مأساة عائلة فلسطينية تحت قصف بيت لاهيا
دفن محمد نبيل عيسى بركة أبو نصر 117 فردًا من عائلته في بيت لاهيا بعد الهجمات الإسرائيلية. المدينة تعاني من حصار شديد ونقص في الخدمات، مما جعلها "منطقة منكوبة". نداء استغاثة لإنقاذ ما تبقى من البلدة.
فلسطيني من شمال غزة: دفنت 117 من أفراد عائلتي
قال رجل فلسطيني إنه دفن 117 من أفراد عائلته بعد مقتلهم في الهجمات الإسرائيلية على بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وتخضع البلدة لحصار إسرائيلي وهجوم بري منذ 27 يومًا.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، أوضح محمد نبيل عيسى بركة أبو نصر أنه الناجي الوحيد البالغ من عائلته، وأنه اضطر إلى انتشال ودفن جميع أفراد عائلته بسبب عدم تمكن فرق الدفاع المدني من الوصول إلى المنطقة بسبب كثافة القصف الإسرائيلي.
شاهد ايضاً: ما هي أولويات تركيا في سوريا؟
"اضطررت إلى انتشال جثث عائلتي وأعمامي وأبناء عمومتي. لقد انتشلت ما استطعت انتشاله، 117 فردًا من أفراد العائلة".
وأضاف: "اتصلنا بفريق الدفاع المدني والخدمات الطبية، لكنهم أخبرونا أنه لم يُسمح لهم بالتحرك بسبب القصف العنيف".
وقال أبو نصر إن بعض السكان الآخرين ساعدوه في انتشال الجثث، لكنه وثق أسماء أفراد عائلته ودفنهم بنفسه في مقبرتين جماعيتين.
وأضاف أن 120-130 من أفراد عائلته ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض.
وقال: "لم أستطع الوصول إليهم".
"منطقة منكوبة"
استهدفت غارة إسرائيلية يوم الاثنين مبنى مكون من خمسة طوابق في بيت لاهيا. وكانت الحصيلة الأولية للقتلى 93 شخصًا، من بينهم 25 طفلًا، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وتم الإبلاغ عن 40 شخصًا آخرين في عداد المفقودين.
ولم يتضح ما إذا كان هجوم يوم الاثنين هو نفس الهجوم الذي استهدف عائلة أبو نصر.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه في أعقاب الهجوم، كان الجرحى يموتون بسبب عدم وجود مستشفيات عاملة في شمال غزة، نتيجة للتدمير المنهجي للخدمات الصحية من قبل القوات الإسرائيلية.
وقال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان المحاصر، الذي كان آخر مستشفى يعمل في شمال غزة قبل أن تقتحمه القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، إنهم لم يتمكنوا من علاج جرحى الهجوم بسبب نقص الموارد.
وكان الدفاع المدني الفلسطيني قد أعلن في وقت سابق من شهر أكتوبر/تشرين الأول أنه اضطر إلى تعليق عملياته في شمال غزة نتيجة للهجمات الإسرائيلية على فرق الطوارئ التابعة له، مما ترك المنطقة دون خدمات إنسانية.
وقد أعلنت بلدية بيت لاهيا البلدة "منطقة منكوبة" يوم الأربعاء، بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر على البلدة، وهو جزء من الهجوم البري الأوسع على شمال غزة الذي أدى إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
وقالت البلدية في بيان لها يوم الأربعاء إن البلدة الآن بدون طعام أو ماء أو مستشفيات أو أطباء أو خدمات أو اتصالات.
شاهد ايضاً: أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد قادة إسرائيليين. هل يكون المسؤولون الأمريكيون هم التاليون؟
وأضاف البيان: "نوجه نداء استغاثة لإنقاذ ما تبقى من البلدة التي تتعرض لإبادة جماعية".