إضراب الغنوشي عن الطعام دفاعًا عن الحريات

بدأ المعارض التونسي المسجون راشد الغنوشي (84 عامًا) إضرابًا عن الطعام، حسبما قال محاموه يوم السبت، لينضم بذلك إلى سياسيين بارزين آخرين معتقلين احتجاجًا على ما وصفوه بـ"سجنهم الجائر".

ويقبع جزء كبير من المعارضة التونسية الآن خلف القضبان، وقد اتهمت عدة أحزاب الرئيس قيس سعيد بتحويل البلاد إلى "سجن مفتوح" مع استخدام القضاء لترسيخ حكمه.

ويأتي احتجاج الغنوشي في أعقاب احتجاج السياسي المعارض جوهر بن مبارك الذي بدأ إضرابًا عن الطعام الأسبوع الماضي، وعصام الشابي زعيم الحزب الجمهوري الذي بدأ إضرابه يوم الجمعة للمطالبة بالإفراج عنه.

في أبريل/نيسان، حُكم على بن مبارك بالسجن 18 عامًا خلف القضبان بتهمة "التآمر على أمن الدولة" و"الانتماء إلى جماعة إرهابية" في محاكمة جماعية انتقدتها جماعات حقوق الإنسان.

وقال الغنوشي، زعيم حزب النهضة والمعارض الشرس لسعيد، إن إضرابه عن الطعام يهدف إلى دعم بن مبارك، ولكن أيضًا "للدفاع عن الحريات في البلاد".

الغنوشي رهن الاحتجاز منذ عام 2023. وقد حُكم عليه بالسجن 37 عامًا في عدة قضايا، بما في ذلك تهم التمويل الأجنبي غير المشروع والتآمر على الدولة.

وقد رفض حضور جلسات المحكمة، مدعياً أن القضاة يتصرفون بتوجيهات من سعيد.

ويقول المحامون والأسرة والجماعات الحقوقية إن صحة بن مبارك تدهورت بشكل حاد، وهو يرفض العلاج ويواجه خطر الموت.

ونفت مصلحة السجون التونسية أن تكون حالة السجينين قد تدهورت بسبب إضرابهما عن الطعام، مشيرة إلى أن الفحوصات الطبية أظهرت أن صحتهما "طبيعية ومستقرة"، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.

وفي وقت سابق من هذا العام، حكمت المحاكم على العديد من قادة المعارضة من بينهم بن مبارك والشابي بالسجن لمدد تتراوح بين خمس سنوات و 66 سنة بتهمة "التآمر على أمن الدولة".

وتقول الجماعات الحقوقية إن هذه القضايا ذات دوافع سياسية وتهدف إلى إسكات منتقدي الحكومة.