مجلس الشيوخ يؤكد تعيين زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة مع تعهد ترامب بتخفيف قواعد المناخ

صادق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون يوم الأربعاء على تعيين لي زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة، وهو دور رئيسي لمساعدة الرئيس دونالد ترامب على الوفاء بتعهده بالتراجع عن اللوائح البيئية الرئيسية، بما في ذلك تلك التي تهدف إلى إبطاء تغير المناخ وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية.

كانت نتيجة التصويت 56-42 لصالح زيلدين. وقد أيد ثلاثة ديمقراطيين - السيناتوران روبين غاليغو ومارك كيلي من أريزونا وجون فيترمان من بنسلفانيا - زيلدين، إلى جانب جميع الجمهوريين البالغ عددهم 53.

وزيلدين، وهو عضو جمهوري سابق في الكونغرس من نيويورك، حليف قديم لترامب وعمل في فريق الدفاع عن ترامب خلال أول عملية عزل له. وقد صوّت ضد التصديق على خسارة ترامب في انتخابات 2020 أمام الرئيس جو بايدن.

قال زيلدين (44 عامًا) خلال جلسة المصادقة على تعيينه إنه يتحمل مسؤولية أخلاقية بأن يكون مشرفًا جيدًا على البيئة، وتعهد بدعم الموظفين الذين كرسوا أنفسهم لمهمة الوكالة في حماية صحة الإنسان والبيئة.

ومع ذلك، رفض زيلدين مرارًا وتكرارًا الالتزام بسياسات محددة، ووعد بدلاً من ذلك بعدم الحكم مسبقًا على النتائج قبل وصوله إلى وكالة حماية البيئة. عندما سأله السناتور الجمهوري بيت ريكتس من نبراسكا عما إذا كان سيتراجع عن البرامج التي تروج للسيارات الكهربائية - وهو برنامج انتقده ترامب مرارًا وتكرارًا - ظل زيلدين غامضًا لكنه أقر بأنه سمع شكاوى الجمهوريين.

وقد قاد ترامب جهودًا لتفكيك أكثر من 100 حماية بيئية خلال فترة ولايته الأولى ووعد بالقيام بذلك مرة أخرى، مستهدفًا ما وصفه زورًا بـ"تفويض" السيارات الكهربائية و"الاحتيال الأخضر الجديد" الذي وافق عليه الديمقراطيون.

وقد تعهد ترامب، الذي وصف التغير المناخي بالخدعة، بإلغاء أكبر إنجازات الرئيس السابق جو بايدن في مجال المناخ، بما في ذلك لوائح العادم الخاصة بالمركبات وخفض التلوث من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والغاز الطبيعي. وقد تحرك ترامب بالفعل للإطاحة بموظفين مهنيين في وكالة حماية البيئة ووكالات أخرى، وعزل مستشارين علميين وأغلق مكتبًا يساعد مجتمعات الأقليات التي تعاني بشكل غير متناسب من تلوث الهواء والمياه.

ووصف السيناتور الديمقراطي شيلدون وايتهاوس من ولاية رود آيلاند زيلدين بالرجل الخطأ لهذا المنصب.

وقال وايتهاوس في خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ: "نحن بحاجة إلى مدير وكالة حماية البيئة الذي سيأخذ التغير المناخي على محمل الجد، ويتعامل مع العلم بأمانة ويقف عند الضرورة في وجه الضغوط السياسية التي ستأتي من البيت الأبيض، حيث لدينا رئيس يعتقد بالفعل أن (التغير المناخي) خدعة، ومن قوى الوقود الأحفوري الضخمة التي دفعته إلى منصبه بمبالغ هائلة من المال السياسي والتي تعتقد الآن أنها تملك المكان".

وقال وايتهاوس إن ترامب "يخضع لإبهام صناعة الوقود الأحفوري"، مضيفًا أن مدير وكالة حماية البيئة "يجب أن يكون صادقًا وواقعيًا ويدعم ويدافع عن بيئتنا وسلامتنا من التغير المناخي".

وأضاف وايتهاوس أنه ليس لديه أي شيء ضد زيلدين شخصيًا، "لكن احتمال وقوفه ضد جرافة الوقود الأحفوري التي تأتيه هو في الأساس صفر. وفي هذا السياق، هذا هو الرجل الخطأ إلى حد كبير."

قال السيناتور جون باراسو، جمهوري من ولاية ويو، إن زيلدين سيعيد وكالة حماية البيئة إلى مهمتها الأصلية المتمثلة في حماية الهواء والماء والأرض في أمريكا - دون "خنق الاقتصاد".

ووصف باراسو زيلدين بأنه "موظف حكومي مدى الحياة" ومحامٍ محنك يتمتع بعقل قانوني حاد وخدمة عسكرية لأكثر من 20 عامًا.

وقال باراسو إن زيلدين سيواصل "مهمة ترامب في التراجع عن اللوائح السياسية العقابية" في وكالة حماية البيئة، و"سيقلل من الروتين" ويشرف على "موجة جديدة من الإبداع والابتكار".

وقال باراسو: "على مدى السنوات الأربع الماضية، مضى الخبراء المزعومون في وكالة حماية البيئة في هياج تنظيمي متهور"، في إشارة إلى إدارة بايدن. "لقد أثقلوا كاهل العائلات والشركات الأمريكية بتكاليف أعلى وقيود قاسية. لقد رضخوا للتطرف المناخي وتجاهلوا المنطق السليم."

قال باراسو إن زيلدين "سيصحح المسار ويعيد التوازن في وكالة حماية البيئة"، مشيرًا إلى الإجراءات المحتملة لإلغاء قواعد عهد بايدن بشأن انبعاثات العوادم ومحطات الطاقة، إلى جانب إلغاء الدعم الفيدرالي للسيارات الكهربائية.

وقد انتقدت رابطة ناخبي الحفاظ على البيئة، وهي مجموعة وطنية للدفاع عن البيئة، سجل زيلدين البيئي طوال حياته، ومنحته 14% من النقاط. ومثل جميع الجمهوريين في ذلك الوقت، صوّت ضد قانون الحد من التضخم لعام 2022 الذي يهدف إلى تعزيز الطاقة المتجددة والتصنيع ومكافحة تغير المناخ.

وقد دعم زيلدين مشروع قانون للحد من المواد الكيميائية الضارة إلى الأبد، والذي كان سيطلب من وكالة حماية البيئة وضع حدود للمواد في مياه الشرب. كما كان من المؤيدين الرئيسيين لقانون الهواء الطلق الأمريكي العظيم لعام 2020، الذي استخدم عائدات النفط والغاز لمساعدة إدارة المتنزهات الوطنية على معالجة تراكم أعمال الصيانة الضخمة. كما دعم جهود الحفاظ على البيئة المحلية في لونغ آيلاند.

قال زيلدين في جلسة الاستماع التي عُقدت في 16 يناير إنه يريد التعاون مع القطاع الخاص "لتعزيز التنظيم الذكي والمنطقي الذي سيسمح للابتكار الأمريكي بالاستمرار في قيادة العالم".

وقال زيلدين إن وكالة حماية البيئة تحت قيادته "ستعطي الأولوية للامتثال قدر الإمكان". "أنا أؤمن بسيادة القانون وأريد العمل مع الناس لضمان قيامهم بدورهم في حماية البيئة."