انهيار الرعاية الصحية في السودان وسط الصراع
تقترب الرعاية الصحية في السودان من الانهيار، حيث يتقاسم ثلاثة أو أربعة مرضى سريرًا واحدًا. النزوح المتزايد والافتقار للأدوية يفاقمان الأزمة. الوضع الصحي خطير، والمستشفيات تعاني تحت وطأة العنف المستمر.

السودان: ثلاثة أو أربعة مرضى يتشاركون في أسّرة واحدة وسط "تدمير منهجي" للرعاية الصحية
كشفت منظمة الإغاثة الإسلامية يوم الخميس أن نظام الرعاية الصحية في السودان الذي مزقته الحرب يقترب من نقطة الانهيار حيث يتقاسم ثلاثة أو أربعة مرضى سرير واحد.
وقالت المنظمة الإغاثية إن العاملين في مجال الرعاية الصحية في شرق السودان الذين يعانون من نقص حاد وصفوا أوضاعًا مزرية، حيث يتم إبعاد المرضى أو يموتون على الأرض.
وقد شهد البلد المنكوب بالنزاع عددًا لا يحصى من الأسر النازحة التي تسعى للحصول على الرعاية، ولم تتمكن البنية التحتية الطبية المنهارة من استيعاب الطلب، حيث يفوق العنف المستمر الموارد المحدودة وثلثي المستشفيات الرئيسية خارج الخدمة.
قال الدكتور عبد الباسط الأمين محمد عبد الله، مدير مستشفى القضارف التعليمي، لمنظمة الإغاثة الإسلامية إن عدد النازحين الذين يبحثون عن العلاج يتزايد بمعدل ضعف أو ثلاثة أضعاف المعدل الذي يمكن للمستشفى إيجاد أسرة جديدة.
وقال "الوضع الصحي خطير للغاية. فالمستشفيات الموجودة تتحمل كل العبء من النزوح نتيجة الصراع.
وأضاف: "بعد عمليات النزوح الأخيرة، ازداد عدد المرضى عدة مرات". "يمكن علاج مريضين أو ثلاثة مرضى في سرير واحد، وبعضهم يعالج على الأريكة، وبعضهم نعطيهم العلاج ونسمح لهم بالذهاب إذا كان لديهم مكان للإقامة. يتوسل الناس للحصول على الوصفات الطبية."
ومضى عبد الله يقول إن هناك نقصًا حادًا في الأدوية المتاحة، بما في ذلك علاجات الطوارئ الحيوية مثل الحقن الوريدية والفحوصات المخبرية.
وتابع "لقد حدث تدمير ممنهج لجميع المرافق الصحية في جميع أنحاء السودان. وقد نزح معظم العاملين في المجال الطبي أنفسهم ودُمرت العديد من المستشفيات بالكامل، مما أدى إلى انعدام الخدمات الطبية.
"في القضارف تحمّلنا العبء الأكبر منذ بداية الحرب من نزوح الخرطوم وولاية الجزيرة، حيث نزح نصف السكان إلى القضارف بما في ذلك كبار السن والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة. إنه رقم ضخم".
وقالت منظمة الإغاثة الإسلامية إن العديد من الأطباء والطواقم الطبية فروا من البلاد، بعد أن واجهوا العنف والهجمات والبنية التحتية المدمرة والفساد.
منذ بدء القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وقع 542 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية بين أبريل 2023 وديسمبر 2024، وفقًا لتقرير صادر عن Insecurity Insight.
وذكر التقرير أنه خلال هذه الهجمات، قُتل 122 من العاملين في المجال الصحي واعتُقل 90 منهم، وتضررت المرافق الطبية بما في ذلك العيادات والمستشفيات 136 مرة، وتم الاستيلاء عليها في 51 مناسبة لأغراض غير طبية.
وقد نسبت منظمة "إنسيكيوريتي إنسايت" ما يقرب من ثلثي هذه الهجمات إلى قوات الدعم السريع.
ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان حربًا أهلية وحشية بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا قوات الدعم السريع.
وقد وقعت البلاد في أزمة إنسانية، حيث نزح 12.5 مليون سوداني من ديارهم، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
أخبار ذات صلة

تحرير أكثر من 600 أسير فلسطيني مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق غزة

إسرائيل تضغط على ترامب المتردد لتأجيل الانسحاب من لبنان، وحزب الله يزداد نفاد صبره

وقف إطلاق النار في غزة: إسرائيل خلقت كارثة كتابية للفلسطينيين، ومع ذلك خسرت الحرب
