الولايات المتحدة تضغط على أوكرانيا لإلغاء قرارها في الأمم المتحدة الذي يطالب بانسحاب القوات الروسية

قال مسؤول أمريكي ودبلوماسي أوروبي يوم الأحد إن الولايات المتحدة ضغطت على أوكرانيا لسحب قرار الأمم المتحدة المدعوم أوروبيًا والذي يطالب بانسحاب فوري للقوات الروسية من أوكرانيا لصالح اقتراح أمريكي لا يذكر غزو موسكو.

وقال دبلوماسيان أوروبيان إن أوكرانيا رفضت سحب مشروع قرارها، وستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة عليه يوم الاثنين الذي يوافق الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن المتوقع أن تصوت الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة بعد ذلك على مشروع القرار الأمريكي، وفقًا للدبلوماسيين والمسؤول الأمريكي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأن المفاوضات الخاصة لا تزال جارية.

وتسعى إدارة ترامب أيضًا إلى إجراء تصويت على اقتراحها في مجلس الأمن الدولي الأكثر قوة. وسيجتمع المجلس المكون من 15 دولة بعد ظهر يوم الاثنين بشأن أوكرانيا، وحدد في وقت متأخر من يوم الأحد موعدًا للتصويت بعد ذلك مباشرة، لكن الدبلوماسيين الأوروبيين قالوا إنه قد يتم تأجيله إلى يوم الثلاثاء بناءً على طلب روسيا.

يسلط القراران المتنازعان - الأول منذ الغزو - الضوء على التوتر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا والدول الأوروبية في الأسابيع الخمسة التي تلت تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه وفتحه محادثات مع روسيا بعد سنوات من العزلة في محاولة لإنهاء الحرب. شعر القادة الأوروبيون بالاستياء من استبعادهم وأوكرانيا من المفاوضات التمهيدية بين الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع الماضي.

وقد أصبحت الجمعية العامة أهم هيئة تابعة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا لأن مجلس الأمن، المكلف بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين، قد أصيب بالشلل بسبب استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو).

لا يوجد حق النقض في الجمعية العامة، وتتم مراقبة أصواتها عن كثب كمقياس للرأي العام العالمي. ومع ذلك، فإن قراراتها ليست ملزمة قانونًا، على عكس القرارات التي يتبناها مجلس الأمن.

ومنذ أن عبرت القوات الروسية الحدود الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، تبنت الجمعية العامة ستة قرارات تدين الحرب وتطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية.

وقد أظهرت أصوات الجمعية العامة معارضة عالمية قوية للصراع الروسي، وستتم مراقبة التصويت على القرارات المتنافسة يوم الاثنين عن كثب لمعرفة ما إذا كان هذا الدعم قد تضاءل - ولتقييم الدعم لجهود ترامب لوضع نهاية سريعة للحرب.

وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إنه كان هناك ضغط مكثف ولوي ذراع بشأن القرارين المتنافسين. وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة تحاول إقناع أوكرانيا والأوروبيين بالتراجع عن مشروعهم. يأتي ذلك في الوقت الذي يخطط فيه ترامب لاستضافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين في واشنطن.

وتعتقد الولايات المتحدة أن "هذه هي اللحظة المناسبة للالتزام بإنهاء الحرب. هذه هي فرصتنا لبناء زخم حقيقي نحو السلام"، كما قال وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان في وقت متأخر من يوم الجمعة.

وقال إنه "في حين أن التحديات قد تنشأ، فإن هدف السلام الدائم لا يزال قابلاً للتحقيق" وأن القرار "يؤكد أن هذا الصراع مروع، وأن الأمم المتحدة يمكن أن تساعد في إنهائه، وأن السلام ممكن".

ويشير القرار الخاص بأوكرانيا، الذي شارك في تقديمه الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، إلى "الغزو الشامل لأوكرانيا من قبل الاتحاد الروسي" ويشير إلى ضرورة تنفيذ جميع قرارات الجمعية العامة السابقة "التي تم تبنيها ردًا على العدوان على أوكرانيا".

ويخص بالذكر مطالبة الجمعية العامة بأن تقوم روسيا "بسحب جميع قواتها العسكرية فوراً وبشكل كامل وغير مشروط من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دولياً" ومطالبتها بالوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية.

وتدعو إلى "وقف التصعيد والوقف المبكر للأعمال العدائية والتوصل إلى حل سلمي للحرب ضد أوكرانيا."

ويقر مشروع القرار الأمريكي المقتضب للغاية بـ"الخسائر المأساوية في الأرواح في جميع أنحاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا" و"يناشد بإنهاء سريع للنزاع ويحث كذلك على تحقيق سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا". ولا يذكر مشروع القرار أبدًا غزو موسكو.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، للصحفيين الأسبوع الماضي إن القرار الأمريكي "خطوة جيدة".

كما اقترحت روسيا تعديلاً يسعى إلى إضافة عبارة "بما في ذلك معالجة أسبابه الجذرية" بحيث يصبح السطر الأخير من القرار الأمريكي "يناشد بإنهاء سريع للصراع، ويحث كذلك على تحقيق سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا".