مجزرة في شمال غزة تهدد حياة النازحين
يزيد الجيش الإسرائيلي من ضغوطه لطرد الفلسطينيين من شمال غزة، حيث تُنفذ مداهمات للمدارس ويُجبر النازحون على الفرار. الوضع الإنساني يتدهور بسرعة مع استمرار الحصار ومنع المساعدات، مما يهدد حياة الآلاف.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدارس شمال غزة وتخرج النازحين تحت تهديد السلاح
يكثف الجيش الإسرائيلي من جهوده لطرد الفلسطينيين من شمال غزة بالقوة، حيث يقوم الجنود بشكل منهجي بمداهمة المدارس في المنطقة ويخرجون النازحين الذين يحتمون بها تحت تهديد السلاح.
ووفقًا لشهود عيان، تقوم القوات الإسرائيلية بفصل الرجال عن عائلاتهم وإصدار التعليمات للنساء والأطفال للفرار جنوبًا.
ومنذ فجر يوم الاثنين، قتلت القوات الإسرائيلية 44 فلسطينيًا في شمال القطاع الذي يتعرض لحصار مستمر منذ أسبوعين وعملية برية واسعة النطاق، مما أدى إلى منع وصول المساعدات والمواد الغذائية إلى المنطقة.
شاهد ايضاً: تركيا المدعومة من قبل الحكومة السورية قد تشكل تهديدًا أكبر من إيران، حسبما أفادت لجنة حكومية إسرائيلية
وقتل 10 أشخاص على الأقل وأصيب 30 آخرون في هجوم إسرائيلي على مدرسة جباليا الإعدادية في منطقة الفوقا التي كانت تعمل كمركز إيواء للنازحين من مخيم العروة للنازحين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
كما قُتل سبعة فلسطينيين آخرين وأصيب عشرات آخرون في هجوم إسرائيلي على مدرسة كريزم المحاصرة التابعة لمنظمة الأونروا في المخيم، والتي كان النازحون يحتمون فيها أيضًا.
وقال شهود عيان لـ"وفا" إن الناس في مدرسة كريزم استُهدفوا بقصف مدفعي بعد أن تجمعوا استعداداً للفرار، بموجب أوامر الطرد الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، قتلت القوات الإسرائيلية ستة أشخاص، من بينهم أطفال، وأصابت آخرين أثناء محاولتهم تعبئة مياه الشرب في بلدة جباليا. وفي مكان آخر، قتلت غارة إسرائيلية أربعة أشخاص بالقرب من مستشفى اليمن السعيد.
'الوضع كارثي'
أظهر مقطع فيديو بثته هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية حشودًا من الأشخاص الذين طُردوا من مخيم جباليا المحاصر وهم يحاولون عبور نقطة تفتيش.
وقد نشر الصحفي سليمان أحمد لقطات وصورًا لنقطة التفتيش، وذكر أن الأشخاص الذين لا يتحركون نحوها يتم استهدافهم "بنيران الطائرات بدون طيار والمدفعية".
"حتى أولئك الذين يتبعون الأوامر يتعرضون للهجوم. مجزرة تتكشف في شمال غزة، والجثث في الشوارع."
وذكر الصحفي الفلسطيني حسام شباط أن القوات الإسرائيلية هاجمت مدرسة في جباليا، وأجبرت الناس الذين لجأوا إليها على الخروج.
"ثم قاموا بصفهم وأطلقوا النار على كل من تجرأ على التحرك. أي ذكر فوق سن السادسة عشر يتم اعتقاله وتعذيبه والتحقيق معه"، قال شباط في منشور على موقع X.
"العديد من الأشخاص الذين يتم اصطفافهم هم من المرضى، مثل مبتوري الأطراف ومرضى السرطان والأطفال الصغار الذين يُطلب منهم الوقوف في الطابور لساعات. الوضع كارثي".
وفي مكان آخر في المنطقة، قُتل تسعة أشخاص وأصيب عشرات آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا سكنيًا يعود لعائلة المقاط في شمال مدينة غزة.
وفي بيت حانون، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون بجروح عندما استهدفت القوات الإسرائيلية مدرسة غازي الشوا التي كان يحتمي بها النازحون.
أجبروا على العيش في المراحيض
أفاد فيليب لازاريني رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الوضع الإنساني المتردي أصلاً في شمال غزة يتدهور بسرعة في ظل استمرار إسرائيل في منع المساعدات.
وتمنع القوات الإسرائيلية دخول المواد الغذائية أو المساعدات من أي نوع إلى شمال غزة منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر، مما يزيد بشكل كبير من خطر المجاعة على السكان.
وقال لازاريني أن مراكز الإيواء المتبقية لدى الوكالة في المنطقة تواجه اكتظاظًا خطيرًا حيث يضطر بعض النازحين إلى "العيش في المراحيض".
شاهد ايضاً: سيناتور أمريكي يقدم مشروع قانون لإعادة تعريف الضفة الغربية المحتلة باسم "يهودا والسامرة"
"ووفقًا للتقارير، فإن الأشخاص الذين يحاولون الفرار يتعرضون للقتل، وتُترك جثثهم في الشارع. كما يتم منع البعثات من إنقاذ الأشخاص من تحت الأنقاض"." كما قال في منشور على موقع X.
"إن منع المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح لتحقيق أغراض عسكرية هو علامة على مدى انحطاط البوصلة الأخلاقية".
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن المستشفيات الثلاثة المتبقية التي تعمل جزئيًا في المنطقة، وهي مستشفيات الإندونيسي والعودة وكمال عدوان، تخضع للحصار الإسرائيلي.
وأفادت الوزارة أن الوقود والمستلزمات الطبية في المستشفيات قد نفد منها.
ووفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود، يُعتقد أن أكثر من 350 مريضًا، بمن فيهم النساء الحوامل والمرضى الذين يتعافون من العمليات الجراحية، محاصرون داخل المرافق.
وقالت المنظمة غير الحكومية إن المرضى يحتاجون إلى علاج طبي مستمر ولا يمكن إجلاؤهم.
وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول، قال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية في بيان له أن العديد من جرحى الهجوم على بيت لاهيا الذين كان المستشفى يعالجهم قد توفوا بسبب النقص الحاد في الموارد والإمدادات الطبية والطواقم المتخصصة في المرفق.
كما أعلن المستشفى أيضًا عن نفاد الأكفان المستخدمة لتغطية الجثث.
وبعد ذلك بيوم واحد تعرض المستشفى نفسه للهجوم، حيث ألحقت الغارات الإسرائيلية أضرارًا بخزانات المياه وشبكة الكهرباء.
وتعرضت بيت لاهيا يوم السبت لقصف عنيف من قبل القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل 87 فلسطينيًا على الأقل، وفقًا لوزارة الصحة. ولا تزال جهود البحث جارية للعثور على المفقودين تحت الأنقاض.