نقل الجثث في سوريا محاولة لإخفاء الجرائم
كشفت تحقيقات جديدة عن نقل حكومة الأسد لآلاف الجثث من مقبرة جماعية إلى موقع سري في الصحراء، في محاولة لإخفاء أدلة عمليات القتل. اقرأ كيف تسعى الحكومة لتغيير صورتها بعد سنوات من الصراع الدموي.

أمضت حكومة بشار الأسد الطاغية عامين في نقل آلاف الجثث من مقبرة جماعية بارزة إلى موقع سري في الصحراء السورية الجنوبية.
وكشف تحقيق جديد أن الرئيس السابق الذي أطيح به في ديسمبر/كانون الأول 2024، أمر الجيش بحفر المقبرة الجماعية في القطيفة وإنشاء مقبرة جماعية ثانية ضخمة في الصحراء خارج بلدة الضمير.
وتم الحديث إلى 13 شخصًا على دراية مباشرة بالعملية بالإضافة إلى مراجعة الوثائق التي قدمها المسؤولون المعنيون، وتحليل مئات الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية للمقبرتين على مدار عدة سنوات.
شاهد ايضاً: مستوطنون إسرائيليون يطلقون النار على فلسطينيين ويشعلون السيارات في أحدث اعتداءات الضفة الغربية
يسلط التقرير الجديد الضوء على حجم محاولة الحكومة السابقة لسحق المعارضة مع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية في عام 2011.
وقد أدى الصراع، الذي أشعل شرارته رد حكومة الأسد العنيف على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، إلى استشهاد أكثر من 500,000 شخص ونزوح الملايين داخلياً وخارجياً.
استمرت "عملية تحريك الأرض"، كما سُميت عملية نقل القبور، من عام 2019 حتى عام 2021.
وقال شهود عيان إن العملية كانت تهدف إلى التغطية على الأدلة على عمليات القتل التي قام بها الأسد من أجل تحسين صورة حكومته.
مع وجود ما لا يقل عن 34 خندقًا بطول 2 كم، تعد المقبرة في صحراء الضمير التي لم تكشف مصادر عن موقعها بالضبط من بين أكبر المقابر التي تم إنشاؤها خلال الحرب الأهلية السورية ويمكن أن تحتوي على عشرات الآلاف من الجثث.
وقد كشفت وسائل الإعلام المحلية عن وجود مقبرة القطيفة في عام 2014، في حين أعطت شهادات المحكمة والتحقيقات الإضافية معلومات أكثر دقة.
ووفقًا لمصادر، بدأت الحكومة بدفن الموتى في القطيفة حوالي عام 2012، ثم لمدة أربع ليالٍ كل أسبوع تقريبًا من فبراير 2019 إلى أبريل 2021، كانت ست إلى ثماني شاحنات مليئة بالتراب والرفات البشرية تنتقل من القطيفة إلى موقع الضمير الصحراوي.
وقال ضابط سابق في الحرس الجمهوري إن الخطة جاءت في أواخر عام 2018. في ذلك الوقت، بدت الحكومة وكأنها على وشك الانتصار في الحرب الأهلية، بعد أن حشدت روسيا لدعم حملتها العسكرية ضد قوات المعارضة.
وكان الأسد يأمل في أن يتمكنوا من إعادة بناء العلاقات مع المجتمع الدولي بعد هزيمة فصائل الثوار، بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
قال سائقا الشاحنة والضابط إن القادة العسكريين أخبروهم أن الهدف من عملية النقل هو إخلاء مقبرة القطيفة الجماعية وإخفاء الأدلة على عمليات القتل الجماعي.
وتعتقد جماعات حقوقية سورية أن أكثر من 160 ألف شخص اختفوا في سجون الأسد ودفنوا في مقابر جماعية.
أخبار ذات صلة

لا، إصابة طفل في غزة بالشلل الدماغي لا يعني أن المجاعة الإسرائيلية "كذبة"

سويسرا قد تحقق في مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة

ترامب يقول إنه يريد اتفاقًا مع إيران. هل سيفعل ما يلزم؟
