حب غير مُكتمل بين شيرين وكيان في عالم متغير

رواية "الأشياء التي لم تُقال" لسارة جعفري هي قصة حب متقلبة عن صديقين إيرانيين بريطانيين التقيا لأول مرة في المدرسة الثانوية - شيرين بيات المتشككة والمتشائمة، وكيان رحيمي المصاب بصدمة نفسية.

كان كيان يبلغ من العمر 15 عامًا عندما سُجن شقيقه الأكبر، مهدي، ويلوم نفسه جزئيًا على ما حدث. أما شيرين فتعاني من جانبها من القلق والاكتئاب.

في المدرسة الثانوية في مدينة هال بشمال إنجلترا، تقع شيرين في حب كيان، صديقها الذكر الوحيد المقرب منها، لكنها لا تستطيع مصارحته بالأمر. يشعر كيان بالشعور نفسه تجاه شيرين؛ فهو مولع بها، لكنه يكتم الأمر.

ذهب كل من شيرين وكيان في طريق منفصل بعد المدرسة حتى بعد 10 سنوات عندما التقيا مرة أخرى بشكل غير متوقع في حفل أحد الأصدقاء في لندن. لديهما الكثير من القواسم المشتركة: لقد واجه كلاهما التمييز العنصري - فقد كانا الطالبين الوحيدين من غير البيض في مدرستهما والآن تجد شيرين نفس الوضع في العمل.

ظلت شيرين تفكر في كيان طوال فترة الانفصال التي استمرت عقدًا من الزمن. وعلى الرغم من أن شيرين ظلت على اتصال مع صديقاتها من أيام دراستها الثانوية، إلا أنه كان لديها دائمًا شعور بعدم الاكتفاء والشعور بالتشاؤم والتشكك. انفصل والداها عندما كانت في الجامعة.

تقول الكاتبة: "تعتقد شيرين أن هناك قبحًا في داخلها أحيانًا، نوعًا من الغضب المكبوت الذي تصبّه على الآخرين في عقلها".

لكن أفكارها عن كيان، ورغبتها في أن يكونا معًا مرة أخرى في يوم من الأيام، تمنحها شعورًا بالأمل والراحة.

وعندما يجتمع الاثنان مرة أخرى في لندن في حفل عيد ميلاد صديقتهما ميلي السابع والعشرين، يعاود حب شيرين لصديقها القديم الظهور من جديد. لكن ذلك يأتي متأخراً قليلاً: سلمى، التي كان يواعدها كيان الآن، موجودة أيضًا في الحفلة. حتى أن شيرين تطلب من كيان تقبيلها، لكنه لا يفعل لأنها ثملة.

يلتقي هذان الحبيبان المحتملان لقاءً أخيرًا - في حفل عشاء في نيويورك في عام 2020، حيث يعيش كيان الآن. تعترف بأنها تشعر بالكثير من الندم وأنها كانت تفكر فيه خلال فترة انفصالهما التي استمرت عقداً من الزمن.

"لماذا لم تنجح علاقتنا؟" يسأل كيان، مضيفاً أنه أراد ذلك. تجيب شيرين "أريد ذلك أيضًا..."

هل يمكن أن يكون هذا الوقت هو الوقت الذي يجتمعان فيه أخيرًا؟ أم أن هناك فجوة نشأت بينهما؟

إن الرواية مكتوبة بشكل جميل وبلغة بسيطة، حيث تجذب الكاتبة البريطانية الإيرانية المقيمة في لندن جعفري القراء القلقين باستمرار لمعرفة ما يحدث لشغف شيرين وكيان ببعضهما البعض.