نزاع قانوني حول دفن الرئيس الزامبي لونغو

نجحت الحكومة الزامبية في الحصول على أمر قضائي بوقف مراسم الدفن الخاص للرئيس السابق إدغار لونغو في جنوب أفريقيا يوم الأربعاء بعد أن رفعت قضية في اللحظة الأخيرة تم الاستماع إليها في يوم الجنازة.

وقد أجبرت القضية أفراد عائلة لونغو على تأجيل ظهورهم في مراسم الدفن والحضور بدلاً من ذلك في جلسة استماع في قاعة المحكمة في عاصمة جنوب أفريقيا مرتدين ملابس الجنازة السوداء.

وقضت المحكمة العليا في بريتوريا بأن الطرفين اتفقا بعد مشاورات على عدم دفن لونغو حتى يتم البت في القضية المتعلقة بمكان إقامة جنازته. وحدد القاضي يوم 4 أغسطس/آب موعدًا لجلسة استماع أخرى.

وكان الطعن القانوني الذي قدمته الحكومة الزامبية ضد دفن لونغو في جنوب أفريقيا هو أحدث تطور في النزاع المستمر منذ شهر تقريبًا مع عائلة لونغو حول تفاصيل جنازته ومكان دفنه الأخير.

وتريد الحكومة الزامبية أن تُقام جنازة رسمية للونغو في وطنه, وهو أمر رفضت عائلة لونغو السماح به بسبب خلافه السياسي المرير مع الرئيس الزامبي الحالي هاكايندي هيتشيليما.

توفي لونغو، الذي كان زعيم زامبيا في الفترة من 2015 إلى 2021، بسبب مرض لم يُكشف عنه في أحد مستشفيات جنوب أفريقيا في 5 يونيو عن عمر يناهز 68 عامًا.

أُلغيت جنازة رسمية له في زامبيا مرتين بسبب خلافات حول التفاصيل. وقالت أسرته ومحاموه إنه ترك تعليمات محددة بألا يحضر هيتشيليما جنازته، بينما قالت الحكومة الزامبية إن هيتشيليما كان من المقرر أن يترأس الجنازة الرسمية.

قدم المدعي العام في زامبيا موليلو كابيشا أوراقًا في محكمة جنوب أفريقيا يوم الثلاثاء طالبًا إصدار أمر قضائي عاجل لوقف جنازة الأربعاء، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة الوطنية الزامبية ZNBC. وطالبت أوراق المحكمة بأن يتم دفن الرئيس السابق في زامبيا مع التكريم العسكري الكامل، كما ينص القانون الزامبي وبما يتماشى مع المصلحة العامة، حسبما ذكرت قناة ZNBC.

وقالت حكومة زامبيا إنها أعدت بالفعل قبراً للونغو في المقبرة التي يُدفن فيها جميع الرؤساء تقليدياً. وأضافت أن أي رغبات شخصية يجب أن تفسح المجال للمصلحة الوطنية.

وكانت عائلة لونغو قد قررت عدم إعادة جثمانه إلى وطنه ورتبت مراسم الجنازة الخاصة بها ودفنه في مكان خاص. سافر كبار أعضاء حزب لونغو السياسي إلى جنوب أفريقيا لحضور الجنازة.

بدأت جلسة الاستماع في بريتوريا قبل حوالي ساعة من بدء مراسم جنازة لونغو. وصل المشيعون لحضور القداس في كنيسة في جوهانسبرج على بعد حوالي 60 كيلومترًا (37 ميلًا) أثناء النظر في القضية.

أقيمت مراسم التأبين في وقت لاحق، لكن أمر المحكمة منع الأسرة من دفن الرئيس السابق قبل صدور حكم نهائي.

وقال كابيشا بعد جلسة المحكمة إن الحكومة تأمل في التوصل إلى اتفاق لإعادة جثمان لونغو هذا الأسبوع. وقال: "إنه ليس لاجئًا".

كان للونغو وهيتشيليما تاريخ طويل من العداء السياسي في الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا.

فقد هزم لونغو هيتشيليما في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وسجنت حكومته هيتشيليما لمدة أربعة أشهر في عام 2017 بتهمة الخيانة لأن موكبه لم يفسح الطريق لموكب الرئيس على أحد الطرقات. وقد قوبلت خطوة سجن هيتشيليما بانتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي، وتم إطلاق سراح هيتشيليما وإسقاط التهم الموجهة إليه.

هُزم هيتشيليما أمام لونغو في انتخابات 2021. في العام الماضي، اتهم لونغو حكومة هيتشيليما باستخدام الشرطة لتقييد تحركاته ووضعه فعليًا تحت الإقامة الجبرية. كما اتهم لونغو الحكومة أيضًا بالتدخل في قضية في المحكمة تمنعه من الترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية العام المقبل ضد هيتشيليما.

ونفت الحكومة هذه الاتهامات.