مقبرة جماعية في سيناء تكشف عن انتهاكات فظيعة
كشف تقرير جديد عن مقبرة جماعية في شمال سيناء، حيث يُزعم أن الجيش المصري دفن ضحايا القتل خارج نطاق القانون. الوثائق تشير إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. العدالة غائبة والعائلات تبحث عن الحقيقة. تفاصيل صادمة في وورلد برس عربي.

كشف تقرير جديد عن مقبرة جماعية في شمال سيناء، يقول باحثون إن الجيش المصري استخدمها على الأرجح لدفن جثث أشخاص قُتلوا خارج نطاق القضاء في المنطقة.
تم نشر النتائج يوم الاثنين من قبل مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان (SFHR)، وتم تحليلها من قبل وكالة أبحاث Forensic Architecture ومقرها المملكة المتحدة.
منذ عام 2013، شارك الجيش المصري في عملية ضد الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء. وقد اتُهم الجيش بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد السكان المدنيين منذ بدء الحملة.
ووثق التقرير يوم الاثنين أدلة على وجود 36 جمجمة بشرية في مقبرة جماعية بالقرب من مدينة العريش. وقال التقرير إنه من المرجح أن يكون العدد الإجمالي للجثث في الموقع أعلى من ذلك بكثير، مع وجود العديد من الجثث المجهولة.
واستند التحليل جزئياً إلى شهادات تم الحصول عليها من عنصرين من الميليشيات المتحالفة مع الجيش اعترفا بنقل المعتقلين إلى المقبرة الجماعية لإعدامهم. وقد نفيا تورطهما المباشر في عمليات القتل.
كما تضمن التقرير صورًا ولقطات فيديو وملاحظات ميدانية من باحثي المنظمة الذين زاروا المقبرة الجماعية.
وأشارت الأدلة إلى أن الموقع احتوى على أكثر من 300 جثة دفنت بطريقة غير لائقة.
وأشار التقرير إلى أن العديد من الجثث دفنت بملابس وأحذية مدنية كاملة، وهو ما يتعارض مع ممارسات الدفن التقليدية. كما كانت بعض الجماجم معصوبة العينين، مما يشير إلى وجود قتل خارج نطاق القضاء.
استخدم الطب الشرعي للهندسة المعمارية الأدلة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، لتتبع علامات النشاط العسكري في المنطقة، بما في ذلك إنشاء مواقع أمامية. كما أنتجت أيضًا إعادة بناء ثلاثي الأبعاد للمقبرة الجماعية، وحددت مواقع البقايا البشرية التي تم اكتشافها.
'انتهاك فظيع'
شاهد ايضاً: مصادر تقول: مصر تستضيف محادثات سرية بين البرهان من السودان وخليفة حفتر من ليبيا في محاولة لإصلاح العلاقات،
بالإضافة إلى المقبرة الجماعية، يوثق التقرير أيضًا أربع حوادث لم تُنشر من قبل لعمليات قتل خارج نطاق القضاء لمدنيين في شمال سيناء.
ويعتقد أن 25 رجلاً وثلاثة أطفال قتلوا في هذه الحوادث.
وقال أحمد سالم، المدير التنفيذي للمنظمة: "ستظل الأدلة على وجود مقبرة جماعية وعشرات من حوادث القتل الموثقة خارج نطاق القانون في سيناء جرحًا مفتوحًا لا يمكن أن يندمل إلا بالعدالة".
إنه تذكير بأن وراء كل ضحية شخص وعائلة حُرمت من حقها في العدالة".
وقال: "هذه الانتهاكات الفظيعة التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب ارتكبها الجيش والشرطة على مدار سنوات في غياب تام للمحاسبة".
وقال أحد الشهود الذين تقدموا للإدلاء بشهادتهم أنه فعل ذلك بسبب "المعاناة المستمرة لمئات العائلات من جيراني ومعارفي الذين ينتظرون منذ سبع أو حتى عشر سنوات لمعرفة مصير أحبائهم المختفين".
وقال عضو الميليشيا السابق إنه يعتقد أن هؤلاء المختفين قد أُعدموا ودفنوا في مقابر جماعية.
وقدم الشاهدان قائمة بالأسماء مع ما قالا إنها مواقع الدفن التقريبية وتواريخ الإعدام.
وقالا إن العديد من القتلى لم يكونوا مقاتلين مسلحين، بل أشخاصاً يُشتبه في تورطهم مع الجماعات المسلحة دون أي دليل قاطع.
لا خاتمة للعائلات
في العديد من التقارير، وثقت المنظمة عمليات القتل خارج نطاق القضاء التي نفذتها مصر في شمال سيناء والتي زعمت السلطات أنها "اشتباكات مسلحة".
ووفقًا للمنظمة، واستنادًا إلى بيانات عسكرية، قتلت القوات المصرية 5,053 شخصًا بين عامي 2013 و 2022 بتهمة أنهم "إرهابيون". كما تم اعتقال 14,837 آخرين.
ومع ذلك، قدّر الباحثون أن عدد المقاتلين الموالين لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء في منتصف عام 2018 تراوح بين 1000 و 1500 مقاتل.
وقال التقرير إن عمليات القتل والإعدام خارج نطاق القضاء والإعدام دون محاكمة هي انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويمكن أن تكون جرائم ضد الإنسانية إذا ما تم تنفيذها بشكل منهجي.
وأضاف: "إن الجرائم التي ارتكبت بحق أهالي سيناء خلال سنوات الحرب لا يمكن أن تكون أساسًا للعدالة أو الأمن أو السلام الاجتماعي المستدام".
وتابع التقرير: "وحدها الحقيقة والعدالة يمكن أن توفر ذلك". "ولا تزال آلاف العائلات التي عانت من الانتهاكات والمعاناة تبحث عن الحقيقة والعدالة مهما مر الوقت ومهما شعر البعض بالأمان من المساءلة".
شاهد ايضاً: مصر: نشطاء يؤكدون أن الاتحاد الأوروبي تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان لتسريع دفع 1 مليار يورو
كما دعت المؤسسة السورية لحقوق الإنسان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات المصرية المرتكبة في شبه جزيرة سيناء خلال الحملة العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تهجير سكان سيناء بشكل جماعي من قبل السلطات المصرية.
في أكتوبر 2014، وفي أعقاب الهجمات الكبيرة التي شنها مسلحون من سيناء في شبه الجزيرة، بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي عملية هدم مدينة رفح بالكامل لأسباب أمنية.
شاهد ايضاً: وزيرة الخارجية الليبية السابقة نجلاء المنقوش تدافع عن اجتماعها السري مع نظيرها الإسرائيلي
قامت السلطات المصرية بتجريف 685 هكتارًا من الأراضي الزراعية المزروعة وتدمير 800 منزل لإنشاء منطقة عازلة بين سيناء وغزة في فلسطين.
أخبار ذات صلة

تضرب حكومة الوحدة الوطنية الليبية شبكات التهريب بطائرات مسيرة تركية في رسالة إلى المنافسين

الاتحاد الأوروبي يُطالب بوقف التمويل إلى ليبيا بعد اكتشاف مقابر جماعية "مروعة"

هدى عبد المنعم: محامية حقوقية مصرية وثورية تواجه موتًا بطيئًا في السجن
