تضامن اللبنانيين في مواجهة الأزمات الإنسانية
تضامن اللبنانيين يتجلى في ضهور الشوير حيث استقبل السكان النازحين من الجنوب بأذرع مفتوحة رغم الانقسامات. قصة إنسانية تعكس الوحدة في الأزمات، مع جهود المساعدات تتواصل. اكتشف كيف يتحد الجميع في وقت الحاجة على وورلد برس عربي.

تحديات النازحين في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية
امتلأ مبنى بلدية ضهور الشوير، الواقع بجوار الكنيسة الكاثوليكية الكبيرة في البلدة، بالملابس التي تبرع بها السكان للذين فروا من منازلهم في جنوب لبنان.
استقبال النازحين في بلدة ضهور الشوير
تقع البلدة في منطقة المتن الشمالي ذات الغالبية المسيحية، وقد آوت أكثر من 400 شخص حتى الآن، مع استمرار القصف الإسرائيلي المتواصل على جنوب لبنان وشرقه، وكذلك على الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي المنطقة المعروفة بالعامية باسم الضاحية.
دور المجتمع المحلي في دعم النازحين
تقول نسرين عطايا، رئيسة قسم الإعلام والنشاطات في بلدية الشوير وعين السنديانة: "ضهور الشوير حاضرة دائماً في كل أوقات الأزمات".
الانقسامات الطائفية وتأثيرها على التضامن
لقد تغلغلت الانقسامات الطائفية والسياسية في المجتمع اللبناني والسياسة اللبنانية لعقود، مع تزايد الاستياء من حزب الله، وهو حزب سياسي وجماعة عسكرية شيعية، في العام الماضي بسبب نزاعه المسلح مع إسرائيل.
تجاوز الانقسامات في أوقات الأزمات
لكن بالنسبة للفارين من الهجمات الإسرائيلية على الجنوب والشرق، ومعظمهم من المسلمين الشيعة، يبدو أن هذه الانقسامات قد وُضعت جانباً، حيث يحتشد اللبنانيون في جميع أنحاء البلاد لدعمهم في وقت حاجتهم.
"تقول يسرى، وهي امرأة نازحة من بلدة صديقين الجنوبية: "لقد استقبلونا بشكل رائع، كما لو كانوا عائلتنا. "إنهم يعتنون بنا بشكل جيد للغاية."
"نحن أبناء بلد واحد. نحن بحاجة إلى دعم بعضنا البعض".
جهود المساعدات الإنسانية في شمال لبنان
قالت غادة عبد الأحد العالم، التي تنسق جهود المساعدات الإنسانية في المنطقة، لموقع ميدل إيست آي إنها أدارت أيضًا الملاجئ وتوزيع المساعدات في العديد من القرى المجاورة.
وقد تردد صدى هذا الشعور التضامني في شمال لبنان ذي الأغلبية السنية، حيث خرج السكان إلى الشوارع للترحيب بفرح بالجنوبيين والشرقيين القادمين إلى طرابلس.
استقبال النازحين في طرابلس
وقال عبد الوهاب السيد، الذي يساعد حاليًا في تنسيق جهود إيواء النازحين في الشمال: "كان عرسًا".
وأضاف: "انتظرناهم عند مدخل المدينة لتوزيع المياه عليهم والترحيب بهم".
"فتح الجميع فنادقهم ومراكزهم ومنازلهم. وعرض الكثير من الناس شققهم مجاناً لمن يحتاجها."
ردود الفعل في بيروت على النزوح
في حي طريق الجديدة في بيروت، حيث يعارض العديد من السكان حزب الله بل واشتبكوا بعنف مع الحزب في الماضي، استقبل الجنوبييون من قبل سكان المنطقة وهم يهتفون مرحبين بهم في المنطقة.
وفي إشارة إلى الانقسامات السياسية في البلاد، قال السيد: "في أوقات الأزمات، يوضع كل شيء جانباً".
أرقام وإحصائيات عن الضحايا والنزوح
وقد قُتل أكثر من 700 شخص في الهجمات الإسرائيلية في جميع أنحاء لبنان هذا الأسبوع، حيث تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 550 شخصًا يوم الاثنين وحده. بالإضافة إلى ذلك، فقد نزح أكثر من 118,000 شخص، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
تأثير النزاع على المدنيين في لبنان
وقد قُتل ما لا يقل عن 1,540 شخصاً في لبنان منذ بدء الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله في 8 أكتوبر من العام الماضي.
الوحدة والتضامن بين اللبنانيين
لم يكن الشعور بالوحدة ثابتاً في كل مكان، حيث رفضت بعض البلدات اللبنانية السماح للنازحين اللبنانيين باللجوء إلى مبانيها.
أهمية الوحدة في مواجهة الأزمات
لم تلقَ هذه القرارات المحلية استحسان عطايا الذي شدد على أهمية الوحدة.
"هؤلاء هم أهلنا. كلنا لبنانيون. يجب أن نكون متحدين للوقوف إلى جانب أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية".
التحديات التي يواجهها اللاجئون السوريون
كما أفادت التقارير أن اللاجئين السوريين الفارين من الهجمات واجهوا التمييز عند البحث عن مأوى.
وقالت عطايا إن فريقها يرحب بأي شخص يسعى للجوء إلى قريتها، بغض النظر عن جنسيته، طالما أن هناك مكاناً شاغراً.
العودة إلى الوطن بعد النزوح
وفي حين تم الترحيب بالنازحين اللبنانيين إلى حد كبير بأذرع مفتوحة في جميع أنحاء البلاد، إلا أن العديد منهم، بعد أن عانوا من النزوح من قبل، لا يزالون مصممين على العودة إلى ديارهم.
ففي عام 2006، أُجبر ما يقدر بمليون شخص على مغادرة بلداتهم خلال الحرب التي استمرت شهراً كاملاً بين إسرائيل وحزب الله، والتي انتهت بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها.
ذكريات النزوح في عام 2006
وقُتل حوالي 1,200 لبناني في الغارات الإسرائيلية خلال الحرب وفقد العديد منهم منازلهم.
"تقول يسرا: "دُمرت منازلنا في عام 2006 وأعدنا بناءها. "إذا دمروها مرة أخرى الآن، سنعيد بناءها مرة أخرى."
التصميم على العودة رغم التحديات
"هذا العام أصعب من عام 2006. فالقصف أكثر \كثافة\، فهم يضربون الناس بشكل عشوائي ولا يتركون بلدة واحدة بمفردها".
إلا أنها تصر على "أننا سنعود - سنعود منتصرين".
أخبار ذات صلة

رئيس مستشفى غزة يروي عن التعذيب والعزلة في الاحتجاز الإسرائيلي

أردوغان: تركيا ستساعد سوريا في إعادة هيكلة الدولة وصياغة الدستور

غزة لا تهتم بترامب أو هاريس - كل ما يهم هو البقاء
