اغتيال الصحفي حسن إصلاح في غارة إسرائيلية جديدة
استشهاد الصحفي حسن إصلاح في غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى ناصر أثناء تلقيه العلاج يبرز تصاعد استهداف الصحفيين في غزة. إصلاح، الذي كان رمزًا للصحافة، تعرض للاعتداء مرارًا، مما يعكس انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية.

قتلت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار الصحفي الفلسطيني حسن إصلاح أثناء تلقيه العلاج في مستشفى ناصر في خان يونس يوم الثلاثاء.
وكان إصلاح، وهو مراسل ميداني بارز ومدير وكالة العالم 24 الإخبارية، يتعافى من جراح أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية سابقة الشهر الماضي استهدفت خيمة إعلامية بالقرب من المستشفى نفسه.
وأدى ذلك الهجوم إلى استشهاد صحفيين اثنين وجرح عدد آخر.
وبدا أن الغارة السابقة استهدفت إصلاح بشكل مباشر وأصابت هاتفه المحمول، لكنه نجا من الحادث.
ووصفت وسائل الإعلام المحلية هجوم يوم الثلاثاء بأنه "اغتيال متعمد"، مشيرة إلى أنه أصيب مرة أخرى أثناء تلقيه العلاج في وحدة الحروق في المستشفى.
لطالما واجه إصلاح تحريضًا في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك بسبب تغطيته الإعلامية لهجمات 7 أكتوبر التي قادتها حماس على إسرائيل.
وقد وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه ينتمي إلى حماس، على الرغم من عدم تقديم أي دليل يدعم هذه المزاعم.
وقالت الوكالة: "ببالغ الحزن والأسى تنعى وكالة العالم 24 الإخبارية فقدان مديرها الصحفي حسن عبد الفتاح إصلاح، بعد استشهاده في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجمع ناصر الطبي في خان يونس قبل لحظات".
وباعتباره مراسلًا ميدانيًا مخضرمًا، فقد أصبح إصلاح مرشدًا وشخصية مؤثرة للصحفيين الطموحين.
وقال أحمد عزيز، وهو أحد المساهمين في ميدل إيست آي، إن تأثير إصلاح عليه لا يقاس.
وقال عزيز: "كان دائمًا من أولئك الذين بادروا بمساعدة زملائهم، حيث كان يزودهم بالمواد، ويوصيهم بالأسماء، ويقترح عليهم الأماكن التي يمكن الذهاب إليها للتصوير".
وأضاف أن إصلاح كان مدركًا تمامًا للمخاطر التي كانت تتهدد حياته، وكان يتمنى فقط ألا يؤدي موته إلى فقدان صحفيين آخرين من حوله.
شاهد ايضاً: الكونغرس الأمريكي يصوت على فرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدار مذكرة توقيف ضد نتنياهو
بالإضافة إلى ذلك، كان إصلاح يقدم دعمًا ماليًا شهريًا لعائلات اثنين من الإعلاميين الذين استشهاد في غارة الشهر الماضي، والتي بدا أنها استهدفته، وفقًا لعزيز.
وأضاف: "بصراحة، مهما قلت، لن يكون ذلك كافياً لتكريمه".
وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية "الجريمة البشعة" باستهداف المرضى في مستشفى خان يونس.
وقالت الوزارة في بيان لها: "إن الاستهداف المتكرر للمستشفيات، بما في ذلك ملاحقة وقتل الجرحى داخل غرف العلاج، مؤشر واضح على نية الاحتلال المتعمدة لإلحاق أكبر قدر من الضرر بنظام الرعاية الصحية".
وأضافت الوزارة: "كما أن مثل هذه الهجمات تعرض فرص علاج الجرحى والمرضى للخطر حتى وهم يرقدون على أسرة المستشفيات".
'جريمة مزدوجة'
أصبح إصلاح الصحفي رقم 215 الذي يستشهد في غزة على يد القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وقد وصفت جماعات الرصد الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها "أسوأ صراع على الإطلاق" بالنسبة للصحفيين، بسبب العدد القياسي للشهداء من الصحفيين.
وقال المكتب الإعلامي في بيان له إن "هذه الجريمة المزدوجة تعكس إصراراً متعمداً على استهداف الصحفيين الفلسطينيين ليس فقط في الميدان بل حتى في المستشفيات أثناء تلقيهم العلاج".
وأضاف: "إنه انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والاتفاقيات الدولية ويمثل محاولة واضحة لإسكات الصوت الحر وقمع الحقيقة".
وأكد الجيش الإسرائيلي الغارة على المستشفى، مدعياً أنها استهدفت "مركز قيادة وتحكم" تابع لحماس داخل المنشأة وأن العملية استهدفت "إرهابيين كبار من حماس" بحسب وصفه.
إلا أن البيان لم يأتِ على ذكر إصلاح، ولم يقدم أي دليل يدعم الادعاء بوجود نشاط لحماس داخل المستشفى.
ولطالما نفت حماس استخدام المستشفيات أو غيرها من البنى التحتية المدنية لأغراض عسكرية.
وكثيرًا ما برر الجيش الإسرائيلي هجماته على المواقع المدنية في غزة، بما في ذلك المستشفيات، بزعم أن حماس تستخدمها في العمليات العسكرية.
في مارس/آذار، أصابت غارة بطائرة بدون طيار مستشفى ناصر في خان يونس، مما أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص واشتعال النيران في قسم الطوارئ.
وادعت إسرائيل أن الغارة استهدفت المسؤول في حماس عصام الدعاليس الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى في ذلك الوقت.
ومنذ شهر أبريل/نيسان، أجبرت الهجمات الإسرائيلية المتكررة 27 مستشفى في جميع أنحاء قطاع غزة على الإغلاق، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
واستشهد ما لا يقل عن 1,192 من العاملين في مجال الرعاية الصحية على يد القوات الإسرائيلية، إما في غارات جوية أو أثناء الاحتجاز أو من خلال عمليات القتل المستهدف، بما في ذلك 96 طبيبًا.
وفي المجمل، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 52,800 فلسطيني في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، من بينهم 15,000 طفل على الأقل.
وهناك ما يقدر بـ 10,000 شخص آخر في عداد المفقودين ويفترض أنهم استشهدوا، بينما أصيب نحو 120,000 شخص بجروح.
أخبار ذات صلة

لماذا يجب على تركيا التصدي لعدوان إسرائيل في سوريا

السودان يخبر محكمة العدل الدولية أن الإمارات متورطة في الإبادة الجماعية

الأردن لا يعلق على نفي الصفدي لخطط طرد حماس
