارك الرأي نفسه. لقد حان الوقت للارتقاء بشراكتنا الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والهند إلى المستوى التالي".

بالنسبة لنيودلهي، تكتسب المحادثات التجارية أهمية متجددة بعد قرار ترامب بفرض رسوم جمركية متبادلة على السلع المستوردة من دول من بينها الهند.

وفي العام الماضي، وقعت الهند اتفاقية تجارية مع كل من أيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا، التي تضم الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، تتضمن التزامًا باستثمارات بقيمة 100 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن تتم هذه الاستثمارات في صناعات تشمل الأدوية والآلات والتصنيع.