النفايات الإسرائيلية تهدد مستقبل غزة البيئي
يتخلص الجيش الإسرائيلي من نفايات البناء في غزة، مما يزيد من معاناة السكان. تقارير تكشف عن إلقاء الحطام في الشوارع، مما يهدد البيئة وصحة الأجيال القادمة. كيف سيواجه الغزيون هذا الوضع المأساوي؟

يقوم الجيش الإسرائيلي بالتخلص من النفايات، خاصة من مخلفات البناء، في قطاع غزة، على الرغم من التحذيرات من أن القطاع المحاصر مدفون تحت أكثر من 61 مليون طن من الركام.
ووفقًا لتقرير هآرتس، كشفت لقطات ومعلومات حصلت عليها الصحيفة الإسرائيلية أن الشاحنات تدخل غزة محملة بحطام البناء وتفرغ الأنقاض في الشوارع.
وتظهر المقاطع المصورة حفارات تقوم بإلقاء الحطام في شاحنات بالقرب من معبر كيسوفيم، وتكرار عملية رميها في القطاع المحاصر.
وتشير الصحيفة إلى أن النفايات تشمل كميات كبيرة من مخلفات البناء والقمامة التي خلفها الجيش خلال حرب الإبادة الجماعية التي استمرت أكثر من عامين.
وقال ضباط في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" إن القادة الميدانيين هم من اتخذوا قرار إلقاء النفايات داخل غزة، وقال أحد الضباط إنهم تلقوا أوامر بالسماح للشاحنات المملوكة لشركات إسرائيلية خاصة بدخول القطاع وإلقاء نفاياتها أينما أرادت.
وأشار أحد الجنود الذين تحدثوا للصحيفة إلى أنه سأل قادته عن سبب تخلصهم من النفايات بشكل عشوائي في القطاع، بدلاً من التخلص منها في موقع معين.
وأشار القادة إلى أنه من المتوقع أن تدخل الدول الأجنبية إلى غزة لأغراض إعادة الإعمار، وبالتالي سيتعين عليهم التعامل مع نفايات الجيش الإسرائيلي أيضًا.
وعبّر جندي آخر يسكن بالقرب من معبر غزة عن إحباطه قائلاً: "سيكون لدينا جبال من القمامة أمام منازلنا لبقية حياتنا داخل غزة".
"ما هو المنطق في أخذ آلاف الأطنان من النفايات وإلقائها على بعد مئات الأمتار فقط من منازلنا؟"قال الجندي.
وقال ضابط آخر إن بعض المواد التي كانوا يلقونها، بما في ذلك مخلفات البناء المليئة بالحديد وأنابيب الري والكتل الإسمنتية، يمكن أن تستخدمها حماس.
وأضاف: "بالإضافة إلى حقيقة أنه أمر مشين، فمن الصعب تصديق أن هذا ما يتعامل معه الجيش".
يأتي هذا التقرير بعد تحذيرات من وكالة تابعة للأمم المتحدة تشير إلى أن ما يقدر بـ 250,000 مبنى تضرر أو دمر خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع قد أنتج 61 مليون طن من الحطام.
وأضاف برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن "حوالي 15 في المائة من هذا الحطام يمكن أن يكون معرضًا لخطر التلوث بالأسبستوس أو النفايات الصناعية أو المعادن الثقيلة إذا لم يتم فصل مجاري النفايات بشكل فعال في وقت مبكر."
وقد حدد التقييم الأخير الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ما يقرب من ثلثي الحطام في غزة قد تم تصنيعه في الأشهر الخمسة الأولى من الحرب.
كما تسارع تدمير المباني في الأشهر التي سبقت وقف إطلاق النار الحالي.
وفي الفترة من نيسان/أبريل إلى تموز/يوليو، تم توليد ثمانية ملايين طن من الحطام معظمها في الجزء الجنوبي من القطاع بين رفح وخان يونس.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية للوكالة: "يجب أن يكون إنهاء المعاناة الإنسانية التي اجتاحت غزة الأولوية الأولى".
وأضافت: "إن استعادة أنظمة المياه العذبة وإزالة الحطام لتمكين وصول المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية مطلوبة بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح. كما أن استعادة الغطاء النباتي والنظم الإيكولوجية للمياه العذبة والتربة سيكون أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الأمن الغذائي والمائي، ولضمان مستقبل أفضل لسكان غزة".
ودقّ أندرسن ناقوس الخطر من أن الوضع "يسير من سيء إلى أسوأ" في القطاع المحاصر، معرباً عن أنه إذا ما استمر الوضع على هذا النحو "فإنه سيترك إرثاً من الدمار البيئي الذي يمكن أن يؤثر على صحة ورفاهية أجيال من سكان غزة".
أخبار ذات صلة

غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان تودي بحياة شخص واحد

امرأة فرنسية تقدم شكوى ضد إسرائيل بعد استشهاد حفيديها الفلسطينيين الفرنسيين في غزة

مقتل العشرات من الأكراد في اشتباكات شمال سوريا
