فوضى المساعدات الإنسانية في غزة تتفاقم
انقلبت شاحنة إغاثة في غزة، مما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيًا بسبب الفوضى المدبرة في توزيع المساعدات. الحصار الإسرائيلي يزيد من معاناة المدنيين، حيث يعيش 88% منهم تحت أوامر النزوح. هل هناك أمل في تحسين الوضع؟

انقلبت شاحنة تحمل إمدادات إغاثة يوم الأربعاء في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيًا على الأقل وسط ما وُصف بفوضى توصيل المساعدات "المدبرة إسرائيليًا".
ووفقًا لوسائل إعلام محلية، فإن الجيش الإسرائيلي يجبر الشاحنات على سلوك طرق غير آمنة وغير مؤمنة كانت قد تعرضت للقصف في السابق وأصبحت غير صالحة للمرور.
وتأتي هذه الممارسة في إطار ما أسماه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بسياسة "الفوضى المدبرة" للحفاظ على انتشار المجاعة في قطاع غزة.
وقال المكتب: "هذا يكشف عن محاولات الاحتلال المتعمدة لإجبار المدنيين على التعرض للخطر والموت كجزء من هندسة الفوضى والتجويع".
وقد اتهمت إسرائيل من قبل جماعات حقوقية وخبراء بارزين في مجال حقوق الإنسان بارتكاب جريمة تجويع المدنيين منذ بداية حربها على غزة في أكتوبر 2023.
في الشهر الماضي، قال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة، وهو النظام الرائد في العالم لمراقبة الجوع في العالم، إن "السيناريو الأسوأ للمجاعة" يتكشف في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي.
ووفقًا للمكتب الإعلامي، فقد أدى الحصار إلى تفاقم ظروف توزيع المساعدات في غزة، حيث يضطر السائقون إلى السير على الطرقات التي ينتظر فيها المدنيون الحصول على المساعدات، مما يؤدي إلى مشاهد فوضوية وغير منظمة.
وقال المكتب: "هذا الأمر يؤدي إلى الاعتداء على هذه الشاحنات ومصادرة محتوياتها، في مشهد يتعمد الاحتلال الإسرائيلي خلقه".
وتحت الضغط العالمي المتزايد سمحت إسرائيل بدخول عشرات الشاحنات إلى قطاع غزة في الأيام الأخيرة. ومع ذلك، فإن معدل 80 شاحنة تدخل يومياً أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب وهو 600 شاحنة يومياً.
بالإضافة إلى ذلك، تتعرض معظم الشاحنات للنهب من قبل العصابات المدعومة من إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تم الإبلاغ عن خمس حالات وفاة بسبب سوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، حسبما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأربعاء.
وهذا يرفع حصيلة الوفيات الناجمة عن الجوع إلى 193 حالة وفاة، من بينهم 96 طفلاً.
الطرد والقصف
وفي سياق منفصل، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر طرد جديدة، حيث طلب من المدنيين في حي الزيتون بمدينة غزة التوجه فورًا نحو ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في المواصي جنوب القطاع المحاصر.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا في أواخر شهر تموز/يوليو إنه "ببساطة لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه" في قطاع غزة.
"حوالي 88 في المئة من قطاع غزة إما خاضع لأوامر النزوح أو يقع داخل المناطق العسكرية الإسرائيلية. أما نسبة الـ 12 في المئة المتبقية فهي مكتظة بالفعل وتفتقر إلى الخدمات"، كما جاء في تقريرها.
كما لم تسلم "المناطق الإنسانية" التي تصنفها إسرائيل على أنها "مناطق إنسانية" من القصف المستمر على قطاع غزة.
وعلى الرغم من اعتبار منطقة المواصي "منطقة آمنة"، إلا أن الجيش الإسرائيلي قصف المنطقة مراراً وتكراراً على مدار العام ونصف العام الماضيين. ولطالما أعلن الفلسطينيون في غزة، إلى جانب الأمم المتحدة، أنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع.
وإجمالاً، اودى الجيش الإسرائيلي بحياة أكثر من 61,150 فلسطينيًا منذ أكتوبر 2023، من بينهم 18,000 طفل على الأقل.
أخبار ذات صلة

دول الخليج ترفض أن تكون قاعدة انطلاق لأي هجمات أمريكية ضد إيران

إسرائيل تقصف مستشفى الناصر في غزة مجددًا، مما يؤدي إلى استشهاد مرضى

غزة: أسماء ووجوه الأطفال الذين استشهدوا في الهجوم الأخير لإسرائيل
