صناعة الفن والمتعة من الجليد والثلج والبرد القارس في هاربين، الصين

يستغل الناس الطقس المتجمد في شمال شرق الصين: فقد قام النحاتون بنحت الجليد بدقة في هياكل متقنة تشبه القلاع والمعابد البارزة، ويستمتع الزوار بالأعمال الفنية والإثارة التي توفرها الزلاقات الجليدية وغيرها من عوامل الجذب في عالم هاربين السنوي للجليد والثلج.

ويُعد مهرجان النحت على الجليد عامل جذب سياحي كبير للمركز الصناعي السابق الذي لا يزال يفتخر بقربه من روسيا حيث لا يوجد أي مكان آخر في الصين يعود إلى الحقبة القيصرية.

يضم الموقع الواقع على ضفاف النهر العشرات من الأعمال الفنية العملاقة مثل تاج محل الهند وقلعة أوساكا اليابانية ومعبد السماء في بكين، وكلها منحوتة من كتل جليدية صافية.

تقول جين ييتنغ، التي كانت في زيارة مع والديها من شنغهاي للاستمتاع بالتباين الشتوي مع وسط وجنوب الصين: "يبدو التمثال الجليدي مماثلاً تماماً (لمعبد السماء). "لقد لمست مكعب الثلج وقوامه جيد جداً. إنه شفاف. يبدو أنيقاً عندما يمر ضوء الشمس من خلاله."

وقال زائر آخر، وهو سونغ شوكون، الذي كان يدفع صديقته في زلاجة على شكل كعكة دونات، إن كتل الجليد تقدم نظرة ثاقبة حول كيفية تجميع هذه الهياكل.

"يمكننا رؤية البنية الداخلية للجليد. تذكرني الطريقة التي تصطف بها والطريقة التي تتلامس بها مع بعضها البعض بسور الصين العظيم".

يغطي المهرجان الرئيسي مساحة (1 كيلومتر مربع) من المدينة، حيث تستخدم المنحوتات 13,000 متر مكعب (460,000 قدم مكعب) من كتل الجليد المقطوعة بشكل رئيسي من نهر سونغهوا المجاور. هناك حدائق تابعة في أماكن أخرى في هاربين.

قال جو جونيان من مقاطعة هينان التي لا تشهد سوى القليل من الثلوج: "عندما آتي إلى هنا أرى كل هذه المنحوتات الجليدية والثلوج، أشعر بالإبهار".

تُعد الزلاقات الجليدية، التي يصل طول أطولها إلى 521 مترًا (1,710 قدم)، عامل جذب رئيسي، حيث ينتظر الزوار ساعة تقريبًا للحصول على فرصتهم. "في البداية كان الأمر ثابتاً نوعاً ما. عندما انزلقت من المنحدر، كانت الرياح قوية وشعرت بالبرد. كان الأمر مثيراً للغاية"، قال غونغ كايون الذي نزل للتو من المنزلق.

قال الفنان أندريو ألياس إنه في حين أن الملامح المنحوتة تشمل أشكالاً معمارية وشخصيات شهيرة من الأساطير الغربية والصينية، إلا أن النحاتين يفضلون إبقاء الأمور بسيطة لتحقيق أقصى قدر من التأثير.

"نحن لا نريد أن نقوم بالكثير من التفاصيل، بل نريد فقط التلاعب بالحجم، وهذه الخطوط، نظيفة جداً وبسيطة. لأنه (مع) الثلج، يصعب أحياناً تقدير التفاصيل. لأن كل شيء أبيض. لذا قررنا أن نقوم بهذا النوع من الأعمال الفنية الدقيقة مع بعض الخطوط والمستويات وبعض المنحنيات فقط".