منظمات تطالب بإنهاء المساعدات القاتلة في غزة
أكثر من 130 منظمة غير حكومية تدعو لإنهاء خطة المساعدات "القاتلة" في غزة، حيث يواجه الفلسطينيون خيار الموت جوعاً أو التعرض لإطلاق النار. الظروف الإنسانية تتدهور، والحل يكمن في استعادة آلية المساعدات بقيادة الأمم المتحدة.

دعت أكثر من 130 منظمة غير حكومية إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء خطة المساعدات "القاتلة" التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، والعودة إلى آليات تنسيق المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة.
وقد بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها في أواخر شهر مايو/أيار، بعد حصار شامل دام ثلاثة أشهر فرضته القوات الإسرائيلية على قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، استشهد أكثر من 500 فلسطيني وأصيب نحو 4,000 آخرين على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الوصول إلى المواد الغذائية وإمدادات المساعدات.
وقالت المنظمات غير الحكومية في بيان مشترك يوم الثلاثاء: "يواجه الفلسطينيون في غزة اليوم خياراً مستحيلاً: إما الموت جوعاً أو المخاطرة بالتعرض لإطلاق النار أثناء محاولتهم اليائسة للوصول إلى الغذاء لإطعام أسرهم".
ومن بين المنظمات الموقعة على البيان أوكسفام ومنظمة إنقاذ الطفولة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة أكشن إيد.
في السابق، خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت شهرين بين منتصف يناير/كانون الثاني ومنتصف مارس/آذار، كانت هناك 400 نقطة توزيع مساعدات في القطاع. وقد تم استبدال ذلك الآن بأربعة مواقع توزيع عسكرية، مما أجبر أكثر من مليوني شخص على التواجد في مناطق مزدحمة حيث يواجهون إطلاق النار الإسرائيلي.
وكتبت المنظمات: "يتم تفكيك نظام المساعدات الإنسانية بشكل متعمد ومنهجي بسبب الحصار والقيود التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية".
وأضافت: "يتم استخدام الحصار الآن لتبرير وقف جميع عمليات الإغاثة الأخرى تقريبًا لصالح بديل مميت يتحكم به الجيش الإسرائيلي لا يحمي المدنيين ولا يلبي الاحتياجات الأساسية".
وقالت المنظمات إنه في ظل خطة مؤسسة غزة الإنسانية، يقوم المدنيون "الذين يعانون من الجوع والضعف" برحلات لساعات عبر "تضاريس خطرة ومناطق نزاع نشطة".
في الأسبوع الماضي، روى يوسف العجوري، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 40 عاماً من مدينة غزة، رحلته المميتة في محاولة الحصول على الطعام من مؤسسة غزة الإنسانية.
وشبّه هذه التجربة بلعبة الحبار، واصفًا كيف كان يخشى على حياته وسط القناصة الإسرائيليين، وكيف رأى العديد من الجثث، واضطر إلى دفع الفلسطينيين الآخرين الذين يعانون من الجوع في محاولة للحصول على طرود الطعام.
واعترف مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأنهم أطلقوا النار على المدنيين الفلسطينيين المصطفين للحصول على المساعدات في غزة رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد، وفقًا لما جاء في تقرير لصحيفة هآرتس يوم الاثنين.
ويأتي هذا الاعتراف في أعقاب تقرير نشرته الصحيفة يوم الجمعة اعترف فيه الجنود الإسرائيليون بأنهم تلقوا توجيهات بإطلاق النار على المدنيين الجائعين في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وقال مسؤولون في وحدة القيادة الجنوبية إنهم "تلقوا أوامر بإطلاق النار على حشود غير مسلحة بالقرب من مواقع توزيع الغذاء في غزة، حتى في حالة عدم وجود أي تهديد"، وأضافوا "أن مدنيين قتلوا بسبب نيران مدفعية غير دقيقة وغير محسوبة".
ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما أوردته صحيفة هآرتس، واصفًا إياه بـ"الأكاذيب المغرضة".
وقال إنه في أخطر الحوادث، تم استهداف ما بين 30 إلى 40 شخصاً.
وقالت المنظمات غير الحكومية: "في ظل الجوع الشديد والظروف الشبيهة بالمجاعة، تخبرنا العديد من العائلات أنها أصبحت الآن أضعف من أن تتنافس على الحصص الغذائية".
وأضافت: "أما أولئك الذين يتمكنون من الحصول على الطعام، فغالبًا ما يعودون مع عدد قليل من المواد الأساسية فقط - يكاد يكون من المستحيل تحضيرها دون ماء نظيف أو وقود للطهي".
وأضافوا أن جمعية اسفير، التي تضع المعايير الدنيا للمساعدات الإنسانية، حذّرت من أن مؤسسة غزة الإنسانية لم تلتزم بالمعايير والمبادئ الإنسانية الأساسية.
ودعت المنظمات الجهات المانحة إلى عدم تمويل خطط المساعدات العسكرية التي تنتهك القانون الدولي و"تخاطر بالتواطؤ في الفظائع"، واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الحصار الخانق على غزة.
كما حثوا الدول الأخرى على استعادة آلية تنسيق موحدة بقيادة الأمم المتحدة "ترتكز على القانون الإنساني الدولي وتشمل الأونروا، والمجتمع المدني الفلسطيني، والمجتمع الإنساني الأوسع".
وفي الأسبوع الماضي، قالت 15 منظمة حقوقية وقانونية إن مؤسسة غزة الإنسانية قد تكون متواطئة في جرائم دولية.
أخبار ذات صلة

مقاتلو حماس يفاجئون الجنود الإسرائيليين في كمين خان يونس

عُثِرَ على مسعفين من غزة استشهدوا برصاص إسرائيل مقيدين ومرميين في قبر جماعي

لماذا خالفت الولايات المتحدة التقليد وأجرت محادثات مع حماس؟
