ترامب والقضية الانتخابية الفيدرالية ضده: أبرز النقاط من أحدث ملف قضائي للمدعين العامين

دونالد ترامب "وضع الأساس لجرائمه" قبل وقت طويل من يوم الانتخابات في عام 2020. وقال "التفاصيل لا تهم" عندما قيل له إن مزاعم التزوير في الانتخابات ستفشل في المحكمة. ورده على معرفته بأن نائب الرئيس آنذاك مايك بنس قد نُقل إلى مكان آمن أثناء اقتحام مثيري الشغب لمبنى الكابيتول؟

"وماذا في ذلك؟

وفقًا لما ورد في ملف المحكمة المكون من 165 صفحة من فريق المستشار الخاص جاك سميث الذي يرسم صورة لرئيس يائس جدًا للتشبث بالسلطة لدرجة أنه "لجأ إلى ارتكاب جرائم" بعد خسارته في انتخابات 2020 أمام الديمقراطي جو بايدن.

يقدم الإيداع الذي تم الكشف عنه يوم الأربعاء لمحة عن الأدلة والشهادات التي يخطط المدعون العامون لتقديمها إذا وصلت القضية التي تتهم ترامب بمخطط غير قانوني لإلغاء انتخابات 2020 إلى المحاكمة.

وقد أكد المرشح الجمهوري للرئاسة أنه لم يفعل شيئًا غير قانوني ووصف القضية بأنها محاولة للإضرار بمحاولته لاستعادة البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني. سيحصل محامو ترامب الذين دفعوا لرفض القضية الآن على فرصة للرد في المحكمة على ادعاءات المدعين العامين.

يقول المدّعون العامون إن ترامب وضع الأساس لمخططه في وقت مبكر

يزعم المدعون العامون أن ترامب بدأ في وضع الأساس لمخططه غير القانوني قبل يوم الانتخابات بوقت طويل، رافضًا القول في الأشهر التي سبقت الانتخابات ما إذا كان سيقبل النتائج، ومشيرًا إلى أنه لن يخسر إلا إذا كان هناك تزوير.

وقبل ثلاثة أيام من الانتخابات، أخبر مستشار سياسي لترامب مجموعة من مؤيديه أن الرئيس آنذاك "سيعلن نفسه فائزًا" بغض النظر عن النتيجة، وفقًا للمدعين العامين.

وقال المستشار: "سيقول انه الفائز، ولكن لا يعني انه سيكون الفائز".

وقال المدعون العامون إن ترامب "فعل ذلك بالضبط" بعد الانتخابات مباشرة. ثم، في الأيام التالية للانتخابات، سعى حلفاء ترامب "لخلق فوضى" في مراكز الاقتراع حيث كانت الأصوات لا تزال قيد الفرز، كما يزعم فريق سميث.

وعندما تم إبلاغ أحد موظفي الحملة الانتخابية عن مجموعة من الأصوات في ديترويت التي بدت وكأنها تصب بشكل كبير لصالح الرئيس جو بايدن، أخبر الموظف أحد زملائه "أن يجد سببًا" غير صحيح و"أن يعطيني خيارات لرفع دعوى قضائية".

وعندما اقترح الزميل أنه ستكون هناك اضطرابات، رد موظف الحملة: "اجعلهم يثيرون الشغب" و"افعلها!!!" وفقًا للإيداع.

قال ترامب لأحد مستشاريه: التفاصيل لا تهم

يحاول المدعون العامون إظهار أن ترامب كان يعلم أن مزاعم التزوير في الانتخابات كانت زائفة لأن الكثيرين في دائرته أخبروه أنه لم يكن هناك تزوير وأنه خسر الانتخابات بالفعل. ويقول المدعون إن ترامب تجاهل تلك التأكيدات مثلما تجاهل "عشرات القرارات القضائية التي رفضت بالإجماع ادعاءاته القانونية هو وحلفائه".

في إحدى اللحظات الرئيسية المفصلة في الإيداع، يقول المدعون العامون إن المحامي الذي مثّل ترامب خلال محاكمته الأولى في قضية العزل أخبر ترامب أن مزاعمه بالتزوير في الانتخابات لن تصمد في المحكمة. وردّ ترامب: "التفاصيل لا تهم"، وفقًا للمدعين العامين.

يقول المدعون العامون إنهم سيقدمون أدلة تُظهر أن ترامب وحلفاءه "اختلقوا أرقامًا" حول تزوير الانتخابات، ويوضحون بالتفصيل كيف قاموا مرارًا وتكرارًا بتغيير ادعاءاتهم التي لا أساس لها من الصحة حول أعداد غير المواطنين الذين صوتوا في أريزونا.

تفاصيل ضغط ترامب المتواصل على بنس

أحد أكثر أقسام الإيداع إضاءةً في الإيداع تفاصيل حملة الضغط التي لا هوادة فيها التي مارسها ترامب وحلفاؤه ضد بنس، والتي بدأت قبل يوم الانتخابات بوقت طويل واستمرت حتى الدقائق الأخيرة من يوم 6 يناير 2021، وهو يوم التصديق على فوز الرئيس جو بايدن.

على الرغم من أن معظم تفاصيل محاولات الرئيس السابق غير المجدية لحمل نائبه على رفض أصوات بايدن الانتخابية قد تم توثيقها بشكل جيد، إلا أن موجز سميث الأخير يعطي نظرة أكثر دقة على الانهيار بين الرجلين حيث يقول المدعون العامون إن أحدهما سعى جاهدًا للتشبث بالسلطة والآخر حارب للحفاظ على إخلاصه الثابت للدستور.

وكتب المدعون العامون أنه عندما دعت المؤسسات الإخبارية، بما في ذلك وكالة أسوشيتد برس، إلى انتخاب بايدن في 7 نوفمبر، رأى بنس أنها فرصة "لتشجيع" ترامب "كصديق"، مذكراً إياه بأنه "أخذ حزباً سياسياً يحتضر ومنحه فرصة جديدة للحياة". وبعد أيام قليلة، عندما كان ترامب وحلفاؤه لا يزالون يضعون استراتيجيات للتغلب على الهزيمة، كرر بنس مرة أخرى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024 "ليست بعيدة جدًا".

وعندما رفض بنس في 28 ديسمبر دعم القضايا القانونية المختلفة التي رفعها ترامب وحلفاؤه المقربون في الكونغرس، جاء في الإيداع أن ترامب قال لنائبه إن "مئات الآلاف" من الناس سيكرهونك بشدة و سيظن الناس أنك غبي". وأضاف: "أنت صادق للغاية".

استمر ذلك لأيام، إلى أن التقى الرجلان شخصيًا للمرة الأخيرة قبل 6 يناير. وينظر المدعون العامون إلى الاجتماع الذي عُقد في المكتب البيضاوي عشية المصادقة على النتائج على أنه أحد جهود ترامب الأخيرة لتشجيع بنس سراً على إبقائه في السلطة، حيث أخبره مرة أخرى أن لديه "القدرة على إلغاء المصادقة، عندما لم يتأثر بنس، هدده المدعى عليه بانتقاده علنًا"، كما جاء في الإيداع. وقال ترامب: "سأضطر إلى القول بأنك أسأتَ إليه كثيرًا". وقد نقل بنس هذا التعليق إلى أحد أعضاء فريقه الذي اعتبره تهديدًا مباشرًا "لدرجة أنه قام بتنبيه جهاز الخدمة السرية الخاص ببنس.

وماذا في ذلك؟ قال ترامب عندما تم إخبار بنس بأنه تم نقله إلى مكان آمن

عندما بدأ مؤيدو ترامب بالهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير لوقف فرز الأصوات الانتخابية، هرع أحد مساعدي ترامب ليخبر ترامب أن بنس قد نُقل إلى مكان آمن. وكتب المدعون العامون أن المساعد كان يأمل أن "يتخذ ترامب إجراءً لضمان سلامة بنس". وبدلاً من ذلك، كان رد ترامب الوحيد هو "وماذا في ذلك"، كما يزعم المدعون العامون.

ويقول المدعون العامون إنهم سيقدمون "أدلة جنائية" من هاتف ترامب المحمول وشهادة الشهود لإظهار كيف أمضى ترامب بعد ظهر يوم 6 يناير/كانون الثاني على تويتر ومشاهدة التغطية التلفزيونية لأعمال الشغب بينما كان مساعدوه يضغطون عليه للإدلاء ببيان علني لقمع العنف.

وكتب المدعون العامون: "بدلاً من ذلك، رفض المدعى عليه مراراً وتكراراً إلى أن استسلم مستشاروه وتركوه وحيداً في غرفة الطعام".

ثم أرسل ترامب بعد ذلك وهو وحده في غرفة الطعام تغريدة يهاجم فيها بنس لعدم امتلاكه الشجاعة لفعل ما كان ينبغي فعله لحماية بلدنا ودستورنا، وإعطاء الولايات فرصة للتصديق على مجموعة صحيحة من الحقائق، وليس تلك المزورة أو غير الدقيقة التي طُلب منهم التصديق عليها سابقًا.

وقال ممثلو الادعاء إن أحد مثيري الشغب كان يحمل مكبر صوت قرأ تغريدة ترامب عن بنس على الحشد الذي كان يحاول دخول مبنى الكابيتول. وكتب المدعون العامون أنه بعد أن حث المستشارون ترامب مرة أخرى على القيام بشيء ما بشأن أعمال الشغب، أرسل تغريدة تشجع أنصاره على دعم قوات إنفاذ القانون و"البقاء سلميين".