مجزرة إسرائيلية تستهدف الجائعين في غزة
قتلت القوات الإسرائيلية نحو 60 فلسطينيًا من طالبي المساعدات في غزة، مما أسفر عن إصابة أكثر من 570 آخرين. المجزرة تؤكد استخدام الاحتلال للجوع كسلاح حرب ضد المدنيين. الوضع الإنساني يتدهور بشكل كارثي.

قتلت القوات الإسرائيلية ما يقرب من 60 فلسطينيًا من طالبي المساعدات يوم الأربعاء بعد أن قصفت حشدًا كان ينتظر شاحنات المساعدات الغذائية في شمال قطاع غزة.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الهجوم، الذي أسفر أيضاً عن إصابة أكثر من 570 شخصاً، ووصفه بأنه "مجزرة دموية".
وكان المئات من الفلسطينيين الجائعين قد تجمعوا في منطقة السودانية، بالقرب من معبر زيكيم، حيث كان من المتوقع أن تدخل عشرات شاحنات المساعدات إلى القطاع المحاصر.
ثم فتحت القوات الإسرائيلية النار بشكل عشوائي على الحشد، وفقًا لتقارير محلية.
وقال المكتب الإعلامي في بيان له: "إن هذه المجزرة الدموية، وما سبقها من جرائم مماثلة، تؤكد مرة أخرى أن الاحتلال يستخدم الجوع كسلاح حرب، ويستهدف بدم بارد المدنيين الساعين وراء لقمة العيش، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية والإنسانية".
وقد رفع الهجوم الأخير العدد الإجمالي لطالبي المساعدات الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية في نقاط التوزيع إلى 1,330 شخصاً، وأكثر من 8,818 جريحاً منذ أواخر أيار/مايو.
وقد اعترفت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار عمداً وقتل الفلسطينيين العزل الذين ينتظرون المساعدات في قطاع غزة، وذلك بناء على أوامر مباشرة من رؤسائهم.
وعلى الرغم من أن الكثير من المساعدات الإنسانية يتم تسليمها في المنطقة القريبة من معبر زيكيم، إلا أنه موقع خطير للغاية بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة.
يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب المجازر اليومية بحق الجائعين في هذه المواقع.
ونُشر في أحد التقارير صورة مروعة تظهر جثث متحللة لما يبدو أنه شاب وطفل، بعد عدة أيام من استشهادهم على يد القوات الإسرائيلية.
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الأسبوع الماضي أنه "ببساطة لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه" في قطاع غزة.
وأضاف: "حوالي 88 في المئة من قطاع غزة إما خاضع لأوامر النزوح أو يقع داخل المناطق العسكرية الإسرائيلية. أما نسبة الـ 12 في المئة المتبقية فهي مكتظة بالفعل وتعاني من نقص في الخدمات".
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية قتلت خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط 111 فلسطينيًا وجرحت 820 آخرين.
وارتفع عدد الشهداء جراء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 60,249 شهيداً وأكثر من 147,089 جريحًا منذ 7 أكتوبر 2023.
مستويات حرجة من المجاعة
بالإضافة إلى قتل الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدات، أدى الحصار الإسرائيلي وسياسة التجويع في غزة إلى ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية في الأيام الأخيرة، وفقًا لمسؤولي الصحة.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأربعاء أن طفلين على الأقل توفيا بسبب سوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما يرفع العدد الإجمالي للوفيات المرتبطة بالجوع إلى 159 حالة وفاة، بما في ذلك 90 طفلاً.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن 112 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية دخلت قطاع غزة يوم الأربعاء. ومع ذلك، فقد تعرض معظمها للنهب والسرقة، وهو ما أرجعه المكتب إلى "فوضى أمنية" دبرتها إسرائيل.
وقال المكتب: "نذكّر بأن قطاع غزة يحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود يومياً لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لأهم قطاعاته الحيوية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعترف في وقت سابق بأن بلاده تسلح عصابات في غزة تتهمها منظمات الإغاثة بسرقة المساعدات الإنسانية.
أخبار ذات صلة

غارات الطائرات المسيرة الإسرائيلية تستهدف سفينة متجهة إلى غزة في المياه الدولية

وقف إطلاق النار في غزة: كيف نجوت من الحرب الإسرائيلية الإبادة

وقف إطلاق النار في لبنان: ماذا بعد لمحور المقاومة؟
