وورلد برس عربي logo

ألم خان يونس يختنق بالدموع والخراب

أمر الجيش الإسرائيلي السكان بمغادرة خان يونس قبل "هجوم غير مسبوق"، مما أدى إلى تدفق آلاف المشردين في شوارع المدينة. مشاهد مؤلمة تعكس معاناة البشر في ظل الحرب، حيث يتجول الناس بلا هدف بحثًا عن الأمان.

رجل يحمل أغطية ثقيلة فوق كتفه في منطقة خان يونس، محاط بأطفال ومشاهد من الفوضى، معبرة عن معاناة السكان في ظل الأوضاع الراهنة.
يحمل الفلسطينيون متعلقاتهم بعد أن أمرت إسرائيل السكان بالفرار من خان يونس، في جنوب قطاع غزة، في 19 مايو 2025 (أ ف ب)
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

نشر الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي إعلانًا باللغة العربية يأمر فيه السكان بمغادرة منطقة خان يونس في غزة قبل "هجوم غير مسبوق".

وجاء في البيان، الذي أمر الفلسطينيين بالفرار غربًا باتجاه المواصي، أن خان يونس ستعتبر من الآن فصاعدًا "منطقة قتال خطيرة".

وقد أرفق الأمر بخريطة لأحياء خان يونس، والتي تم تظليل معظمها باللون الأحمر، وسهم يشير إلى "منطقة المواصي".

شاهد ايضاً: مستوطنون إسرائيليون يهاجمون الجيش في قرية بالضفة الغربية

وبعد لحظات من نشر التحذير، امتلأت الشوارع بعشرات الآلاف من الناس الذين كانوا يتجولون بلا هدف. قال صديقي الصحفي صالح الناطور إن ما شاهده في ذلك اليوم يصعب وصفه.

قال لي الناطور: "رأيت الألم والقهر يمشيان مرة أخرى في شكل بشري في هذه المدينة". "كانوا يفرون في مجموعات، من الشرق إلى الغرب، كطوفان بشري لا نهاية له... أجساد منهكة واهنة تترنح كخرق ممزقة، مغطاة بغبار الدمار المحيط.

وأضاف: "سمعت الناس يتخبطون في الشوارع، لا يعرفون ماذا يقولون أو إلى أين يذهبون". "كانوا يبحثون عن الماء وهم جوعى وعطشى، ثم انهاروا في الشوارع من الإعياء والخوف".

شاهد ايضاً: بادينوخ تكشف الحقيقة: بريطانيا في قلب "الحرب بالوكالة" في غزة

وقال الناطور إن العديد من الناس "محشورون في مناطق ضيقة" بينما تحلق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوقهم: "الناس يركضون في الشوارع والطائرات تحلق فوقهم".

الشوارع "مختنقة بالكرب"

أظهر أحد المشاهد التي التقطت بالفيديو شابًا يدفع كرسيًا متحركًا لطفل معاق. وقد علّق حول رقبته حقيبة صغيرة، بينما كانت حقيبة أخرى مربوطة على ظهره، وفي يده كيس بلاستيكي به رغيفان من الخبز.

في منتصف الطريق الذي مزقه اجتياح إسرائيلي سابق، وتحت أشعة الشمس الحارقة، انهارت قوة الشاب. توقف عن دفع الكرسي المتحرك وجلس في منتصف الطريق.

شاهد ايضاً: مجموعة فلسطينية تتقدم في خضم فوضى توزيع الطعام في غزة

كانت بجانبه امرأة ترتدي عباءة صلاة، من النوع الذي عادة ما ترتديه النساء الفلسطينيات في غزة بسرعة عندما لا يكون هناك وقت لتغيير الملابس. أمسكت بطانية في يدها واقتربت من الشاب ربما ابنها أو أخيها ومدت يدها محاولة مساعدته على النهوض.

شهقت من خلال نحيبها، واختلطت كلماتها بدموعها: "نحن نموت. لو قتلونا لكان ذلك أرحم لنا. نحن منهكون. لسنا حيوانات. نحن بشر."

في مشهد آخر، كانت هناك امرأة مريضة مستلقية على سرير المستشفى، مغطاة بكومة من البطانيات. وكانت إحدى ساقيها تتدلى من جانب السرير الذي كان يجرها أربعة أشخاص على طول طريق محطّم مليء بالركام، في محاولة لإخراجها من منطقة الخطر.

شاهد ايضاً: تحذر مراقبة الجوع من مجاعة وشيكة في غزة إذا لم ترفع إسرائيل الحصار

قالت الصحفية إيمان بارود إن حجم المأساة أصبح أكبر من أن تعبر عنه أي كلمات.

وقالت: "أشعر بالغثيان من هول ما شاهدته في الشوارع، لا يمكنني وصف ذلك". "أشعر بالانكسار من منظر الأمهات والأخوات اللاتي قررن النوم على جوانب الطريق الرئيسي، داخل أكشاك الباعة التي كانت خالية من البضائع، بعد أن أنهكهن المشي.

وأضافت بارود: "صورة الأطفال النائمين بطريقة تنطق بالعذاب لا الراحة رؤوسهم مستريحة في أحضان أمهاتهم، بينما أجسادهم الهشة النحيلة الجائعة مستلقية على الرصيف".

شاهد ايضاً: العثور على جثث أطفال متفحمة في أعقاب الضربة الإسرائيلية على "المنطقة الآمنة"

وأضافت أنه بعد أن عايشت كل فصول هذه الحرب، فإن الأهوال الأخيرة لا تشبه أي شيء شهده سكان غزة من قبل.

وقالت: "الشوارع مختنقة بالألم، ومزدحمة بالدموع". "لا أحد يرى إرهاق الآخرين كل شخص يحمل عبئه وحزنه على ظهره ويمشي على قدميه."

أخبار ذات صلة

Loading...
شاب فلسطيني مبتسم يرتدي كوفية، يظهر في بيئة داخلية مع تفاصيل خلفية بسيطة، تعكس الحياة اليومية في المجتمع الفلسطيني.

الضفة الغربية: القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينياً نائماً في منزله

في مشهد مأساوي يعكس واقع الحياة في الضفة الغربية، قُتل الشاب جاسم السدة بدم بارد أثناء نومه، مما أثار صدمة وحزنًا عميقين في قريته جيت. هذه الجريمة البشعة تستدعي تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، فهل ستستمر هذه الانتهاكات دون حساب؟ تابعوا التفاصيل لتعرفوا المزيد.
الشرق الأوسط
Loading...
مواطنون فلسطينيون يتجمعون حول امرأة تبكي، تأثراً بفقدان أحد أفراد عائلتها في أحداث العنف في غزة. تعكس الصورة الألم والمعاناة المستمرة.

يطلب كتّاب فرنسيون بارزون أن تُسمى حرب إسرائيل على غزة بـ "الإبادة الجماعية"

في خضم الأحداث المأساوية التي يشهدها قطاع غزة، أصدرت مجموعة من 300 كاتب فرنسي دعوة جريئة لتسمية ما يحدث بالإبادة الجماعية، محذرةً من التصريحات العلنية للقيادات الإسرائيلية. في ظل تصاعد الاتهامات، هل ستتخذ الدول الغربية خطوات فعالة؟ تابعوا معنا لتكتشفوا المزيد حول هذه القضية الإنسانية الملحة.
الشرق الأوسط
Loading...
نتنياهو يتحدث مع جنود إسرائيليين مرتديًا سترة واقية في منطقة عسكرية، وسط أجواء من التوتر الأمني بعد صواريخ من غزة.

نتنياهو سيُنقل إلى مستشفى تحت الأرض بعد العملية الجراحية وسط مخاوف من هجمات صاروخية

بينما يخضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعملية جراحية حساسة في البروستاتا، تتصاعد المخاوف الأمنية حول حياته، مما دفعه إلى الانتقال لجناح محصن تحت الأرض. تعرف على تفاصيل حالته الصحية، وتأثيرها على القيادة الإسرائيلية، وما ينتظره في الأيام القادمة. تابعنا لمعرفة المزيد!
الشرق الأوسط
Loading...
طفل يحمل صندوقًا يحمل شعار الأونروا في منطقة مزدحمة، يعكس تأثير الحظر المحتمل على خدمات اللاجئين الفلسطينيين.

حظر إسرائيل لوكالة الأونروا سيكون كارثيًا على الفلسطينيين

في خضم الصراع المستمر، يواجه الفلسطينيون تهديدًا جديدًا مع إقرار الكنيست الإسرائيلي قوانين تحظر الأونروا، مما يعمق أزمة اللاجئين ويقوض الخدمات الأساسية. هل ستستمر هذه الدراما في التأثير على مستقبل الفلسطينيين؟ تابعوا المزيد لاكتشاف الحقائق المقلقة وراء هذه القرارات.
الشرق الأوسط
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمعلومصحةتسلية