إيداع في قضية ترامب يكشف انقسامًا ملحوظًا مع بينس بشأن رفض الهزيمة في انتخابات 2020

• قبل أيام من قيام مثيري الشغب بالتجول في أروقة مبنى الكابيتول الأمريكي مهددين بـ "شنق مايك بنس"، قال دونالد ترامب لنائبه إن الناس "سيكرهونك بشدة" و"يعتقدون أنك غبي" إذا فشل في وقف التصديق على انتخابات 2020.

لم يكن تحذير يوم رأس السنة الجديدة المرة الأولى التي يضغط فيها ترامب على بنس لإلغاء نتائج الانتخابات. كما أنها لم تكن الأخيرة. ففي ما أصبح يُعرف باسم "عملية بنس كارد"، أمضى ترامب أسابيع يضغط علنًا وسريًا على نائبه لمساعدته على البقاء في السلطة بعد خسارته.

"أنت صادق للغاية"، هكذا وبّخ ترامب نائبه في تلك المكالمة الصباحية في الأول من يناير.

وبعد أن أنهيا المكالمة، غرّد الرئيس على تويتر لتذكير أتباعه بالحضور إلى واشنطن لحضور "التجمع الاحتجاجي الكبير" الذي لم يتبق سوى أيام قليلة - وهو ما سيصبح تمرد 6 يناير 2021 في مبنى الكابيتول.

تُظهر المداولات المتبادلة بين الرئيس ونائبه، والتي تم تفصيلها في ملف المستشار الخاص جاك سميث في المحكمة هذا الأسبوع، مدى الجهد الاستثنائي الذي بذله ترامب لإلغاء انتخابات 2020، حتى وهو يضع الأساس للطعن في انتخابات هذا العام، إذا خسر.

لم يعد بنس يقف إلى جانب ترامب، وقد رفض تأييد مسعى المرشح الجمهوري للعودة إلى البيت الأبيض. لا يزال ترامب ونائبه الجديد في منصب نائب الرئيس، جي دي فانس، يرفضون قبول نتائج انتخابات 2020 التي أوصلت الرئاسة إلى جو بايدن.

في لحظة محورية خلال المناظرة التي جرت هذا الأسبوع بين فانس والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز هذا الأسبوع، رفض فانس أن يقول ما إذا كان يقبل بنتائج الانتخابات الأخيرة. وفي رد صارخ، قال فالز: "لهذا السبب لا يوجد مايك بنس على هذه المنصة".

ويروي جزء كبير من ملف المستشار الخاص الأشهر المضطربة التي أعقبت انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، عندما وجّه ترامب - المحاط بحلفائه بمن فيهم ستيف بانون، مدير حملته السابق الذي تحول إلى مقدم برامج إذاعية، والذي يقبع الآن في السجن بعد إدانته بتهمة ازدراء الكونغرس - فريقه للقتال من أجل إبقائه في منصبه. وقد وصف الرئيس السابق، المتهم بتهم جنائية في التآمر لإلغاء انتخابات 2020، الإيداع الجديد بأنه "تدخل في الانتخابات" وسعى إلى رفض القضية.

وفي اليوم التالي للانتخابات، طلب ترامب من بنس أن "يدرس" مزاعم تزوير الانتخابات في الولايات التي فازا فيها سابقًا، عندما ترشحا معًا لأول مرة في عام 2016.

ويتذكر بنس مكالمتهما الهاتفية في 4 نوفمبر: "لقد كان الأمر مجرد إلقاء نظرة على كل ذلك، وأعلمني برأيك". "لكنه أخبرني أن الحملة ستقاتل، وأنها ستذهب إلى المحكمة وتقدم الطعون."

في نهاية ذلك الأسبوع، وبينما كانت التوقعات تشير إلى فوز بايدن، حاول بنس "تشجيع" ترامب "كصديق" على النظر في كل ما أنجزه.

قال بنس لترامب في 7 نوفمبر: "لقد أخذت حزبًا يحتضر ومنحته فرصة جديدة للحياة".

ومع مرور الأيام، كان فريق الحملة الانتخابية يقدم لترامب ما وصفه بنس بأنه "تقرير رصين ومتشائم إلى حد ما" عن حالة التحديات الانتخابية التي يخوضونها.

وجاء في ملف المحكمة: "حاول بنس تدريجيًا وبلطف إقناع المدعى عليه بقبول النتائج القانونية للانتخابات، حتى لو كان ذلك يعني خسارتهم".

وقال بنس لمنافسه المهزوم في 12 نوفمبر: "لا تتنازل ولكن اعترف بأن العملية انتهت".

وبعد أربعة أيام في غداء خاص، شجع بنس الرئيس على قبول النتائج والترشح مرة أخرى بعد أربع سنوات. وردّ ترامب قائلاً: "لا أعرف، عام 2024 بعيد جدًا"، وفقًا للإيداع.

بحلول أوائل ديسمبر/كانون الأول كان هناك تحول. كان ترامب قد بدأ يفكر في دور الكونغرس في العملية الانتخابية.

وجاء في الإيداع، نقلاً عن مكالمة هاتفية جرت في 5 ديسمبر/كانون الأول: "للمرة الأولى، ذكر لبنس إمكانية الطعن في نتائج الانتخابات في مجلس النواب".

كانت هذه بداية حملة علنية وخاصة مكثفة، مدبرة من قبل ترامب، والتي من شأنها أن تؤثر في الأسابيع المقبلة على بنس، وتثير في نهاية المطاف القلق على سلامته الشخصية. بعض التفاصيل موصوفة في كتاب بنس نفسه "ليساعدني الله".

لقد وضع ترامب وفريق المحامين الخارجيين التابعين له، برئاسة رودي جولياني، "خطة جديدة" بعد أن فشلت جميع تحدياتهم القانونية. وقد ركزوا على سبع ولايات خسرها ترامب، مسترشدين باقتراح من أستاذ القانون جون إيستمان لإنشاء قوائم بديلة من الناخبين الذين سيزعمون أن الرئيس المهزوم قد فاز في الواقع.

وحوّلوا انتباههم إلى بنس.

وزعموا زورًا أن بنس، بصفته الوزارية كرئيس لمجلس الشيوخ، يمكنه أن يقرر في 6 يناير/كانون الثاني أي قائمتين من الناخبين سيختارون، أو أن يعيدهما معًا إلى الولايات لإعادة النظر فيهما، حسبما قال المدعون العامون.

وكتب المدعي العام: "لقد كذبوا على بنس، وأخبروه بوجود احتيال كبير في الحملة وأخفوا تدبيرهم للخطة". "وكذبا على الجمهور، وادعيا زورًا أن بنس كان لديه السلطة أثناء إجراءات التصديق لرفض الأصوات الانتخابية."

ووصف أعضاء من طاقم حملة ترامب الخطة بـ"المجنونة" وأشاروا بازدراء إلى القائمين على تنظيمها بأنهم شخصيات من "شريط حرب النجوم".

وجاء في الإيداع أن ترامب أخبر بنس بخططه لتنظيم تجمع حاشد في 6 كانون الثاني/يناير وأعرب عن اعتقاده بأنه سيكون "يومًا عظيمًا".

وبينما كانا يتناولان الغداء معًا بعد يومين، في 21 ديسمبر، شجع بنس ترامب مرة أخرى على عدم النظر إلى الانتخابات على أنها خسارة بل "مجرد استراحة".

وأخبر بنس الرئيس أنه في حال استمروا في الخسارة "بعد أن استنفدنا كل الإجراءات القانونية في المحاكم والكونغرس"، فعلى ترامب أن "ينحني".

لكن ترامب لم يلين. في 23 ديسمبر، أعاد ترامب نشر تغريدة "عملية بطاقة بنس"، وبدأ "بالضغط المباشر والمتكرر على بنس"، كما قال المدعون العامون، وواصل "استدعاء" أنصاره للاحتشاد في واشنطن.

وفي يوم عيد الميلاد، عندما اتصل بنس بالرئيس ليتمنى له عيد ميلاد مجيد، أخبره ترامب أنه يملك السلطة التقديرية بشأن التصديق أثناء رئاسته للكونغرس.

وقال بنس: "أنت تعلم أنني لا أعتقد أنني أملك السلطة لتغيير النتيجة".

مع اقتراب يوم 6 يناير/كانون الثاني، كانت الأيام تزداد يأسًا بالنسبة لترامب. فقد انتقد الرئيس نائبه بشدة خلال المكالمة الهاتفية التي جرت صباح العام الجديد. وفي اليوم التالي، طلب من وزير خارجية جورجيا "العثور على 11,780 صوتًا" يمكن أن تثبت فوزه في الانتخابات في تلك الولاية. وأخبر بنس في وقت لاحق أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ سيسعى للحصول على تأجيل التصديق لمدة 10 أيام خلال الإجراءات. وقال ترامب لبنس: "يمكنك اتخاذ القرار".

قام بنس بتدوين خمس صفحات من الملاحظات المتزامنة خلال اجتماع في البيت الأبيض عندما وجه ترامب فريقه لوضع الخطوط العريضة لخطة بنس وقال: "عندما يكون هناك تزوير، تتغير القواعد".

قال لهم بنس: "لا أرى أن هذه الحجة تنجح".

وكتب المدعي العام: "لم يرتدع المتآمرون"، وواصل ترامب الضغط على بنس علنًا.

وقال ترامب في تجمع حاشد في جورجيا: "آمل أن يأتي مايك بنس من أجلنا".

وفي اجتماع خاص في المكتب البيضاوي في 5 كانون الثاني/يناير، قال الرئيس المهزوم لنائبه مرة أخرى: "أعتقد أن لديك القدرة على إلغاء التصديق".

وعندما لم يتأثر بنس، هدد ترامب بانتقاده علنًا: "سوف أضطر إلى القول بأنك أسأتَ كثيرًا".

وكتب المدعي العام أن هذا الأمر أقلق بنس، وتم تنبيه جهاز الخدمة السرية لنائب الرئيس.

واتصل ترامب ببنس في وقت لاحق من ذلك المساء، مع محاميه، ليثير مرة أخرى مسألة إعادة الناخبين إلى الولايات. واتصل ترامب ببنس مرة أخرى في وقت متأخر من تلك الليلة: "عليك أن تكون صارمًا غدًا".

وفي صباح اليوم التالي، 6 يناير، قبل أن يعتلي ترامب منصة التجمع، أجرى مكالمة أخرى مع بنس.

وكتب المدعي العام أنه عندما رفض بنس الطلب مرة أخرى، غضب ترامب.

وأعاد ترامب إدراج تصريحات تستهدف بنس في خطابه. وأرسل ترامب حشدًا من المؤيدين الغاضبين إلى مبنى الكابيتول.