بريطانيا تقترب من الفوز بكأس أمريكا بعد 60 عاماً

عاد يخت بريطاني إلى نهائيات كأس أمريكا للمرة الأولى منذ ستين عاماً، وأصبحت الدولة الجزيرة الغارقة في التراث البحري على بعد خطوة واحدة من إنهاء أطول فترة انتظار في الرياضة الدولية.

أطاحت "إينيوس بريتانيا" بسفينة "لونا روسا برادا بيريللي" الإيطالية يوم الجمعة بفوزها في سباق القوارب لتنتزع لقب بطولة كأس أمريكا 7-4. وقد منحهم ذلك موعداً مع حامل اللقب نيوزيلندا.

وقال الربان بن أينسلي للبحارة الذين صرخوا فرحاً وهم يعبرون خط النهاية على مرمى البصر من شاطئ برشلونة: "بقي واحد يا شباب!".

على الرغم من امتلاك بريطانيا لأكبر عدد من الميداليات الأولمبية في رياضة الإبحار الشراعي وتقاليدها البحرية العريقة، إلا أنها لم تفز قط بأكبر جائزة في هذه الرياضة - وهو انتظار يعود إلى 173 عاماً.

"وقال آينسلي، الحائز على أربع ميداليات ذهبية أولمبية: "إنها لحظة كبيرة للإبحار الشراعي البريطاني، هذا أمر مؤكد. "ونحن لا نتوهم بشأن مدى صعوبة المعركة التي ستكون ضد نيوزيلندا للفوز بكأس أمريكا، ولكن مر وقت طويل (منذ) أن وصلنا إلى هذا الحد."

في المرة الأخيرة التي تسابق فيها قارب بريطاني في نهائي كأس أمريكا في عام 1964 كان المنتخب الإنجليزي لكرة القدم على بعد عامين من الفوز بكأس العالم وكانت فرقة البيتلز هي الأكثر شهرة.

أحرزت بريتانيا نقطة الفوز بعد سباق سريع لا مثيل له حيث أنهت السباق بفارق 17 ثانية عن لونا روسا. فازت بريتانيا بكأس لويس فويتون لكونها الأفضل من بين خمسة متنافسين.

أمام الفريق البريطاني الآن أسبوع للاستعداد لمواجهة فريق الإمارات النيوزيلندي في سلسلة سباقات كأس أمريكا التي تبدأ في 12 أكتوبر/تشرين الأول.

"إنه يوم عظيم لفريقنا. لا يمكنني أن أقول كم أنا فخور بالجميع على المياه وعلى الشاطئ وفي المملكة المتحدة." وأضاف: "هناك الكثير من الضغوطات على هذه المنظمات، وكمية هائلة من الاستثمار والوقت والمال، ولذلك تريد أن تجعلها ذات قيمة."

قام أينسلي وطاقمه برفع كأس المتنافسين على متن زورق آينسلي بعد أن تم تسليمه على متن زورق آلي من قبل اثنين من المضيفين يرتديان قفازات بيضاء قاما بإزالته من حقيبة لويس فيتون. بعد ذلك صعد الملياردير جيم راتكليف، المالك الجزئي لمانشستر يونايتد، على متن القارب للاحتفال برش الشمبانيا.

تطارد بريطانيا كأس أمريكا منذ أن فازت السفينة الشراعية أمريكا بالنسخة الأولى من السباق في عام 1851 عندما تفوقت على سرب اليخوت الملكية في دورة حول جزيرة وايت، بحضور الملكة فيكتوريا نفسها. وهذه هي المرة الثالثة والعشرين التي تنافس فيها على الكأس، أكثر من أي دولة أخرى.

وهي الآن أقرب ما يكون للفوز بالكأس منذ ستين عاماً.

سيواجه منتخب نيوزيلندا الذي فاز بالنسختين الماضيتين في 2017 و2021. وباعتبارهم حامل اللقب في هذه المسابقة التي يتنافس فيها الفائزون على كل شيء، فإن النيوزيلنديين هم من يختارون قواعد ومواقع سباقات القوارب، لذا من الناحية النظرية يجب أن يكون لديهم ميزة يجب على البريطانيين التغلب عليها.

"أحضروا الكيويون!" قال مساعد أينسلي ديلان فليتشر.

البريطانيون يتحولون من تهديد خارجي إلى تهديد رئيسي.

سيكون البريطانيون في صفهم خبرة السباق الحقيقية خلال الأسابيع الأخيرة. فقد تحولوا من تهديد خارجي إلى أسرع سفينة في أسطول المنافسين. قبل بدء السباق، قال قائد نيوزيلندا غرانت دالتون إنه يضع كلاً من لونا روسا وأمريكان ماجيك في مرتبة أعلى من بريتانيا، لكنه حذر من أن البريطانيين قد يحققون مفاجأة.

وقد فعلوا ذلك، حيث قدموا سلسلة نهائيات لويس فويتون خالية من العيوب تقريباً، بينما تضررت حظوظ لونا روسا بسبب مشاكل هيكلية في يختهم ذي الهيكل الفضي. حقق فريق بريتانيا، الذي ساعدته الشراكة مع فريق مرسيدس للفورمولا 1، ثلاثة انتصارات متتالية بعد أن كانت السلسلة متعادلة 4-4.

"قال قائد دفة لونا روسا جيمي سبيثيل: "أعتقد أن البريطانيين تفوقوا على بقية المنافسين، فمنذ البداية وحتى الآن حققوا أكبر تقدم. "لقد ألقينا بكل شيء عليهم. البريطانيون يبلغون ذروتهم في الوقت المناسب."

ثأر البريطانيون بفوزهم على الإيطاليين لخسارتهم 7-1 أمام لونا روسا في نفس المرحلة من حدث 2021 في أوكلاند.

وُلدت كأس أمريكا قبل نحو أربعة عقود من الألعاب الأولمبية الحديثة، وتعتبر أقدم كأس رياضية دولية في العالم.

لم تفز بالكأس سوى أربع دول فقط. بعد الألقاب الثلاثين التي أحرزتها القوارب الأمريكية، فازت نيوزيلندا بالكأس ثلاث مرات، وسويسرا مرتين وأستراليا مرة واحدة.